هي جهاز الجسم يوصل بالدور الدموية للمريض و يمرر فيه الدم ليقوم بعمل توازن لأملاح الدم و المواد الذائبة في الماء و يعيدها إلى مستواها الأصلي الطبيعي ، و مزود بآلية تسمح بالتشريح المستدق لخروج الماء من الجسم . أهم مكونات دورة سائل الغسيل هي وحدة تجعله متناسباً على الدوام في تركيزه و درجة حرارته مع وجود مقياس دقيق لسرعة مرور السائل وضعه و تركيزه وآلية لوقف مرور السائل إذا اختلت أي من هذه المقاييس . الجزء الأساسي في جهاز الكلية الصناعية هي المرشح الذي ينبغي حساب قدرته التشريحية بدقة قبل الاستعمال . يمرر الدم جسم المريض بخروجه من شريان يوصل بالمرشح مضخة الدم .

   بدأ كولف وبرك ( عالمان أمريكيان كانا يعملان مع الجيش ) استخدم استصفاء الدم في عام 1942 في الإنسان في هولندا و بدأ ألفال ( عالم سويدى ) في استخدامه في السويد في عام 1947 و من انتشر استخدام الكلية الصناعية في جميع أنحاء العالم . كان استصفاء الدم يستخدم أساساً في إنقاذ حياة المرضى المصابين بالفشل الكلوي الحاد ، و ظل استخدام هذه الطريقة في هذا المرض فحسب حتى 1960 عندما ابتكر سكريبنر ( طبيب أمريكي ) أنبوبة تفلون يتم تركيبها بين شريان ووريد في الساعد و يمكن استعمالها بوصلها بجهاز الكلية الصناعية مئات المرات، ثم إبتكر سيمينو ( جراح أمريكي ) عملية جراحية يوصل بها شريان في الساعد مع وريد و بعد مدة حوالي ثلاثة أسابيع تتضخم أوردة الساعد لدرجة تسمح باختراقها بالإبرة التي تنقل الدم إلى جهاز الكلية الصناعية و إبرة آخرى في الوريد تسمح بعودة

الدم من جهاز الكلية الصناعية ،وهكذا يمكن استعمال الوصلة الشريانية الوريدية لديلزة الدم لآلاف المرات ، وبهذا أمكن استخدام طريقة الديلزة لعلاج الفشل الكلوي المزمن.

   بدأ استخدام الديلزة على نطاق ضيق للغاية – بعد التمكن من الدخول إلى الدورة الدموية – لحوالي عشر سنين من سنة 1960-1969 ، ولما تبين العالم فاعلية هه الطريقة الأكيدة في إنقاذ مرضى الفشل الكلوي المزمن من الوفاة و استعادتهم لنشاطهم و حيويتهم و تمكنهم من العودة إلى عملهم بعد أن أصبحوا أعضاء عاملين في المجتمع – اشتد الاهتمام بهذه الطريقة الجديدة في جميع أنحاء العالم ودخلت تقنية مستحدثة في عالم الطب – و هو علاج مرضى الفشل الكلوي بالديلزة بالكلية الصناعية.

    يتم استصفاء الدم من المريض لمدة 12 ساعة أسبوعيا (6 ساعات مرتين في الأسبوع والأفضل 4 ساعات ثلاث مرات في الأسبوع) وبهذه الطريقة يظل على قيد الحياة لسنوات طوال وتختفي أعراض الفشل الكلوي جميعها تقريبا.

   العيب الأساسي في طريقة العلاج هذه هو ارتفاع تكلفتها الشديد بحيث لا يطيقه إلا عدد محدود جدا من المرضى، وإذا لم تتحمل الدولة أو شركات التأمين كافة أو جزءا من تكاليف العلاج لن يقدر عليه أحد. تكاليف جلسة الديلزة الواحدة بالكلية الصناعية تقدر بحوالي 150 جنيها – عمدت الهيئات والحكومات المختلفة (إلا قليل منها) في بادئ الأمر إلى انتقاء المرضى الذين يعالجون بالديلزة لارتفاع تكلفتها الشديدة، ولكن نظرا للضغط الشعبي الكبير ومطالبة الجماهير باستمرارها لوجوب إتاحة هذا النوع من العلاج، انتشر في جميع أنحاء العالم.

    بدأت الديلزة أول ما بدأت في مصر في مستشفى عين شمس الجامعى ثم

في مستشفى أحمد ماهر ثم في مصر في قصر العيني ، وعدد وحدات الديلزة المتاح حاليا في مصر يبلغ حوالي 800 وحدة ( نصفها مسجل رسميا في جمعية أمراض الكلى المصرية و نصفها الأخر غير مسجل ، و نصف عدد الوحدات المسجلة رسميا ثم تسجيلها رسميا في جمعية أمراض الكلى العالمية ) . حوالي ثلث هذه الوحدات حكومية أو في مستشفيات التأمين الصحي التابعة للحكومة و حوالي ثلثى هذه الوحدات خاصة ، في مستشفيات خاصة و يديرها الأطباء في عياداتهم أو في وحدات أنشئوها للقيام بعملية الديلزة .