افترض أن ثمة وظيفة خلت ف الشركة، ولديك الطموح لتلك الوظيفة، فهي تناسب خطتك، وستساعدك على زيادة دخلك. فضلاً عن أن لديك الخبرة والحنكة والمؤهلات التي تناسب الوظيفة، وتفكر بالفعل في التقدم لها. كل هذا طيب وحسن، لكن ما الذي سيتم تقرره في موقف كهذا؟ وأية معايير ستستخدم؟

 إن أمامنا الآن وظيفة خالية هي (ص) ولذا فإن الشخص (س) سيشغل المكان بمجرد توافر المواصفات المطلوبة، إذن ما هي تلك المواصفات؟ أعلم أنك ستقول إن هذه المواصفات هي:

  • الخبرة
  • المؤهلات
  • الحنكة

 

وهذا هو ما لديك بالضبط مما يجعلك مرشحاً مثالياً.  لكن تلك المعادلة ليست صحيحة تماماً فهناك الكثير مما لا تعرفه، وعلى سبيل المثال قد يكون الإعلان عن الوظيفة سببه:

  • أن رئيس المكتب يرى وجوب شغل هذه الوظيفة إلا أن إدارتك ليست مهتمة بذلك، فيكون الأمر حينها صورياً، ولن يشغلها أحد في نهاية الأمر!

 

  • أن المدير قد رشح أحدهم لكي يشغلها بالفعل بشكل غير رسمي -فقد عُرضتْ على شخص ما بالفعل.
  •   أن الوظيفة سيتم تهميشها، وأنها ستنشغل مؤقتاً بشخص سيتم الاستغناء عنه في غضون ستة أشهر.
  • أن يكون الأمر كله إهداراً للوقت، حيث يكون شاغل الوظيفة الفعلي قد استقال، لكنه سيسحب تلك الاستقالة في اللحظة الأخيرة، وأنه يختلق هذا طلباً لزيادة أجره.
  • إن الأمر مصمم بكامله للتخلص من أحد الأشخاص. حيث سيعطون الوظيفة لشخص غير مناسب على الإطلاق، ومن ثم يستطيعون فصله، وهو الشيء الذي لا يستطيعون فعله وهو في منصبه الحالي.
  •   أن تكون الوظيفة قد شغرت خصيصاً كي يتمكن المدير من أن يضع فيها موظفه المفضل: خطيبته أو صديقه أو قريبه أو أي شخص يقوم بابتزازه.

 

وأنا هنا لا أرد أن أصيبك بالارتياب، لكئ هناك مليون سبب وسبب يجعلك لا تحصل على الوظيفة رغم أنك الأنسب لها نظرياً. وهناك أيضا مليون سبب يجعلك لا تتقدم لتلك الوظيفة، إن عليك إذن معرفة هذا كله، ادرس بواطن الأمور، فربما يختلف ظاهرها عن باطنها.