وهذه القاعدة في سهولتها تشبه القاعدة (٤ -٨) والتي تدعوك ألا تفحش القول. فهي تضع حداً لما لا ينبغي أن نفكر فيه. وحين أقول لا تكذب فإنني أقصد ألا تكذب أبداً تحت أي ظرف، وحين تكتسب سمعة الرجل الذي لا يكذب فلن يطلب منك أن تغطي أحداً أو تقوم بالمداراة عليه.

 ولو أنك قررت الكذب لكسب الرزق، فأمامك الكثير من الخيارات والقرارات. أين ستكون حدود كذبك؟ هل ستكذب كذباً صغيراً؟ أم كبيراً؟ هل تكذب لإنقاذ نفسك؟ أم لإنقاذ الآخرين؟ هل تكذب لصالح الشركة؟ أم لصالح الرئيس؟ أم لصالح الزملاء؟ كيف سيتصور الكذب لديك؟ هل تكذب الكذبة الثانية حين تجد أن الأولى قد تنكشف؟ ومتى توقف سلسلة الأكاذيب؟ هل ستشرك الآخرين في كذبك؟ أم هل ستظل كاذباً منفرداً؟

 هل ترى كل هذه المشكلات؟ فإذا كنت تتبع القاعدة البسيطة التي تقول لا تكذب مطلقاً سيكون لديك أساس غير قابل للتغيير يمنعك من التفكير في الكذب أو القيام باختيارات، واتخاذ قرارات، أو إيجاد بدائل، أو وجود تفصيلات تدفعك إلى الكذب.

إن إقلاعك الكامل عن الكذب ينجيك من الوقوع في الذنب أو الخوف، أو التحريم، ضرورة تذكر الكذبة في كل مرة حتى لا يكون كلامك متعارضاً، خطر التعرض للعقاب أو الفصل أو الإحراج، نبذ زملائك لك، وضع أسرتك في موقف الخطر، الخطر الدائم من المساءلة الجنائية وعدم ارتياح ضميرك.

إن اجتناب الكذب هو أبسط وأوضح وأكثر المسالك صدقاً بحياتك وعملك.

 

 

إن من حقك بالطبع أن تعلي من قدر نفسك وكفاءتك أومن خبرتك أو حماسك في سيرتك الشخصية، لكن حاول ألا تكذب من فضلك، فسوف يكتشف كذبك وأنا أؤكد ذلك.

فلو أنني أعرض كتاباً على أحد الناشرين وسألني عن الكتاب فلن أجيبه بالقول: " إنه جيد على ما أظن " ولكنى بدلاً من ذلك سأقول: " إنه كتاب عبقرى، وستكون مبيعاته ممتازة وربما كان على قائمة المبيعات “. فهل في هذا كذب؟ إنه ليس كذلك في الحقيقة، فلم أكن لأكتبه لو لم أعتقد أنه كتاب ممتاز. فهل ستكون مبيعاته جيدة؟ ربما فأنا لا اعرف هذه النتيجة بالضبط؟ فالأمر خاضع لسوق متغير. فهل هذه أيضا كذبة؟ إنها ليست كذلك في الحقيقة.

 

إن لك أن تتحدث عن مزاياك ومهارتك وخبراتك. لكن احرص على ألا تكذب أثناء، حديثك. والكذب هو كل ما يمكن إثبات خطئه قطعياً. فحين تصنف نفسك على أنك مصمم برمجيات متمرس ولا تكون كذلك فتلك كذبة. وحين تقول إنك معجزة في البرمجة، فهذا ليس من باب الرأي، لكنه يجب أن يكون واقعاً حقيقيأ نظراً لأن طبيعة العمل تتطلب ذلك. لكن إن كنت في شك من أمرك. فلا تكذب أو تزايد إن لم تكن على ثقة.