يتمثل السبيل الثاني من سبل معالجة الثروة الضئيلة في "أن تقوم بوضع ميزانية لنفقاتك بحيث يتوفر لديك المال اللازم لشراء ضروريات الحياة ولشراء المسليات ولإشباع رغباتك دون أن تنفق أكثر من تسعة أعشار دخلك". إن عملية وضع ميزانية دائماً ما ينظر إليها على أنها من قبيل الاقتصاد ولكنها قد تكون من قبيل التحرر.

يخبر "أركاد" طلابه قائلاً: "سأطلعكم الآن على إحدى الحقائق غير الغادية والتي تتعلق بالرجال وأولادهم. تقول هذه الحقيقة إن ما نطلق عليه جميعاً اسم نفقاتنا الضرورية سينمو دائماً حتى يعادل دخلنا، مالم نغير من طريقة إنفاقنا للأموال. لا تخلط بين نفقاتك الضرورية ورغباتك".

يُعد "بريندان نيكولاس" واحداً من المحاضرين والمؤلفين الدوليين في موضوع الحصول على المزيد من المال من أعمالك التجارية. يشير "نيكولاس" إلى هذه الظاهرة باسم "أعراض أن تبدو جيدا ولا تحقق أي تقدم". يمكن أن ترى هذه الأعراض وهي تلعب دورها بوضوح في دمج مكاتب الشركة من هنا وهناك وغالباً ما تكون هذه الأعراض واضحة فيما يُعرف بنظام "الأصداف الذهبية". حيث يقدم هذا النظام مكافآت مالية تجعل من الصعب على الموظفين ترك الشركة، قد يظهر ذلك النظام في شكل خيارات شراء الموظفين لبعض من أسهم الشركة مستحقة الدفع خلال شهور عديدة، أو قد يظهر في صورة التزام تعاقدي بإعادة دفع الحوافز التي يتركها المتسلم، لكن لا يزال داخل العمل المزيد من القوى الأخرى الخادعة. بينما يصعد أحد الأفراد السلم الوظيفي للشركة، سيداد مرتبه. وقريباً، كما يحذرنا "أركاد"، ستنمو نفقاته الضرورية حتى تعادل دخله (إذا لم تتجاوزه). حيث سيقوم بشراء منزل كبير وبه حديقة كبيرة وبدلاً من أن يتسوق من أماكن متوسطة المستوى، فإنه يشتري من الموديلات غالية الثمن، وتقوم الأسرة بشراء سيارة (بي إم دبليو) بدلاً من سيارتها المتواضعة. ونتيجة لذلك، يُقيد العديد من الناس بالعمل في الوظائف التي يكرهونها لأنهم يريدون مرتباتها العالية لتوفير نفقاتهم الضخمة.

لابد أن تفرق بين احتياجاتك ورغباتك. أولاً: لابد أن تكتشف ما هي "نفقاتك الضرورية". إنه أدنى حد من المال ستحتاج إليه للوفاء بالتزاماتك والبقاء على قيد الحياة. يجب بعد ذلك أن ترتب رغباتك وفقاً للأولويات و "ضع ميزانية لنفقاتك الضرورية".

يتجنب العديد من الناس وضع ميزانية للمصروفات لأن هذا الأمر يقتضي بعض القيود، ومع ذلك فإن الميزانية تقدم العكس تماماً. الحرية. ويكمن الغرض من وضع ميزانية في المساعدة على زيادة ثروتك، كما تساعدك على توفير احتياجاتك الضرورية، بل وتوفير بعض رغباتك، بقدر المتاح. وستمكنك الميزانية من إدراك رغباتك المحببة من خلال تحديدها من الرغبات المعتادة. مثل ضوء مضى في كهف مظلم، فإن الميزانية توضح لك الثغرات التي تستنفد مالك وتمكنك من إيقاف والتحكم في بعض المصروفات لأهداف محددة وعظيمة.

إليك هذه الفكرة...

قم بعمل ملف يومي لنفقاتك خلال الأسبوع. دون حجم نفقاتك والأشياء التي تنفق عليها النقود! احسب إجمالي المصروفات وابحث عن "الثغرات التي تستنفذ نقودك". قد تتفاجأ عندما تجد أنه "من الحكمة أن تقلل بعض النفقات أو أن تتخلص منها تماماً". على سبيل المثال، غالبا ما ينتهي الحال بثلث مواد البقالة إلى سلة المهملات.