عندما تكون رئيسا للعمل ويعمل لديك أفراد أخرون ، فإنه يمكنك استخدام واحدة من ثلاث طرق لتنفيذ العمل ، إلا أنك لن تحصل بالضرورة على نفس النتائج من هذه الطرق الثلاث جميعها .

  1.  يمكنك إعطاء فرد ما أمرا مباشرا بأن يقوم بالشيء الذي تريده ، ولكن حتى عندما يكون هذا الفرد موظفا لديك وليس لديه أي اختيار أخر غير طاعتك ، فإن هذه الطريقة عادة ما تكون أكثر طريقة غير مرغوب فيها من الطرق الثلاث المتاحة لك لتنفيذ العمل، وذلك لأنك ستحصل غالبة على أقل النتائج فقط .
  2.  يمكنك أن تطلب من شخص ما مساعدتك في أداء العمل باستخدام إجراءات المؤسسة بالفعل . وهذه طريقة أفضل من الأولى ، ولكنها تترك الكثير الذي لايزال مرغوبة في تحقيقه . وهذا الأسلوب عادة ما يسمي (التعاون) ولكن الكلمة قد تكون مضللة بشكل جسيم ؛ فعلى سبيل المثال تقول الإدارة إنها تتعاون مع المستخدمين وما يعنيه هذا عادة أن الإدارة توفر الوسائل أو الطرق بينما يوفر المستخدمون الجهد اللازم لتنفيذ العمل ، وليس هذا تعاونا حقيقيا ، ولكنه يعطي دعما شفهيا فقط للفكرة .
  3.  يمكنك سؤال فرد ما عن أفكاره حول أفضل طريقة لأداء هذا العمل . وهذه هي أكثر الطرق المرغوب في استخدامها من الطرق الثلاث، وهي تسمی الإدارة المشتركة ، وعندما تقوم باستخدامها فإنك ستحصل على تعاون الفرد ودعمه ، وسيعطيك هو أقصى ما في مجهوداته، ويخوض كل شيء من أجلك .

وأسلوب الإدارة المشتركة فعال جدا، وذلك لانك عندما تسأل شخصا ما عن ارائه وأفكاره بشأن كيفية تنفيذ العمل، فإنك تكون قد أشعرته بأنه مهم ؛ لأنك زدت من إحساسه بذاته ، وهذا هو أحد الدوافع الخفية التي تحث الفرد على العمل ، ولقد أعطيتك قائمة بهذه الدوافع الخفية الخمسة عشر في الفصل السابع.

فمن الأفراد الشعور بالأهمية بعد دافعا قويا وحافزا على زيادة إنتاجية الفرد أخبرني صديقي چوي. أر : (لقد أشبع سؤال رئيس الشركة لى عن رأیی کبریائی ، فأنا لم أستطع ارتداء قبعتي لأكثر من أسبوع).

وأنت بسؤال الشخص عن أفكاره وتوجيهاته حول كيفية القيام بشيء ما، فإنك لا تشعره بأنه مهم فحسب، ولكنك ترضي الاحتياجات والرغبات الإضافية التي لديه وهی :

  1. الاعتراف بالمجهودات التي يقوم بها، والتأكيد على قيمته .
  2. الاستحسان الاجتماعي أو استحسان المجموعة له وقبول زملائه له .
  3. الرغبة في التميز، وأن يكون الأفضل .
  4. الإحساس بالانتماء وبكونه عضو في فريق
  5. فرصة التعبير الإبداعي .
  6. تحقيق شيء له قيمته.
  7. الإحساس بالقوة الشخصية .
  8. الإحساس باحترام وتقدير الذات.
  9. الشعور بالأمان.

فعندما يمكنك تأدية كل هذا للفرد، بمجرد سؤاله عن أفكاره وآرائه، وعندما تطلب منه مساعدتك في إيجاد حل لمشكلتك ، فإنك تعلم أنه سيعطيك أقصى ما لديه ، وسيزيد هذا من سلطتك الشخصية المطلقة في التعامل مع الآخرين بشكل مائل ، وهذا هو ما تريده بالفعل .

وأسلوب الإدارة المشتركة لا ينطبق فقط على مجال الأعمال أو كسب قوت عيشك ، ولكن يمكنك استخدام هذا في حياتك بأكملها - أي في كل شيء تفعله ، فيمكنك استخدام الإدارة المشتركة في علاقاتك الشخصية وفي دار العبادة وفي الأنشطة الاجتماعية والمجموعات المدنية والمدرسة وشؤون المجتمع ، فعندما تطلب من الأفراد أن يعطوك آراءهم وأفكارهم وأن يساعدوك، فإنهم سيفعلون كل شيء من أجلك وسيعطونك أقصى ما في جهودهم.

فعلى سبيل المثال تعد العلاقات العائلية واحدة من أفضل مجالات الحياة لاستخدام هذا الأسلوب ، فمستشارو الزواج يخبرونني بأن مشاكل العائلة ومعدلات الطلاق أقل كثيرة بين الأزواج الذين يستخدمون هذا الأسلوب .

كذلك فإنني علمت من مسؤولين تعليميين أن المراهقين الذين يأتون من عائلات تمارس هذه الطريقة يسببون مشاكل أقل للمدرسين وأصحاب السلطة الآخرين من حيث الانضباط والانتظام . وهم أيضا يندمجون بشكل أفضل بكثير مع زملائهم من الطلاب .

فخلاصة الأمر : إنه يمكنك النجاح بشكل أفضل في الحياة من الناحية المادية والمهنية والشخصية بأن تجعل الأفراد الآخرين يعطونك أقصی ما لديهم وبأن يحاربوا من أجلك . والإدارة المشتركة في أفضل طريقة يمكنك تحقيق ذلك بها .

ولهذا فإذا أردت الوصول للقمة ، فاستخدم هذا الأسلوب في كل شيء تقوم به ، ودعني أعطك بعض الأمثلة الحية لكيفية استخدام الآخرين لهذه الطريقة بنجاح التحقيق هدفهم في الحصول على السلطة المطلقة في التعامل مع الآخرين .