أنواع جديدة من جراحات سرطان البروستاتا

  • استئصال البروستاتا بمنظار البطن

 قد لا تكون سمعت عن عملية استئصال البروستاتا بمنظار البطن لأنها واحدة من أحدث الطرق لعلاج سرطان البروستاتا ، وهي تسير على هذا النحو : بدلا من إحداث شق طولى في البطن ، يستخدم الأطباء خمسة شقوق صغيرة ، لذا فإنها أقل توسعة من الجراحات التقليدية ، والتعافي من هذه الجراحة يستغرق وقتا أسرع بكثير ، وبعض المرضى يستطيعون العودة إلى أعمالهم أو التحرك بحرية في غضون أسبوعين . لذا فمن المحتمل أن تكون هذه الجراحة هي مستقبل جراحات سرطان البروستاتا .

يتم إجراء هذه الجراحة باستخدام أنابيب رفيعة يتم إدخالها عبر خمسة ثقوب في البطن ، تزود أطراف هذه الأنابيب بكاميرات ، ومشارط مصغرة ، وملاقيط صغيرة . ويتفق الأطباء في الرأي على أن هذا الإجراء لا يحد من الآثار الجانبية المتمثلة في العجز الجنسي وسلس البول ، ولكنهم يقولون إن هناك أملا حقيقيا في أن يكون هذا ممكنا لأن الإجراءات الحديثة غاية في الدقة .

تشع الكاميرا التليفزيونية الدقيقة الموجودة داخل البروستاتا صورة واضحة ومكبرة لأعضاء الحوض حتى يتسنى للجراحين مشاهدة ما يحققونه من تقدم على شاشات توجد على منضدة العمليات الجراحية .

أما الأدوات الصغيرة الأخرى ، فيمكنها قطع ، وخياطة ، وکی، وسحب ، واستئصال النسيج والأعضاء. ويستخدم الأطباء هذه الأدوات لفصل البروستاتا، وإدخالها في كيس صغير، وتزليقها عبر أحد الأنابيب الموجودة داخل الشقوق.

وبينما يمكن لمثل هذه العمليات أن تكون أقل رهبة للمريض ، فإنها تتطلب من الجراحين الذين يقومون بإجرائها براعة فائقة .

إن هذا الإجراء يماثل غيره من الإجراءات الأخرى تقريبا ، ولكن الميزة الكبرى به هي أن المرضى يستطيعون التحرك بعد أسبوعين والقيام بكل شي، كانوا يفعلونه من قبل . أما مع العمليات المفتوحة المعتادة . فإن الشفاء منها غالبا ما يستغرق ستة أسابيع .

يصل عدد حالات سرطان البروستاتا التي يتم تشخيصها سنوية إلى حوالي مائتين وعشرين ألف حالة ، يتوفى منها أكثر من تسعة وعشرين ألفا . وغالبا ما يعود هذا إلى أن السرطان يكون قد انتشر بصورة كبيرة للغاية مع اكتشاف الإصابة، مما يتعذر معه إنقاذ حياة المريض . لذا يلعب الكشف المبكر للسرطان بواسطة اختبار مولد المضاد النوعی البروستاتي أو الفحص الإصبعي دورة حيوية .

وفي مستشفى " هنری فورد " بمدينة ديترويت في ولاية ميتشجن الأمريكية ، يتقدم الجراحون بعملية استئصال البروستاتا بشق البطن خطوة للأمام من خلال استخدام أدوات أوتوماتيكية تدار بواسطة حاسب آلى ويتم التحكم فيها كألعاب الفيديو من خلال حركات يد الجراح.

ويعد هذا الإجراء من الإجراءات الحديثة ولا يتوافر في كل مكان وسوف يواصل معظم أطباء المسالك البولية الكبار استخدام أسلوب الشق الطولى التقليدي ، والذي يعد أسلوبة مجربة وموثوقة .

  • جراحة کافرماب:

من الأدوات الحديثة الأخرى في مجال جراحة البروستاتا مجس " کافرماب " الجراحي. يستخدم هذا الجهاز في مستشفى " فروتيرت " وكلية طب جامعة " ويسكونسن".

ويقال إنه يساعد الرجال على الاحتفاظ بوظائف الانتصاب بعد إجراء جراحة الاستئصال البروستاتا .

تساعد هذه الأداة الجديدة الجراحين على تحديد موقع الحزمتين العصبيتين اللتين تتحكمان في الانتصاب وتتسمان بأهميتهما وصعوبة رؤيتهما وتجنب إتلافهما، وهما قريبان جدا من البروستاتا .

إن هاتين الحزمتين تثاران أثناء النشاط الجنسي مما يؤدى إلى حدوث انتصاب، ويطلق عليهما الأعصاب الكهفية ، وتقعان في موازاة وأسفل البروستاتا . فإذا تلفت إحداهما، تقل قدرة الرجل على الانتصاب والمحافظة عليه بشكل حاد وعادة ما يصبح الأمر مستحيلاً.

