إن لكل شركة، أو صناعة، أو حتى مكتب صغير ثقافة. وعلمك بتلك الثقافة يعطيك القدرة ويعرفك سر النجاح، فالقوة تكمن في المعرفة.

والثقافة هي طريقة أداء الناس لأعمالهم. وهذه الثقافة قد تكون من إملاءات الشركة، لكنها في الغالب تكون منبثقة من العاملين بالشركة -فتنمو وتتطور هذه الثقافة دون خطة أو ترتيب. وإذا لم تكن على معرفة بتلك الثقافة - أو فشلت في الاستفادة منها - فقد ينتهي بك الأمر كأحمق ويسهل على الآخرين استغلالك أو التقليل من شأنك.

أعلم أن سبعين بالمائة من حالات الفصل في الشركات لا يكون سببها عجز الموظف عن أداء عمله بشكل مناسب. ونما يكون الفصل لعدم إدراكه لثقافة شركته -فهو لم يتناغم معها.

ولك أن تتدبر هذا الإعلان الذي نشره أحد أرقى استوديوهات التصميم ال “بى إم دى" فقد قرر" بروس مو " مالك هذه الشركة أن يوظف طاقماً جديدا. فوضع ورقة تتضمن أربعين سؤالا من بينها من الذي صنع فيلماً لا يحتوي لا على اللون الأزرق؟ "

وقد وضع " بروس " عنوانا للإعلان جعله: " انطلق وتخط الحواجز " ونتيجة لهذا العنوان استقطب بروس مجموعة من أفضل المصممين وأكثرهم موهبة للعمل لديه -أو معه -لأن تلك العبارة كشفت طبيعة العلاقة التي ستربط بينه وبين العاملين لديه.

 والآن أي نوع من الثقافة تظن أن " بروس " كان يتوقعها ويريدها ويحصل عليها؟ كيف يمكنك الانسجام مع تلك الثقافة؟ وما الذي تظن أن " بروس " يتوقعه منك؟

ليس من المفروض عليك أن تنغمس في ثقافة الشركة أو أن تؤمن بها. كل ما عليك هو الانسجام معها. فإذا كانوا جميعاً يلعبون الجولف، فلتمارسه أنت أيضاً. أعرف أنك تكره الجولف لكن عليك أن تلعبه -إذا كان هذا ما سيدفعك الانسجام مع زملائك. وربما تساءلت إن كنت ترغب في الانسجام أصلاً. وربما تساءلت إذا ما كان لعب الجولف هو ما تريده -لكن إذا كنت من أصحاب القواعد بحق، فإنك تريد التقدم والنجاح وتريد أيضأ أن تكون جزءا من شركة معينة تلك التي من ثقافتها لعب الجولف، ولذا أصبح لعب الجولف لديك ضرورة.