إن مسألة تطوير خطة شخصية يشبه إلى حد ما حال الممثل الذي يختار دوره ثم يتدرب على الحوار. وخطتك ينبغي أن تحدد من تريد أن نكون. فلا يختار الكثير من الناس بكامل وعيهم بالطبع أن يكونوا خاسرين، لكن هذا ما ينتهي بهم المطاف إليه. فلا تدع ذلك يحدث لك، ولن يحدث مادمت قد أخذت بزمام المبادرة وطورت خطتك.

إن خطتك مهمة شخصية. وهذا مختلف عن مجرد إدراج أهداف تكون فيها الشخص الذي حددته لك الخطة لا غير.

إذن مَنْ ستكون؟ هل ستكون ناجحاً؟ أم فاشلاً؟ مستسلماً؟ أم شخصاً ينهض ويرفع عن نفسه الغبار ثم يبدأ من جديد؟ أم مخططاً مهنياً لامعاً؟ أم أنك لن تكون شيئاً من هذا كله؟

ربما قررت في هذه الصراعات التي تملأ الحياة العملية أن تكون بلا رحمة أو شفقة، أو أن نكون قاسياً ومنتقماً. لكننا نفترض فيك غير ذلك. فصاحب القواعد لن يفعل أياً من ذلك. إن "خطتك الشخصية ينبغي أن تتضمن صفاتك كما تتضمن نمط الشخصية التي ترد التخطيط لها-فتقول لنفسك: " سأكون شخصا ناجحاً وسأظل مع هذا ذلك الشخص اللطيف".

ليسوا كثيرين أولئك الذين يحلسون مع أنفسهم وينفذون هذا التدريب بوعي كامل. فربما يبدو أمراً بسيطاً، لكنه أداة أساسية للوصول إلى حيث تريد. وإذا فعل أغلب الناس هذا فلن ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا حمقى، أو مملين، أو نمامين، أو يصبحوا أكثر فظاظة في تعاملاتهم مع أقرانهم في العمل. فإذا ما جلس الجميع ودونوا خططهم وعاشوا على أساس ما دونوه، فسينتهي بنا الأمر إلى أن نصبح أناساً ألطف مما كنا. وليس ثمة صعوبة كبرى في أن تبذل أقصى ما لديك كي تكون لطيفاً، متعاونا، ً ودوداً، عطوفاً، وأميناً مع كل من حولك. فمن منا سيجلس ليكتب في خطته " سأكون نذلاً إلى أبعد حد. وسأوذى الناس بقدر استطاعتي، وسأدفع الناس لكراهيتي بقدر الإمكان؟ " صحيح، لا أحد يكتب ذلك في خطته. لكنني عملت مع أناس يعيشون بهذه الطريقة وكأنها خطة حياتهم. ربما كانوا ناجحين، لكن كيف كان يمكنهم النوم ليلا ً؟ أو كيف يعيشون حياتهم بهذا الشكل؟

لقد كنت أعمل في وقت ما مع مدير كان من عادته حين يصل إلى مقر العمل أن يمشي خلال العمل ويوبخ أكبر عدد من الموظفين، ثم يذهب إلى مكتبه، ثم يحتسي قهوته لنصف ساعة، ويعود بعدها إلى القسم فيكون ألطف كثيراً مع كل العاملين. وحين سألته عن ذلك قال لي: " إن هذا السلوك يثير أعصابهم فينفذون ما أطلبه منهم دون نقاش ". في الحقيقة لقد كان مكروهاً من الجميع، وتخافه الغالبية، وليس له نصيب من الاحترام بين زملائه، فهل خطته هذه جيدة؟ بالطبع لا.