في وقت ما كنت أعمل مع زميل كان يمتلك مهارة خاصة جدا وهي معرفة كل ما يتعلق بالعملاء، وهذا ما لم نكن نستطيع فعله. فقد كان يعرف أسماء أولادهم، وأين يقضون الإجازات، وأعياد ميلادهم وموسيقاهم المفضلة، ومطاعمهم المفضلة كذلك، وبناء على ذلك فإنك إذا تعاملت مع أحد العملاء، فإن عليك أن تسأل " مايك " بأدب وتواضع أن يعطيك بعض ما يعرفه عن ذلك العميل حتى تسير أمورك على ما يرام مع عميلك. إن " مايك " قد أوجد هذا بنفسه، فلم يطلب منه أحد أن يكون موسوعة متنقلة عن كل ما يحب العملاء ويكرهونه. فلم يكن ذلك من متطلبات وظيفته. ومن المؤكد أن ذلك قد أخذ الكثير من الجهد والعمل الخفيين، وأصبح ذلك ميزة قيمة له في عمله، ولم يطل الوقت حتى سمع المدير الإقليمي بمجهود " مايك " الزائد، ومن ثم كان ارتقاؤه سلم الادارة سريعا وغير مسبوق. وهذا كل ما في الأمر "وكل" هنا تعنى كثيراً من العمل والمهارة.

وخلق بصمة خاصة بك يعنى البحث عن جانب جديد مفيد في العمل لم يسبقك إليه أحد، فقد تكون مهارة بسيطة ككتابة التقارير أو إعداد الميزانية، وقد تكون في مثل مهارة " مايك " -أن تعرف ما لا يعرفه الآخرون، أو أن تكون ألمعياً في وضع الميزانيات أو فهم نظام العمل، وتأكد من أن هذا الدور لا يجعل الآخرين يثقلونك بمهام وطلبات كثيرة مبالغ فيها، وإلا عاد عليك بما لا تحب.

 

وخلق ساحة عمل مميزة أمر يأخذك غالباً من دائرة العمل التقليدية، وستحتاج للتحرك الدائم والغياب عن مكتبك أكثر من اللازم دون الإفصاح عن مكانك لأحد أو العمل الذي كنت تقوم به أثناء غيابك. وهذا يجعلك مميزا بين الرفاق ويعطيك استقلالية ومكانة أعلى. لقد تطوعت ذات مرة بتحرير مجلة الشركة. وكنت قادراً على التجول بين أفرع الشركة السبعة، وبوضوح أكثر لقد كنت على يقين أنه مع هذا النشاط الإضافي سأقوم بعملي على أكمل وجه.

واتباعك لسياسة خلق مساحة خاصة لعملك قد يبرزك لدى أناس كثيرين بخلاف رئيس عملك، وهؤلاء هم رؤساء عمل لأناس آخرين. فهؤلاء يجتمعون معا ويتحدثون، فإذا ذكروك بخير أصبح من الصعب على رئيسك ألا يمنحك الترقية، إن هو أراد ذلك. فإذا كان الرؤساء الآخرون يرونك بشكل جيد فسيضطر رئيسك إلى التواؤم مع هذه الفكرة.