هل أنت واثق أن لديك سرطان البروستاتا؟

يوما بعد يوم تزداد الدعوة لمحاولة اكتشاف سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة . ولكنها مهمة صعبة نظرا لوجود أورام سرطانية بالغة الصغر في البروستاتا كان يصعب أو يستحيل اكتشافها عادة بواسطة الفحص الإصبعي التقليدي.

أما الآن فهناك وسائل جديدة تستخدم للعثور على هذه الأورام السرطانية، وقد يكون من أفضل هذه الوسائل اختبار دم بسيط يسمى اختبار مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا (PSA).

ومولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا هو عبارة عن بروتين يوجد فقط في نسيج البروستاتا . وقد عرف منذ وقت طويل أنه حين تكون البروستاتا مصابة بالسرطان ، يرتفع معدل مولد الأجسام المضادة . وقد كانت المشكلة تكمن في تحديد معدل مولد الأجسام المضادة الذي من شأنه أن يشير إلى وجود ورم سرطانی حين يكون صغير الحجم ولا يمكن لمسه بواسطة الإصبع.

وقد أجريت الآن أبحاث كافية بحيث يمكن استنباط بعض النتائج العامة فيما يتعلق بمولد المضاد النوعي البروستاتی . وفي هذا الإطار ، يقوم د. " ويليام إتش . کونر ، عضو مجموعة " موبایل " لعلم المسالك البولية ، والطبيب بقسم المسالك البولية بمستشفى "سبرينجهيل میموریال " في مدينة " موبایل " بولاية ألاباما" ، بنشر العديد من نتائج الأبحاث في جريدة " ألاباما - الطبية الصادرة عن الرابطة الطبية للولاية ، ويشير د. " كونر " إلى أن معدلات مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا تعكس حجم نسيج البروستاتا في الجسم . سواء كان حميدا أو خبيثا ، وأن هذه المعدلات غالبا ما سوف ترتفع حال وجود إصابة بتضخم البروستاتا الحميد .

ويقدم د. " کونر " جدولا يصف تجربة أجرتها شركة "هایپریتیك " بسان دييجو ، تم خلالها الربط بين معدلات مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا لدي ثلاثمائة واثنين وخمسين رجلا مصابين بتضخم البروستاتا الحميد ونفس المعدلات لدى خمسمائة وثلاثة وثلاثين رجلا ثبتت إصابتهم بسرطان البروستاتا . وقد أظهرت التجربة أنه حين كان معدل مولد المضاد لدى الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد يرتفع إلى أربع وحدات ، كانت نسبة الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد على الأرجح تبلغ أربع إلى واحدة . ولكن حين كان معدل مولد المضاد يرتفع إلى عشر وحدات أو أكثر ، كانت نسبة وجود السرطان في أغلب الاحتمالات تصل إلى ثلاث وثلاثين إلى واحدة .

 

كذلك يقترح د. " کونر " استخدام التصوير فوق الصوتي للبروستاتا كأداة تشخيصية أخرى لفحص المرضى الذين يتجاوزون سن الخمسين . ويتم إجراء هذا بواسطة مجس يوضع عبر المستقيم واستخدام الموجات فوق الصوتية لإظهار النسيج وكتلته في منطقة البروستاتا .

ويخلص د."کونر" في مقاله إلى أننا بحاجة لاستخدام هاتين الوسيلتين للعثور على أورام سرطانية يمكن علاجها قبل أن تسبب آلاماً.

كما يقترح ضرورة خضوع جميع الرجال فوق سن الخمسين لفحص إصبعي عبر المستقيم ، ثم اختبار مولد معدل الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا في الدم ، وصورة صوتية بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا و إذ إن هذه الاختبارات يمكن أن تمثل قاعدة لمقارنات مستقبلية .

وفي دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة "جونز هوبكينز " في بالتيمور ، نقل د. " دانييل تشان " نتائج اختبار آخر لولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا . فقد وجدت مؤشرات إيجابية لوجود إصابة بالسرطان لدى الرجال الذين وصل معدل مولد المضاد لديهم إلى 2.8 وحدة . كما يقرر أنه حين كان هذا العدل يصل إلى ثماني وحدات ، كانت فرصة الإصابة بالسرطان تصل إلى أربعة وتسعين بالمائة ، وحين وصل معدل مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا إلى عشرين وحدة ، أصيب جميع المرضى بسرطان البروستاتا .

إن اختبار مولد الأجسام المضادة الخاص بالبروستاتا يبدو في هذا الوقت كأداة يجب أن يستفيد منها أطباء المسالك البولية بشكل أكبر ، ماذا لو كان هذا الاختبار يكتشف اثنين بالمائة أو ثلاثة بالمائة من حالات السرطان المبكر ؟ سوف يتحمس هؤلاء الرجال ، الذين خضعوا للعلاج من السرطان وتم شفاؤهم منه ، لفوائد الاختبار حماسا كبيرًا.

مثال آخر مشابه لذلك ، كم عدد المؤشرات الإيجابية التي تظهرها الفحوص الطبية هذه الأيام من أشعة سينية تقليدية على الصدر؟ نسبة ضئيلة للغاية .