لو أصبحت قادراً على التلون مثل الحرباء فسيكون أمرا جيداً إذا نجحت في ذلك! فالناس مختلفون وإذا حاولت معاملة الجميع بنفس الطريقة فربما تخاطر بمضايقتهم جميعاً أو الفشل في إرضاء أي منهم.

وقد تتفهم هذا الدور بشكل أكبر لو كنت أباً لأكثر من طفل، وسوف تدرك كم هو من الضروري ألا تعامل كل طفل منهم بنفس الطريقة؛ لان كل واحد منهم يحتاج إلى أسلوب للتعامل والتحفيز يختلف عن الأخر. فيكفي مع بعضهم أن تظهر أمامه بانك مستاء منه قليلاً، والبعض الأخر قد يتطلب منك أن تكون حاداً لتدفعه لارتداء ملابسه في الصباح.

إن لدي خمسة بنين وابنة واحدة، على أن أعامل كلاً منهم بشكل مختلف، وأحيانا أنسى ذلك وأعاملهم جميعاً بطريقة واحدة فيندهشون لذلك جميعاً ويتأذون منه. فك منهم يريدني بشكل مختلف، بشكل متفرد، وكونك مديراً فعليك أن تكون كالوالد لمن يعملون لديك، وتعامل كل واحد منهم بشكل منفرد.

ذات مرة افتعلت إنني غاضب بشدة وأنني فقدت أعصابي بسبب أمر تافه وبسيط، وقد اندهش الشخص الذي أثار غضبي لأنه يعلم أن ذلك ليس من طبيعتي، ولكني كان على فعل ذلك حينها حتى أوجهه. والآن فإن هذا السلوك غير مسوح به بين الرؤساء، وكان يمكن أن يؤدي إلى فصلي من العمل.

وحين كنت مديراً عاماً، اعتمدت على أن أستخلص الأفضل من الموظفين لدي من خلال حسن المعاملة واللطف معهم. لكن قليلاً منهم لم يكن يستجيب لهذه السياسة، فقد كانوا متقوقعين داخل أساليبهم البالية في العمل التي تتطلب من الرئيس دائماً أن يكون وقحاً، وأن يصرخ فيهم حتى يؤدي كل منهم عمله في الوقت الذي كنت فيه لطيفاً معهم وأسألهم عن أحوالهم وعن آرائهم، لكنهم لم يستطيعوا التكيف مع ذلك، وكان على ألا أكون لطيفاً معهم حتى أدفعهم للتجاوب -فلكل معاملة مستحقوها.

وعليك أيضاً أن تكون قادراً على التكيف ومرناً ومستعداً للتغيير وفق ما يُطلب منك، فالمدير الناجح هو من يستطيع الالتفات بسرعة. تدارس وضعك مع الناس. هل أنت دائما على نفس الوتيرة؟ مهما كانوا ومهما كان ما يجري؟ أم هل يمكنك التكيف والتغير بسهولة؟ حدد الناجحين من حولك وشاهدهم وهم يعاملون الناس.