وجدت أنا أيضا، مثل سارة بيتس، أن من أفضل الطرق لدفع الأفراد إلى بذل أقصى ما لديهم هي السماح لهم بوضع القواعد والتنظيمات التي يديرون بها أنفسهم ، وهذا عملي بشكل خاص مع الموظفين الذين يميلون لإثارة المشاكل بشأن انتظامهم وانضباطهم .

فأنا أتذكر أحد الأفراد كان عنيدة ومثيرة للمشاكل وصعب المراس ، اندهش جدا عندما طلبت منه المساعدة والمشورة في تأسيس سياسات وإجراءات إدارته، حتى إنه أصبح شخصا مختلفا تماما ؛ ففي ليلة واحدة تقريبا أصبح موظفا مثاليا قدوة للآخرين في تصرفاته، في قسمه.

وهل تعرف لماذا ؟ لأنه أراد أن يكون مهيأ ، أراد الاعتراف به وبجهده ، أراد أن ينتبه إليه الآخرون ، أراد أن يكون شخصيا له اعتباره . وبشعوره أنه مهم، أنه شخص له قيمته ، أصبح قادرة على إشباع تسعة احتياجات من احتياجاته المتعلمة الأخرى وهي التي ذكرتها سابقا في هذا الفصل .

فعندما أعطيته ما يريده بشدة ، فإنه فعل كل ما يستطيع من أجلی : فأعطانی 110% من مجهوداته ومهدت تصرفاته الطريق للأخرين لأن يفعلوا نفس الشيء.

لهذا فإنك إذا أردت أن يعطيك الأفراد العاملون معك أقصى مجهوداتهم وأن يتعاونوا معك ويساندوك دائما ويخوضوا في كل شيء من أجلك ، فعليك أن تشعرهم بأنهم مهمون ، عليك بإشباع ذواتهم ، ومنحهم الانتباه والاهتمام الذي يسعون له بشدة ، اسالهم عن آرائهم واقتراحاتهم ونصائحهم ، أظهر لهم لماذا وكيف لا يمكنك المواصلة بدونهم ، أعطهم دورا في عملية اتخاذ القرار .

وعندما تستخدم الإدارة المشتركة مع الأفراد بهذه الطريقة ، فإنك أيضا ستحصل على نفس الفوائد الكبيرة التي فازت بها الشركات والمؤسسات الكبيرة .