كثير من الناس يظنون أنهم لو أجابوا" بنعم" على كل شيء: فسيميزهم ذلك وييسر لهم سبل الثناء والترقي، وهذا ليس صحيحا فالمدير الفطن الذي يرأسه سوف يستغل ذلك فيه حتى يصبح مثقلاً بالعمل، متدني التقدير ومحاصرا بالمهام، وسوف يستغله إلى أقصى درجات الاستغلال، لذا فقبل أن ترفع يدك للتطوع لأداه عمل ما، فكر مليا؛ لأن عليك أن تسأل نفسك أولا بعض الأسئلة:

  • لماذا يسأل المدير عن متطوعين لهذا العمل؟
  • كيف يفيد ذلك خطتي؟
  • كيف سأبدو أمام الإدارة إذا تطوعت؟
  • وكيف سأبدو أمامهم إذا لم أتطوع؟
  • هل هذه مهمة قذرة لا يرغب فيها الآخرون؟
  • هل المدير شقل بالأعباء حقاً ويريد المساعدة؟

فربما تكون باسل مهمة قذرة لا يريد الآخرون القيام بها، وأن تطوعك لها سيعلى قدرك لدى الإدارة العليا، فربما يرونك قادرا على التحدي أو يرونك مفيدا ومستعداً ومشمرا عن ساعديك للانخراط في العمل، وعلى النقيض ربما يرونك على أنك مجرد موظف أحمق، أو أنك إذا تطوعت للقيام بأعمال حفظ الملفات فربما يرونك على أنك متخصص في هذا النوع من الأعمال، وتجد أن الجميع يطلبون منك التطوع لعمل مثل ذلك. فكن حذرا واختر أوقاتك بعناية، فلا معنى لتطوعك الدائم إذا جعل منك هذا التطوع مهرجا، فلتأخذ خطوة واحدة فقط نحو الأمام إذا كنت واثقا من أنها ستظهرك بمظهر حسن أو تعود عليك بالنفع، أو تترك أثرا طيبا عند طالب المساعدة.

واحذر أيضاً من أن تجد نفسك في موقع المتطوع دون أن ترفع يدك بالتطوع، ويحدث هذا حين يتخذ كل رفاقك خطوة جماعية للخلف فتبقى أنت وحدك في الصورة كمن يرغب في التطوع، في حين أن العكس هو الصحيح! وإذا حدث ذلك معك لأول مرة فتقدم وقم بالمهمة لكن احرص على ألا يتكرر ذلك ثانية، فلا يجدر أن تُلدغ من جحر مرتين، فليس ذلك من شيم من يتبع القواعد. ولتكن أذنك واعية للمرة القادمة حتى تعرف الموقف الجماعي لرفاقك فتكون معهم في خطوتهم.