في أثناء العملية ، عادة ما يصعب العثور على الأعصاب الكهفية بسبب ما يعلوها من أنسجة ودماء . وفي بعض الأحيان ، لا تكون هذه الأعصاب في موقعها المفترض أن تكون به .

أما الآن، فقد أصبح في الإمكان العثور على هاتين الحزمتين العصبيتين باستخدام جهاز "کافرماب"، وهو جهاز يمسك باليد وعلى طرفه منبه عصبی ، بالإضافة إلى حلقة تثبت حول القضيب.

حين يلمس المجس عصبة ، تقوم الحلقة بقياس تورم القضيب الذي ينجم عن زيادة أو انخفاض تدفق الدم والذي يؤثر على الانتصاب. ويؤدي هذا إلى تحديد موقع الأعصاب الكهفية ، ومن ثم يمكن لمشرط الجراح أن يتجنبها .

إن فوائد هذا الإجراء على المدى الطويل غير معروفة. فحتى حين لا تتأثر الأعصاب في إحدى جراحات استئصال البروستاتا في بعض الأحيان، يظل المريض بحاجة لفترة تتراوح بين شهر إلى ثمانية عشر شهرا للعودة إلى أدائه الانتصابي الطبيعي . ونظام " کافرماب " أكثر تكلفة من الجراحات التقليدية ويستغرق وقتا أطول في غرفة العمليات.

ومن الأمور الحيوية هنا استئصال نسيج البروستاتا المسرطن بأكمله حتى لا يعود مرة أخرى أو ينبث . إن حماية وظائف الانتصاب مع إغفال بعض من الورم السرطانی ليس اختيارا ، وفي بعض الحالات لابد من التضحية بالأعصاب الكهفية.

قد يكون استخدام " کافرماب " مناسبا لما يقرب من نصف مرضی سرطان البروستاتا والمرشح الثالي لخوض هذا الإجراء لابد أن يكون السرطان لديه مقتصرة على منطقة البروستاتا ، وأن يكون قادرا على الانتصاب قبل الجراحة ، وأن تكون لديه خطط لمواصلة نشاطه الجنسی بعد الجراحة .

  • جراحة الابتراد:

تعد جراحة الأبتراد من طرق علاج سرطان البروستاتا الحديثة، تتضمن هذه الجراحة إدخال مجس داخل البروستاتا ووضعه في منتصف ورم صغير مباشرة.

بعد ذلك يتم حقن هيدروجين سائل في أقصى درجات برودته عبر المجس داخل الورم السرطانی، مما يؤدي إلى تجميده وتدمير النسيج والخلايا السرطانية في نفس الوقت .

وتعد جراحة الابتراد وسيلة أخرى لعلاج البروستاتا ، لكن معظم أطباء المسالك البولية غير مجهزين بالأدوات اللازمة لاستخدامها.

  • جراحة الليزر

هناك دراسة بدأت في عام 1989 ، ولا تزال مستمرة، في جامعة " كاليفورنيا" بسان دييجو علی ید د. " آی ، باركين " ، حول جراحة الليزر كبديل لجراحات الاستئصال الجذرى ، ويمكن إجراء هذه الجراحة للمرضى غير المؤهلين للجراحات المفتوحة.

تجرى هذه الجراحة بالاشتراك مع جراحة استئصال جزئی للبروستاتا عبر مجرى البول حين يتم اكتشاف وجود السرطان . فبواسطة الليزر ، يمكن تدمير بقايا نسيج الورم السرطاني الموجود بالقرب من غشاء البروستاتا عن طريق التجلط بالليزر . إنه أمر ممكن نظرا لفاعلية الليزر في القضاء على الخلايا السرطانية على عمق خمسة إلى ستة ملليمترات داخل النسيج .

وحتى الآن جاءت النتائج مطابقة تقريبا لنتائج العلاج بالإشعاع الخارجي وأنابيب الغرز المشعة . ويقول د. " باركين " إن استخدام الليزر له سبع مزايا كبيرة للمريض سرطان البروستاتا :

  • جراحة الليزر تنطوي على ألم بسيط أو لا تنطوي على أي ألم .
  • جراحة الليزر يمكن إجراؤها بدون تخدير أو بتخدير موضعی فقط .
  • جراحة الليزر لا تنطوي على أي نزيف .
  • جراحة الليزر تستغرق القليل من الوقت للانتهاء منها .
  • جراحة الليزر يمكن تكرارها عدة مرات بدون أية آثار سيئة ، ويمكن إجراؤها على مراحل سهلة .
  • الكثير من جراحات الليزر يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب .
  • الكثير من جراحات الليزر يمكن إجراؤها بنظام المريض الخارجي بالمستشفى (أى التردد عليه دون الإقامة به ) .