لا يمكنك أبداً أن تظل في مكانك، أو أن ترتاح لنجاحاتك الحالية، أو أن تسترخي مستسهلا الأمر، فكلما ظللت على وضع من هذه الأوضاع؛ فإن شخصا آخر سوف يسرق منك التفوق.

إن عليك التحرك الدائم مع تحرك الزمن وهو ما يعنى أن تظل على دراسة كاملة بأحدث تقنيات الإدارة، وأحدث المصطلحات المتداولة، وأية ميول قيادية لهذا الشهر. حتى تبقى على القمة، فإن عليك أن تبقى على دراية بما يقال وبالتقنيات والمسميات الجديدة المستخدمة. وليس من المفيد التعذر في التأخر بالأمور الشخصية في حين يتحدث الجميع عن تنمية الموارد البشرية. وستبدو في هذا الجو كالأبله إذا ظللت محصوراً في الأمور المتعلقة بالإمدادات، بينما تركز الإدارة مثلاً على التجارة التي تتمحور حول العميل.

وأنا هنا لا أفترض أن عليك استخدام هذه التقنيات، وإنما عليك معرفتها لتظل في مقدمة الصفوف -فربما سُئلت عنها. ويمكنك أن تتسلى بتحصيل الكلمات الشائعة الحديثة في المجال في أثناء الاجتماعات وتكافئ نفسك بنقطة على كل كلمة تسمعها، وحين تجمع عشر نقاط يمكنك القفز فرحاً. فسيبقيك هذا يقظاً.

وسوف تسمع بالتأكيد تعبيرات لا معنى لها -فمثلاً ما الذي تعنيه كلمة " السماء الزرقاء"؟ التي قد تسمعها في جملة مثل: " سوف نحلق بهذا المنتج في السماء الزرقاء "، فربما تعنى هذه العبارة " أننا مبدعون وليس هناك أي حدود في عملنا "، وربما تعنى أيضا " أننا مجرد مجموعة من الأشخاص المتحذلقين الذين ابتدعنا عبارة مختلفة للدعاية لمنتجنا، ولكننا في النهاية ظهرنا بمظهر الحمقى ".

 إنك إذا استخدمت الكلمات الشائعة الحديثة فحاول ألا تبدو أحمق، واعرف ما الذي تعنيه هذه الكلمات.

عليك أيضاً أن تكون على معرفة بأحدث النظم الإدارية وكيفية تأثيرها عليك، حاول ألا تبدو خارج السياق عند الحديث عن التقنيات الإدارية الجديدة، على سبيل المثال كان يطلق عليه في أيامنا قسم الخدمات المعاونة، وهو يعرف الآن بإدارة سلسلة الإمدادات، وبمرور الوقت قد تقرأ أن هذا المسمى أيضاً قد تغير.

عليك أيضاً أن تعرف المميزات والعيوب في أي من هذه الكلمات الشائعة في المجال حين تظهر على الساحة بشكل مفاجئ وتريد أن تكون على علم بها حتى تكون في صورة جيدة. قد تكون هنا في حاجة إلى قاموس إرشادي لمصطلحات الإدارة الجديدة. لكني لا أظن بوجود شيء كهذا، لذا فعليك أن تضمنها في خطتك وترى الصورة الكاملة للموضع لأنه وفي نهاية كل يوم تكون الممارسة الأفضل لجوهر العمل هي ذات التأثير الأكبر، وقد نكون الخاسر في هذا لو انقطعت معرفتك بكل ما هو حديث، ولم تبدأ في التفكير خارج الصندوق؛ لأن التفكير خارج الصندوق يساعدك على التحرك خطوات للأمام دون الحاجة للابتعاد عن هدفك الأساسي، ودون أن تبذل مجهوداً أكبر.