إن طلبك للنصيحة أو العون من شخص ما يعتبر من إحدى الطرق التي تجعل الشخص يشعر بأهميته، كما تكسبك سلطة مطلقة، فكل ما تحتاج أن تقوله هو :

ما رأيك في هذا؟، فإن ذلك سوف يتسبب في وصول الحاجب إلى منزله، وهو يتباهي أمام زوجته بأن رئيس الشركة كان عليه أن يأتي إليه ليطلب منه مساعدته في حل إحدى المشاكل.

ملاحظة تحذيرية : عندما تسال شخصأ ما عن رأيه، استمع بلطف وكياسة ودماثة إلى الإجابة ولا تعترض. إنني لا أهتم بمدى غرابة هذه الفكرة بالنسبة لك ولكن أنصت إليه جيدا، استمع إلى هذا الشخص إلى النهاية، ولا تعترض على كلامه بمجرد أن ينتهي منه، حتى لو علمت أن الفكرة التي عرضها لن تنجح ، فلا تخبره بذلك؛ لأنك سوف تجرح كبرياءه، وسوف تقلل من شأنه وسوف تفسد كل شيء إذا فعلت ذلك.

وعندما ينتهي من كلامه، اشكره بصدق على مساعدته لك، وأخبره أنك ستضم فكرته في الاعتبار بشكل جدي ، وسوف تجد عندما تنصت إلى أراء مرؤوسيك، أنهم سوف يبتكرون طرقا جديدة أفضل، للقيام بتنفيذ الأشياء. إن ذلك يمكن أن يكون ذا فائدة وربح كبيرين بالنسبة لك، فالاستماع إلى أفكار الناس يشبه كثيرا التنقيب عن الذهب، فإنك حقا ترى مزيدا من الرمل أكثر من الذهب، ولكن عندما تجد كتلة من معدن نفیس خام، فربما يكون ذلك شيئا مثيرة.

ولكي نتحدث بصراحة، فإنني لا أحب صندوق الاقتراحات، وكذلك لا يحبه كثيرون من المدراء التنفيذيين ذوى المراتب العليا من الذين أعرفهم. على سبيل المثال، (بول كين) ، وهو مدير البحث والتنمية لشركة (سن كوست) لتكنولوجيا الطاقة الشمسية في ميامي ، فلوريدا ، إنه أيضا يرفض استخدام هذا الصندوق.

يقول بول : (أعلم أن معظم الشركات تستخدم صناديق الاقتراحات لكي تحصل على الأفكار الجديدة للموظفين ولقد كنا نستخدمها، ولكننا تخلصنا منها ولم نعد نستخدمها الآن؛ حيث إنها كانت غير موضوعية، أضف إلى ذلك، فإن الشخص لم يكن يعلم إذا ما كان اقتراحه قد تم قبوله أو قد تم التخلص منه في نهاية اليوم بإلقائه في سلة المهملاته).

ويستطرد بول قائلا : (إنني أترك باب مكتبي مفتوحة طوال الوقت، ويستطيع أي موظف أن يأتي إلى في أي وقت يشعر فيه أن لديه فكرة تستحق أن يساهم بها ، فإذا كانت هذه الفكرة معقدة، أو تتطلب كثيرة من الرسوم التخطيطية أو الكثير من سرد التفاصيل ، فإنه يحصل على المساعدة التي يحتاج إليها من فريق العمل الذي يعمل في المكتب. عندما بدأنا استخدام هذا البرنامج لأول مرة تم إدلاء الكثير من الأفكار إلينا وكنا لا نستطيع استغلالها، ولكن العاملين لدينا سرعان ما قاموا بتنسيق هذه الأفكار، والآن، عندما يأتي أحد إلى مكتبي بفكرة جديدة، فهناك فرص جيدة لتطبيق الفكرة التي أتى ليدلى بها).

لقد رأيت مكتب بول وعندما يقول إنه يترك باب مكتبه مفتوحا، فهو حقا یعنی ذلك، بل وقد تم إزالة الباب نهائيا! وكذلك الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة  AT & Tكان يترك باب مكتبه مفتوحة. وقال إن هذا عامل رئيسي لنجاح عمله المهني.

فترك الباب مفتوحة بعد طريقة ممتازة لكي تجعل الناس يشعرون بأهميتهم؛ لأن هذه السياسة تجعل مرؤوسيك يعلمون أنك فعلا تهتم بهم وبما يجب عليهم أن يقدموه، فهم يشعرون أن لديهم إذنا بالدخول إليك في أي وقت، وأنهم يستطيعون جلب أفكارهم ومشكلاتهم، وأنك سوف تنصت إليهم؛ لأن الباب المفتوح يقول الكثير لمروسيك عن نوع شخصيتك ، وهو يساعدك في اكتساب سلطة مطلقة في تعاملك مع الآخرين.