إن كونك مرتبطاً بهذه المجموعة من القواعد يعنى أن تكون أكثر زملائك اجتهادا في عملك، فإن كان زملاؤك يرغون بالتهاون فلا ترض أنت به، وإن كانوا يتعمدون التباطؤ فلا يجب أن نكون مثلهم. لكي ترتقي ينبغي عليك الالتزام الكامل. إنك لا تتحمل فقدان الوصول إلى هدفك الكبير جراء لحظة إهمال، لا وقت لديك لذلك، فلا يوجد وقت ليضيع، لا مكان للزلات ولا للأخطاب ولا إمكانية للخروج عن المخطط.

إن عليك أن تكوى كالمجرم المحترف الذي يتفوق على حماة القانون؛ لأنه لا يخاطر أبداً بمخالفة قانونية صغيرة قد تلفت إليه الانتباه، ومن ثم تكشف جرائمه الكبرى. لذا كن حريصا فيما تقول وفيعا تفعل.

وإن رأيت هذا أكثر مما تحتمل فلتتنح من الآن. فليس بين أرباب القواعد إلا الملتزم. إن عليك أن تأخذ على نفسك عهداً وثيقاً على الوصول لتلك المرتبة، وعليك لأجل ذلك أن تكون يقظاً، ملتزماً، مراقباً، ماهراً، مستعداً، متحفزاً، وعيناك على هدفك، وبعبارة أخرى فإن عليك الانضباط التام.

إنك قد تتساءل: هل هناك ما يستحق ذلك؟ بالتأكيد، ففي وسط العميان ستكون المبصر الوحيد، ستكون الأقوى، والأهم من ذلك أنك ستكون الأكثر استمتاعاً. فليس هناك شىء أكثر لهواً من أن تراقب العبث من حولك وأنت منفصل عنه تمامأ وغير مكترث به على الإطلاق.

وسترى أنه ليس عليك الكثير لتفعله حين تبدأ المراقبة. ستكون قادراً على توجيه من حولك بهمسات لطيفة دو الحاجة إلى الفظاظة والغلظة، فتعاملاتك مع الناس ستصبح أكثر لطفا وكياسة.

لكنى أعود فأقول إن عليك الالتزام المطلق، فلو حاولت خوض هذا الطريق دون الالتزام الكامل فسينتهي بك الأمر كأحمق لا كشخص متزن ومسيطر، والفائدة العظمى من الالتزام المطلق هي أنك لن تعود في حاجة لاتخاذ قرارات. فقد حددت طريقك بالفعل، وفى كل موقف ستسأل نفسك: " هل هذا يفيد مخططى أم لا؟ " وسترى حينها قرارك أمام عينيك بكل بساطة.