لابد أنك كنت تعلم أننا سنذكر ذلك. فالكحول غير مفيد لجسم الإنسان، كما أنه غير مفيد للرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد بشكل خاص.

" أقلع تناول المشروبات الكحولية ؟ تبا ، إنني أفضل الموت عن ذلك !". عادة ما يكون الرد على مثل هذه التعليقات المعتادة التي تصدر عن شاربي المشروبات الكحولية المعتدلين والمسرفين على حد سواء ، هو طمأنتهم بأنهم " سوف يموتون حتما وربما في وقت أقرب مما كانوا يتوقعون ".

لقد ظل بعض أطباء المسالك البولية لسنوات يقولون إن الكحول يهيج البروستاتا ، كما أنه يسبب مشكلات خطيرة بالكبد . إلى جانب أن بعض مكسبات النكهة الموجودة في الكحول يمكن أن تؤثر على البروستاتا لدرجة قد تسبب نوعا من التهاب البروستاتا المزمن .

أما بالنسبة للرجل الذي يعاني تضخم البروستاتا الحميد حتى ولو كان في مراحله الأولي ، فإن الاستخدام المفاجئ أو المفرط للكحول يمكن أن يسبب له نوبة مفاجئة من احتباس البول المفاجئ ، وهي حالة تؤدي إلى تولد حاجة شديدة إلى التبول ، ولكنه يكون أمرا مستحيلا بالنسبة للمريض ، وعقب حدوث هذه الحالة، يتطلب الأمر زيارة سريعة إلى عيادة الطبيب أو غرفة الطوارئ بأحد المستشفيات لعمل قسطرة وتصفية المثانة .

والفطرة السليمة في هذه الحالة تقول إن الرجل الذي يعاني تضخم البروستاتا الحميد حتى ولو كان في مراحله الأولية لابد أن يفكر جديا في استهلاكه من الكحول وعلاقته بحالة تضخم البروستاتا الحميد التي يعاني منها . عند هذه المرحلة يرغب الكثير من الرجال في تجنب المخاطرة أو تحمل الألم والمشكلات المرتبطة بالكحول وتضخم البروستاتا الحميد ، ومن ثم يتوقفون عن شربها .

سوف يغضب مدمنو المشروبات الكحولية بالتأكيد من ذلك ، ولكن ما يدخل إلى المعدة لابد أن يخرج ، وإفراط متعاطى المشروبات الكحولية في استخدام دورات المياه بالحانات لا يؤكد شيئا سوى ما نعرفه جيدا بالفعل - وهو أن احتساء الجعة يعقبه مباشرة إفراط في التبول .

مرة أخرى تطالعنا الفطرة السليمة. إن احتساء المشروبات الكحولية في فترة ما بعد الظهيرة قد يحتمله بعض الرجال بسهولة دون غيرهم . أما احتساء المشروبات الكحولية في وقت متأخر من الليل ، فسوف يؤدي بالتأكيد إلى رحلتين أو ثلاث رحلات إضافية ليلية إلى دورة المياه كان من الممكن تجنبها .

لا تصر على احتساء الجعة ، واستخدم قليلا من فطرتك السليمة حتى لا تثير المزيد من تفاعلات تضخم البروستاتا الحميد غير السارة .

نعم، إن الكافيين هو الوحش الجاثم على ظهرك هنا . فالكافيين يحفز الجهاز البولى ، إذ يجعلك تتبول أكثر وأكثر. وهذه ليست مشكلة لمعظم الأصحاء - ولا تمثل أي مصدر للإزعاج ولو بسيطة . فالجسم يتكيف مع الكافيين مع مرور السنين .

ولكن حين تكون مصابا بتضخم البروستاتا الحميد ، فالأمر يختلف . فلست بحاجة للمزيد من التحفيز الجهازك البولى، أو أية زيادة في كمية البول ، فالشخص المصاب بتضخم البروستاتا الحميد الذي يشرب القهوة ، ويصل معدل استهلاكه منها في الطبيعي إلى اثنی عشر کوبا يومية ، سوف يعانی صعوبة أكبر كثيرا في التعايش مع جهازه البولي عن الشخص الذي لا يشرب القهوة أو حتى الشخص الذي يشرب اثنی عشر کوبا من السوائل الخالية من الكافيين يومية .

وبالمقارنة نجد أن القهوة والشاي يحتويان على ضعفي كمية الكافيين الموجودة في مشروبات الكولا العادية . بالطبع إن معظم أنواع مشروبات الكولا الآن خالية من الكافيين أيضا . ولعل هذه إحدى الطرق التي تستطيع بها الحصول على مشروب الكولا المفضل لديك دون تناول الكافيين .

بالمثل، هناك العديد من أنواع القهوة الخالية من الكافيين في الأسواق الآن. فإذا كنت تريد التحكم في جسدك بقدر أكبر قليلا من الذكاء والبراعة ، اختبر المشروبات الخالية من الكافيين لتعرف مدى تأثير ذلك على عدد مرات تبولك. فعليك أن تجرى ذلك الاختبار لفترة محدودة وتبدأ في تناول تلك المشروبات الخالية من الكافيين حتی تدرك الفارق بنفسك ، فإنك لن تستطيع أن تلمس الاختلاف إلا إذا خضت التجربة .

فإذا كنت تتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، قم بإجراء هذا الاختبار. جرب الأنواع الخالية من الكافيين لمدة أسبوع، ولا تفعل أي شيء آخر مختلف، وقد ذكر أحد مرضی تضخم البروستاتا الحميد أنه قلل من مرات تبوله الليلی من مرتين إلى مرة واحدة فقط في الليلة بهذه الطريقة. وبعد أسابيع قليلة، سوف تنسی حتی مذاق المشروبات التي تحتوي على نكهة الكافيين .

لا تنس أن العديد من الأقراص الدوائية المسكنة لآلام الصداع ، ونزلات البرد ، وحمى القش تحتوي أيضا على الكافيين ، وعلى الرغم من أن هذه الأقراص لا تؤخذ كثيرة ، فقد يجدر بك البحث عن بعض الأنواع التي لا تحتوي على الكافيين ، مثل عقاقير الأيبوبروفين .