الشخص السيء لا يشعر بالذنب، إنه شديد الانشغال بسوئه. ولكن الشخص الصالح هو الذي يشعر بالذنب لأنه صالح، ويشعر أنه قد اقترف خطأ، أو خذل شخصاً ما، أو أفصد شيئاً ما. الشخص الصالح هو الذي يحمل ضميراً. أما الشخص السيء فهو لا يعرف الضمير. إن كنت تشعر بالذنب فهذه علامة جيدة، لأنها تثبت أنك على الطريق الصحيح. ولكن عليك أن تتعلم كيف تتعامل مع الشعور بالذنب، لأن الذنب شعور أناني للغاية. إنه شعور بلا فائدة عديم الجدوى.

لدينا خياران إما أن نصلح الأمر، أو نتخلى عن الشعور بالذنب. نعم، كلنا نخطئ. كلنا نفسد الأمر من وقت إلى آخر. كلنا لا نفعل دائماً "الصواب". ولكن إن كان لدينا ضمير، فسوف نشعر أحياناً بالذنب. ولكن الذنب شعور لا طائل من ورائه ما لم يقدنا نحو الأفضل. قد يجدر بك وقتها أن تشعر بشيء آخر*[1]. إن لم تكن عازماً على التصرف في ضوء هذا الشعور بالذنب. إن بقيت متشبثاً بالشعور بالذنب بدون أن تفعل أي شيء إزاءه، فهذا إهدار للوقت والحياة.

الشيء الأول الذي يجب أن تفعله هو تقييم ما إن كنت بالفعل بحاجة للشعور بالذنب. قد يكون الشعور نابعاً من إفراطك في مشاعرك، أو حس الواجب لديك. إن كنت من

نوعية الأشخاص المنخرطين في الأعمال التطوعية، ولكنك فقط في هذه المرة رفضت أداء العمل التطوعي فهذا ليس مدعاة لشعورك بالذنب. سوف تشعر في قرارة نفسك أنه لا بأس من إسقاط هذه المرة. إن كان لديك خيار بين أداء شيء ما من عدمهن فإن الأمر بسيط، إما أن تفعله أو لا تفعله ولكن بدون الشعور بالذنب. عليك أن تقدم على الاختيار بهذه العقلية. ولكن عدم أداء الشيء والشعور بالذنب ليس خياراص متاحاً.

إن كان لديك سبب للشعور بالذنب، فيجب ان تستوضحه إن أمكنك. هذه هي أبسط طريقة للتصرف. وماذا لو لم تتمكن من إصلاح الأمر؟ غذن عليك بتعلم الدرس، وعليك باتخاذ قرار، وعليك بالتحرر من الشعور بالذنب والمضي قدما. إن واصل الشعور تسلله واجتياحه لنفسك فعليك ان تبحث عن طريقة لإلقائه وراءك.

[1] إن توبيخ النفس والخوف والذعر كلها بدائل للشعور بالذنب، ومن الأفضل أن تتحرر من كل هذا.