التعايش مع تضخم البروستاتا الحميد
إن التعايش مع المراحل المبكرة لتضخم البروستاتا ليس صعبا إلى هذه الدرجة، هذه حقيقة، تذكر أنك قد أصبت بتضخم البروستاتا الحميد لمدة ثمانية إلى عشرة أعوام قبل أن يسبب لك أية مشكلات على الإطلاق . 
وقد تكون عانيت أمراضا خفيفة لمدة سنتين أو ثلاث سنوات أخرى قبل أن تدرك إصابتك بالمرض وتكتشف السبب وراء هذه الأعراض . أما الآن فأنت تعرف السبب .
إن الوقت الآن ليس وقتأ للذعر والخوف. فالمشكلات التي يسببها تضخم البروستاتا الحميد لا تعد مصدرا كبيرا للإزعاج ، فهی شی، بإمكانك أن تتعلم التعايش معه . أما البديل ، فليس بالفكرة السارة .
لنعد إلى قصة حالتنا المعهودة . إنها حالة هذا الرجل الذي يبلغ من العمر ستين عاما ويعانی أبسط ثلاثة أعراض التضخم البروستاتا الحميد : تردد قصير المدى عند التبول ، وتدفق أكثر بطئا وأقل اندفاعا للبول . والاستيقاظ مرة واحدة ليلا للتبول .
إن السر هنا هو أنك تعرف سبب هذه المشكلات الثانوية ، مما يعني أن بإمكانك أن تتعلم ترويضها والتحكم فيها. لقد سبق لك ترویض الكثير من الأشياء ، أليس كذلك ؟ في البداية تمكنت من ترويض الأطفال الآخرين في أسرتك ، ثم زوجتك ، ثم أبنائك ، ثم العمل مع كل الأشخاص الذين كانوا يخضعون لإشرافك . وبالمقارنة يصبح ترويض تضخم البروستاتا الحميد في مراحله البكرة أمرا يسيرا بالنسبة لكل ذلك.
تضخم البروستاتا الحميد ... لا علاقة له بالسرطان
دائما ما يردد الخبراء مرارا وتكرارا أن تضخم البروستاتا الحميد ليس ورما سرطانية ، وأنه لا علاقة له بسرطان البروستاتا ولا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان ، وأنه مرض مختلف تماما. لذا عليك أن تطرد هذه الفكرة من ذهنك .
إنك غير مصاب بسرطان البروستاتا ، إنه مجرد تضخم حميد في البروستاتا
إن أطباء المسالك البولية يحاربون هذا المفهوم الخاطئ طوال الوقت ، ويفوزون بالمعركة تدريجيا . فهم يشيرون إلى أن سرطان البروستاتا ينمو على الجانب الخارجي لفصوص البروستاتا ، بينما تتضخم البروستاتا إلى الداخل وإلى الخارج ، ولا يوجد أية علاقة سببية بين الاثنين مطلقا .
والآن ننتقل إلى أحد المخاوف الأخرى الخاصة بسرطان البروستاتا . حين يكون هناك حاجة لإجراء جراحة المعالجة تضخم البروستاتا الحميد ، وهو ما يحدث غالبا بعد أن يصل الرجل إلى الخمسينات أو أوائل الستينات من عمره ، يتم التوصل إلى اكتشاف يفيد بأن حوالی عشرة بالمائة من عدد البروستاتا المصابة بتضخم البروستاتا الحميد مصابة أيضا بالسرطان .
تذكر أن السرطان يمكن أن يصيب أي جزء من الجسم في أي مرحلة من العمر ، ولا علاقة له بتضخم البروستاتا الحميد . وعند اكتشاف هذه الأورام السرطانية ، فإنها لا تكون في المواقع المألوفة التي يمكن فيها تشخيصها بسهولة أثناء أحد الفحوص الدورية الخاصة بتضخم البروستاتا الحميد . لذا فإن جراحة استئصال تضخم البروستاتا الحميد في الواقع ليست ضربة حظ ؛ حيث إن معظم هذه الأورام السرطانية تبدأ وتكتشف سریعا حتى يمكن استئصالها بسهولة أكبر .
لذا من الآن فصاعداً، لابد ألا تقلق بشأن ارتباط تضخم البروستاتا الحميد بسرطان البروستاتا أو كونه سببًا يؤدي إلى الإصابة به.
التعايش مع تضخم البروستاتا الحميد
لقد علمت أنك متعايش مع تضخم البروستاتا الحميد الذي تعانيه الفترة ، ولكن كم تبلغ هذه الفترة ؟ عاما ؟ ثلاثة أعوام ؟ إذن ، فإن خبرتك ضعيفة . فمعظم أطباء المسالك البولية قد اكتسبوا آلاف الأعوام من الخبرة في مجال تضخم البروستاتا الحميد من خلال مرضاهم ، وقد يكون لدى طبيبك بعض الملاحظات والمقترحات المفيدة كتلك المذكورة أعلاه التي أفادت المئات من مرضی تضخم البروستاتا الحميد ، لكن هذه الملاحظات والمقترحات ليست بالاكتشافات المثيرة التي يمكن نشرها في دورية " نيو إنجلاند الطبية " ، أو دورية " الجمعية الطبية الأمريكية ".
غير أن طبيبك الخاص أو طبيب المسالك البولية القائم بعلاجك قد ، يکون لديه منجم ذهب من النصائح والملاحظات قام بجمعها على مدار سنوات ويمكنها أن تحدث فارقا كبيرا في الأسلوب الذي يمكنك من خلاله التعايش مع المراحل المبكرة والمتقدمة أيضا من مرض تضخم البروستاتا الحميد بمزيد من السهولة والارتياح . لذا ، ففي المرة القادمة حین تذهب إلى عيادة الطبيب ، اسأله ما إذا كان أي من هذه النصائح الليلة الثمينة الخاصة بتضخم البروستاتا الحميد يناسب مشكلة ما تعاني منها ، أما أفضل نصيحة يمكن توجيهها إليك فهي : اذهب دائما إلى الخبير ، وتحدث إلى طبيب المسالك البولية الخاص بك .