لقد أصبحت الغابات المطيرة في جنوب أمريكا تتعرض للفناء بمعدل مخيف. أصبحت الدول تشن حروباً على بعضها البعض، بل وعلى شعوبها باستخدام الأسلحة التي تبيعها لها دول أخرى أكثر ثراء. أصبح الناس يتضورون جوعاً حتى الموت بسبب انهماك الحكام في سلب البلاد، ونهب خيراتها. أصبحت الفياضانات تجتاح البلاد بسبب سوء استغلال مساحات شاسعة من الأرض، وبناء المنازل في الأماكن الخاطئة لخدمة مصالح شخصية. أصبح التلوث يتفشى في كل أنحاء العالم. إن الأشياء لم تزدد سوءا وإنما كانت دائماً سيئة، ولكنها أصبحت تسهم بدرجةأكبر في إحداث الدمار. إن كلا منا بشكل شخصي يمكن أن يسهم قليلاً. ولكننا إن حشدنا جهودنا معا فسوف نحدث فارقاً عظيماً.

يستطيع كل منا على حدة أن يشرع بشكل مقصود في التفكر في كل ما يشتريه، وفي منشئه، وكيفية صنعه، والجهة التي صنعته وتحت أية ظروف زُرع أو بُني أو صُنع أو نما. يمكننا جميعا فعل القليل بمقاطعة البلاد التي تسيء التصرف. يمكننا جميعا أن ندفع ممثلينا لإحداث تغيير. يجب أن يكون لنا صوت، ويجب أن يُسمع هذا الصوت. يجب أن نكون مدركين للمكان الذي نحيا فيه، والكيفية التي نعيش بها.

إنني أحب الأشخاص الذين يشترون منازل في قرى صغيرة يمر خلالها طريق أساسي كبير، ثم يشرعون في الشكوى، ويبدأون في إعداد حملة لإنشاء طرق فرعية، إنني أجد نفسي دائماً أتساءل عن سبب شرائهم لهذه الأماكن في المقام الأول، ألم يكونوا على علم بهذا من البداية؟

إنني أنظر أيضا إلى الأشياء مثل الأبراج الكهربائية الضخمة وأقول لنفسي إنه لا يمكن أن أعيش تحتها أو بالقرب منها. كما أنني لم أندهش عندما ثبت بالدليل العلمي

أنها تمثل خطرا صحيا فادحا، وأن كل من يعيش تحتها أو بالقرب منها يعرض نفسه للخطر الداهم.

ولكن كيف تنسى لهم أن يفعلوا ذلك منذ البداية؟

ما الذي ظنه هؤلاء منأن الأبراج الكهربائية تضيفه إلى حياتهم؟ آسف عن كان هذا يبدو نقداً، فأنا لا أقصد الكلام على هذا النحو.

ولكن هذا الأمر لا يكف عن إثارة فضولي ودهشتي بشأن هؤلاء النيام تحت الأبراج الذين استيقظوا فجأة ليتساءلوا عما يحدث لهم. يجب أن تملك زمام الأمور. يجب أن تتحمل المسئولية. يجب أن تدير الأضواء في الغرفة عندما تكون خالية من الأشخاص.