لقد ارتكبت ذات مرة خطأ فادحاً، والحقيقة أنني كثيرا ما أخطأت، لكن ذلك الخطأ كان جوهرياً وعلق بذهني. فقد كنت أعمل في شركة يوجد بها رجل متخصص في أعمال الصيانة. وفي نهاية كل يوم، كنا نسجل في كراسة خاصة بأعمال الصيانة ما نجد أنه يحتاج إلى عمل ما، كتغيير مصابيح الإضاءة، أو تنظيف بالوعات مسدودة، وكان " هاري" هو من يقوم بهذه الأمور مثل إصلاح الكراسي المكسورة وما شابه ذلك. وكان لدينا مكتبان في الشركة، ولاحظت أن " هاري " يظل هناك كثيراً، فلم أكن أستطيع إيجاده مطلقا.

وقد بدأت ملاحظاتي في كراسة الصيانة تزداد حدة، لكنها مع ذلك لم تجد نفعا. وعزمت على أن أوبخ هاري بشكل شخصي إذا تمكنت أصلاً من إيجاده وكان " هاري " يأتي إلى المكتب بعد انصرافنا ويقوم بأعمال الصيانة ليلاً، حيث قام بأعمال صيانة المكتب الآخر كاملة، لكنه لم يقم بأي إصلاحات في مكتبنا، وأضحى الأمر غير محتمل. وقد عزمت على انتظاره حتى يأتي ليلاً. لكنه لم يأت. لذا فقد توجهت مباشرة إلى المكتب الآخر ووجدته يتناول القهوة مع المدير الإقليمي الذي أعمل تحت إمرته. وقد انفجرت فيه قائلاً: " ماذا تفعل هنا بالله عليك؟ إننا نحتاج إليك في المكتب الآخر للقيام بأعمال صيانة، وأنت جالس هنا تحتسى القهوة "، وكان هذا خطأ كبيراً. بل عدة أخطاء مركبة.

  • لا يجب توبيخ أحد؛ لأنه يحتسى القهوة في أثناء استراحة شاي رسمية.
  • لا يجب توبيخ أحد؛ لأنه يحتسى القهوة مع المدير الإقليمي.
  • لا يجب أن توبخ أحداً أمام مديرك الإقليمي قبل أن تتبين الحقائق الخفية التي تربطهما.
  • عليك أن تؤدى الأمور بالشكل المناسب فتتصل بالقنوات الشرعية ولا تنتظر موظفاً غير منضبط حتى توبخه بنفسك.
  • عليك دائماً أن تعرف أصحاب النفوذ، وقد كان صاحب النفوذ هنا هو" هاري".

 

 

لماذا إذن كان " هاري " صاحب نفوذ؟ لأنه والد زوجة المدير الإقليمي، فقد كان لهذا يملك السلطة والتأثير اللذين كانا مجرد أحلام بالنسبة لي. وقد كان يعمل دائماً في المكتب الآخر لأن زوج ابنته طلب منه ما فعله. لقد كان ذلك خطأ جسيما بالفعل.

 لقد عملت لدى شركات كان أصحاب النفوذ فيها من فئات مختلفة مثل: صراف أو سائق المدير والمحاسب ورئيس المقصف. ولا ريب أن معرفة هؤلاء تحتاج إلى وقت. وتكون لديهم جميعاً بطاقات تمكنهم من الولوج إلى مكتب الكبار، أو تكون لهم يد عليهم بأن يكونوا أقرباء لهم، والواجب عليك إيجاد هؤلاء ومعرفتهم.