نظراً لأنني أشرت إلي العادات الصغيرة في هذا الكتاب، أود أن أشرح مفهوماً. ، وتحول نمط حياة ريادة الأعمال إلي التفكير في فكرتين فقط كل يوم (من بين كل تلك الأمور الأخرى المتعلقة بريادة الأعمال). يكمن الأساس الذي يقوم عليه نظام العادات الصغيرة في الخطوات "الصغيرة التافهة"، ومفهوم الخطوات الصغيرة ليس بالشيء الجديد، ولكن ما لم يتم توضيحه علي نحو كافٍ هو كيف تؤتي هذه الخطوات ثمارها ولماذا، كما أن مقدار صغرِ الخطوات نسبي أيضاً؛ فالخطوة الصغيرة بالنسبة إليك قد تكون كبيرة بالنسبة إليً. ووصف تلك الخطوة بأنها "صغيرة تافهة" يوضح السبب؛ لأنه إذا كانت تلك الخطوة تبدو تافهة بالنسبة إلي ما تستطيع فعله، فهذا هو المطلوب. تكمن قوة نظام العادات الصغيرة في التطبيق والتوجه الذهني وحلقات التغذية الراجعة الذاتية الإيجابية ورفع الكفاءة الذاتية، وبكل تأكيد تحويل الخطوات الصغيرة إلي عادات. وسوف يتم شرح كل ما سبق، ولكن يجب أن أؤكد أنه نظام ذاتي بسيط قائم علي أساس معتقد وذكي. إن طريقة تفاعلنا مع هذه العادات الصغيرة تعتمد علي الاستعانة بالقليل من قوة الإرادة لإجبار أنفسنا علي فعل شيء ما. والقيام بضغطة واحدة أو التفكير في فكرتين فقط لا يتطلبان قوة أرادة كبيرة. هذا وتتمثل الاستفادة التي ستحققها من اتباع نظام العادات الصغيرة في تحقيق نتائج كبيرة بشكل مدهش. أولاً، هناك فرصة كبيرة في أنك ستقوم "بعدد مرات تمرين إضافية" بعد تلبيتك لهذا المطلب الصغير؛ وذلك لأننا نرغب في تلك السلوكيات الإيجابية بالفعل، كما أن البدء في تنفيذها يقلل المقاومة الداخلية. وتتمثل الاستفادة الثانية في الروتين، فحتي إن لم تتمكن من تنفيذ ذلك المطلب الصغير، فإن السلوك سيصبح حينها عادة ( صغيرة)، ومن ثم تستطيع القيام بعدد مرات تمرين إضافية أو بزيادة تلك العادة نسبياً، وثمة استفادة أخرى تتمثل في النجاح المستمر. وقد يكون البنك أكبر من أن يفشل، لكنً العادات الصغيرة أيضاً أصغر من أن تفشل، ومن ثمً فهي تفتقر إلي المشاعر المدمرة الشائعة كالشعور بالذنب وعدم الكفاءة، تلك المشاعر المصاحبة للفشل في تحقيق الهدف. إن هذا النظام هو واحد من الأنظمة القليلة جداً التي تضمن عملياً تحقيق النجاح كل يوم بفضل التشجيع القوي والأهداف القابلة للتحقيق دائماً. . خلاصة القول: ، كما أن العادات تتشكل بالممارسة المنتظمة؛ لذا فقد حرصت علي الجميع بين الأمرين معاً، فإنهما يشكلان ثنائياً أفضل من ثنائي فيلم ...