سوف نتحدث قليلا عن مفهوم الأبوة الجيدة – ودورك كأب. أولا، دعنا نتفحص هذه القاعدة، امنح أبناءك استراحة، وهذا يعني أن تمنح كل الأبناء المساندة والتشجيع، وليس أبناءك فقط. إن الأطفال لا يحصلون إلا على قدر ضئيل من هذه المعاني، إنهم يتلقون اللكمات من كل جانب، ولعل أكثر الكلمات ترددا في حياتهم هي كلمة "كلا"، كلا لا يمكن أن تفعل هذا، كلا لست كبيرا بما يكفي لهذا، كلا، لا يمكنك أن تحصل على هذا، كلا، لن تذهب إلى هناك، كلا، لا يمكنك أن ترى هذا الفيلم.

"كلا" كلمة بالغة السهولة بالنسبة لنا في القول.

إنها الكلمة التي تنساب بسهولة من اللسان. ولكننا لكي نمنح التشجيع والمساندة علينا أن ندرب أنفسنا، علينا أن نتعلم قول كلمة "نعم". علينا أنت نتعلم متى نقول كلمة "نعم" وفقا لسن أو مهارات أو نمو الطفل. ولكن كلمة "نعم" المشجعة وحدها سوف تمنح الابن دفعة رائعة حتى إن كانت متبوعة بـ " ولكن ليس الآن" أو "عندما تكبر بما يكف" أو "عندما تدخر ما يكفي من المال".

سوف يكون من السهل أيضاً أن تقول لابنك: "أنت لا تجيد هذا بشكل كاف" أو "لم أكن لأقدم على هذا إن كنت في مكانك، لأنك سوف تفشل". يفضل أن تشجع الطفل وتدعه يتعلم أن يمكن أن يفشل بدلاً من أن تقتل التجربة في مهدها. أعلم أننا جميعا نسعى لحماية أبنائنا من الأذى والفشل وخيبة الأمل. ولكن أحيانا علينا أن ندفعهم إلى الأمام، ونواري مخاوفنا لبعض الوقت.

إن الآباء الناجحين بحق هم الذين يقولون: "حسنا، امض، يمكنك فعل هذا، سوف تكون عظيما، سوف تكون رائعا". عليك بهذا التشجيع الإيجابي"، سوف يكتسب ابنك بهذا ثقة في نفسه، وسوف يكون بوسعه أن يحرز المزيد والمزيد، ويضاعف من إنجازاته. نحن عن اكتفينا بقول "كلا"، سوف ينمو الطفل، وهو يشعر بتدنٍ في اعتزازه بذاته وثقته بنفسه.

تتذكر إحدى صديقاتي كيف أنها كانت تتوق لأن تصبح راقصة باليه عندما كانت في السادسة من عمرها. كانت بوادر الفشل قد ظهرت عليها بالفعل حيث كانت مرشحة لما وصل إليه طولها الآن وهو ست أقدام فضلا عن أكبر حجم قدميها، وبنيتها الرياضية التي هي أبعد ما تكون عن راقصة باليهز لا بد أن أهلها قد أدركوا هذا منذ البداية، وكان يمكن أن يخبروها بأن عليها أن تبحث عن شيء آخر. كما نبادر جميعا بالفعل مع أبنائنا. ولكنهم بدلا من ذلك، ألحقوها بـ "فصول تدريس الباليه". لم تستغرق وقتا طويلا قبل أن تدرك أن الباليه لم يكن الخيار المناسب له وتوقفعت عن حضور الفصول لأنها كانت تشعر بألم في ساقيها. ومع ذلك، فقد كانت هي التي أقدمت على الاختيار. وهكذا امتنعت عن ممارسة الباليه مع احتفاظها باعتزازها بذاتها. (إنها فقط تتمنى لو لم يكن أهلها قد التقطوا لها صورا).

مهما كان ما يريد الأبناء فعله، فإن مهمتك ليست التصدي لأحلامهم. أو الوقوف في طريقهم، أو التعبير عن مخاوفك، أو الحد من آمالهم أو تثبيطهم، بل مهمتك هي منحهم الإرشاد والمساندة والتشجيع. مهمتك هي منحهم المصادر اللازمة لإنجاز أي ما يريدون عمله، أما الإنجاز في حد ذاته فلا يعني شيئاً، إن منح الأبناء الفرصة هو كل ما يهم.