يعتبر البشر مخلوقات معقدة ومتعددة الأوجه والأشكال وبأنها تنطوي على العديد من الطبقات الغنية، رغم أن النموذج العلمي الغربي للإنسان يميل ليعكس الاعتقاد النيوتوني الميكانيكي (النظرية المادية) للحياة الذي يرى البشر بأنهم كيانات مادية بدائية أي آلات بيولوجية تعلمت أن تفكر. ورغم حقيقة أنه من حوالي قرن مضى تقريبا أظهرت اكتشافات الفيزياء الكمية أن النموذج المادي للحياة غير مكتمل، ويستمر الطب الحديث وعلم الفيزيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) برؤية البشر على أنهم بالدرجة الأولى مركبين من الجزيئات.

وفقا لوجهة النظر المادية السائدة مسبقا هذه، إذا كنت تشعر بالاكتئاب، فهذا ليس لأنك تحمل غضبا واستياء بشأن العلاقة الغرامية التي تقيمها زوجتك مع أفضل صديق لديك؛ بل إنها نتيجة لمستويات السيروتونين (وهو الهرمون المسؤول عن السعادة) المنخفضة في دماغك. إذا رفعت ببساطه من مستوى هذا الناقل العصبي في دمك عبر إعادة امتصاص المثبط المسؤول عن هرمون السيروتونين الانتقائي في جسمك، عندها سيزول اكتئابك. إذا كان ضغط دمك مرتفع، فهذا ليس نتيجة الإجهاد الدائم الذي تعانيه من مديرك ذو المطالب القاسية والصعبة؛ بل نتيجة المستويات المفرطة من مادة «الانجيوتنسين»4 الكيميائية (angiotensin). قم بأخذ مثبط أنزيمي معاكس لمادة الانجيوتنسين وسيعود ضغط دمك إلى حالته الطبيعية. إذا كن تعاني من مشاكل في النوم ليلاً، فلا يمكنك أن تلقي اللوم على بطاقة ائتمانك المثقلة بالديون؛ بل ببساطة لأن دماغك لا ينتج التركيزات الكافية من الحمض الثلاثي الأميني الزبدي. وستصحح أية مجموعه من العقاقير هذا الخلل عندها ستنام بعمق كما الأطفال.

يمكن أن يكون هذا المفهوم المادي فعالأ بشكل كبير في إزالة الأعراض بشكل مؤقت وعلى المدى القصير. لكنه لسوء الحظ، نادرا ما يشجع على فهم أعمق للحياة، ونادرا ما يقود للشفاء والتعيير، وغالبا ما تكون الأثار الجانبية للعقاقير محدودة.

وبتوسيع الرؤية للحياة لما وراء المنظور الكيميائي الحيوي الصرف فقط، تذكرنا اليوغا بأننا نعيش الحياة في أن واحد على العديد من المستويات. وجوهر اليوغا هو أن نجد الاتحاد وسط التنوع متعدد الأبعاد الذي نعيشه.
وعبر قرون ، نبه معلمو اليوغا العظماء معاصريهم للتناقض الظاهري الرائع والذي رغم أنه يبدو للعقل والأحاسيس أن العالم تجربة متغيرة على الدوام، لكن من المنظور الروحي، فإن التنوع اللانهائي للأشكال والظواهر هو ببساطه تمويه لواقع لا يتغير.