منذ بضعة أعوام مضت ، قابلت مندوب مبيعات بشركة تأمين ، يدعی جاری دافيد، في مكتبه الإقليمي في سانت لويس ، وكان يبلغ من الطول آنذاك 165 سم ويبدو شخصا مألوفة فيما عدا أن لديه لحية شديدة الحمرة وكان ذلك قبل أن تصبح موضة فسألته عن السبب .

أجاب أنه يريد جذب انتباه الآخرين فهو يريد أن تتذكره الناس ، ثم قال لي إن لديك شاربة لنفس هذا السبب.

واعترفت أنه على حق فالناس يتذكرونني بالشخص ذى الشارب الأبيض والاسود فلولا هذا الشارب لما تذكر أحد الشخص الممتلىء قليلا ، قصير القامة ,متوسط العمر ويرتدي نظارة فهذا الوصف يلائم الكثير من الرجال الأمريكيين الذين تخطوا الخمسين من أعمارهم ، ولكنهم يتذكرون الرجل ذا الشارب المميز .

والشيء بالشيء يذكر ، هذا الشاب الصغير هو الآن نائب الرئيس بشركته فلقد لاحظه أحد الرؤساء بالشركة وسانده، ومازال محتفظا بلحيته الحمراء أيضا .

الذي أريد أن أقوله هو أنك تحتاج لبعض التميز في المظهر حتى يلاحظك ويتذكرك الآخرون . عموما ، شارب يمزج بين الأبيض والأسود أو اللحية الحمراء ليس كافية ، إن الحل الأمثل ليتذكرك الآخرون هو أن تنتهج أسلوبا للحوار خاصة بك .

إنه أمر مريح أيضا ، فعندما كنت ولدا صغيرا في إيوا ، كان فندق «كيكوك» بمدينة (اسيجورني)، أشهر فندق لمندوبي المبيعات المسافرين ، فهم يغيرون مسارهم ليقيموا في هذا الفندق ، لماذا ؟ لأن صاحبه ، كان دائما مبتهجة ومبتسمة يلقي السلام ويتحدث بأدب مع الجميع ، لم أسمعه قط يتحدث بأسلوب فظ عن أي أحد خلال الأعوام التي عرفته فيها ، فهذا الشخص لديه أسلوبه المميز وهذا ما أدى به إلى النجاح والتفوق .

أسلوب الحوار الذي تتبعه مع الآخرين يلعب دورا حيويا في تكوين السمعة الطيبة والنجاح . إذا تعاليت على مرؤوسيك سيستائين منك ، وإذا كنت شديد الاحترام لرؤسائك ، فقد يعتقدون أنك ضعيف ، لا تستطيع تحمل مسؤوليات أكبر، لذا ، فأسلوبك في الحوار والتعامل مع الآخرين ليس الكلمات التي تقولها فحسب ، بل أيضا أسلوبك في استخدام هذه العبارات ، وكذلك التصرف وقدرة التحمل.