يقترح "نابليون هيل" أن نستخدم خيالنا للجمع بين الأشخاص المناسبين بالإضافة إلى ابتكار الأفكار، وهو يقول: "لقد أحاط كارنيجي نفسه بالأشخاص الذين يمكنهم القيام بكل ما لا يمكنه القيام به.

الأشخاص الذين يبتكرون الأفكار والأشخاص الذين يحولون الأفكار إلى عمل واقعي ثم حقق لنفسه وللأخرين ثروة لا يمكن تخيلها".

إننا نفترض أن كيانات العمل الكبيرة تنشأ من الأشخاص المبدعين الذين تغمرهم الأفكار الجديدة من آن لآخر. على الرغم من ذلك فإن الفكرة بدون تطبيقها تعد عملا لا فائدة منه. لا يمكن غالبا تحويل أفكار الناس إلى عمل حقيقي ولن يتم أبداً بناء الجسر الواصل بين الخيال والواقع. يذكرنا هيل" أن:" قصة الحصول على ثروة كبيرة تبدأ من اليوم الذي نتقابل فيه الشخص الذي لديه القدرة على ابتكار الأفكار مع الشخص الذي لديه القدرة على تسويقها، ليلا معا في تناغم وانسجام".

لقد بدأت أنظمة أوراكل تاريخها كمعامل لتطوير البرامج، عندما وحد كل من "لاری إليسون" و"بوب مينر" و"إدوارد أوتاس" الجهود للمشاركة في مناقصة نطرح فكرة برامج لم يقوموا بتطبيقها حتى الآن. وقد فازوا بالمناقصة. كان كل من "بوب مینر" و"إدوارد أوتاس" بلعبان دور خبراء الإلكترونيات بينما أتى "لاري إليسون في دور المتعهد الرسمي. الشخص الذي يقود ويواجه المخاطر.

وخلال الاثني عشر عاما الأولى من وجودها في السوق، ضاعفت أنظمة أوراكل مبيعاتها خلال أحد عشر عاما، كما ضاعفت كلا من المبيعات وأرباح التشغيل في كل عام مالي في الفترة من ۱۹۸۳ وحتى ۱۹۹۰.

 في مستهل عام ۱۹۹۱، تجاهل "إليسون" التحذيرات الموجودة على الشاطئ وذهب للتزلج على الأمواج مما نتج عنه كسر رقبته وعظمة الترقوة وقليل من الضلوع. كما أنه كان قد تجاهل التحذيرات الصادرة من شركته أيضا، حيث أصدرت أوراكل تقريرا بأول خسارة لها في عام ۱۹۹۱، ولقد تزايدت تلك الخسارة بسرعة كبيرة جدا، حيث قام مندوبو مبيعات الشركة ببيع المنتج واستلام العمولات على الرغم من أن المنتج لم يتم تطويره بعد، ولقد تدهورت جودة المنتج وانخفضت أسعار الأسهم وكانت هناك أصوات تطالب بفصل "إليسون" من منصبه. لقد اعتقد الكثير من العاملين أن شخصيته الجاحدة والمتهورة قد تسربت إلى الشركة ككل وأخذتها إلى أدنى المستويات.

 لكن تحلى " إليسون" بالروح القتالية جعله يتعافى من حادثة التزلج. ومن حادثة الدراجة الخطيرة التي تعرض لها خلال فترة التعافي من حادثة التزلج. لقد قام "إليسون" بعمل تغيير كامل في شركته، قد يكون ذلك بسبب إحساسه بقرب وفاته. لقد تعامل مع المشاكل التي واجهت شركة أوراكل بكل إنصاف. ودوره في وجود هذه المشاكل.

أعلن فصله لبعض العاملين بالشركة وتعامل مع قضايا الجودة واعترف بأنه يحتاج إلى المساعدة في إدارة الشركة، الأمر الذي يعد من الصعب تقبله من قبل أي مقاول حيث يعتبره إهانة في حقه وتشويها لسمعته، حيث قام بتعيين خبراء جدد في صورة مدير مالي ومدير عام ورئيس مجلس إدارة.

وفي نهاية عام ۱۹۹۲، وصفت شركة أوراكل بأنها قد قامت بواحد من أشهر أعمال التكفير عن الخطأ والتحول في مجال تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق". لقد كان "إليسون" بارعا في التعامل مع الأشخاص الذين يمكنهم القيام بالأمور التي لا يستطيع القيام بها.

لقد احتاج إلى مساعدة "مينر" و"أوتاس"، كما احتاج كلاهما إليه. وفي منتصف عام ۲۰۰۰، تحولت استثمارات "إليسون" الأولية في أوراكل والتي قدرت بحوالي ۱۲۰۰ دولار، إلى أرباح تقدر بعدة مليارات وأصبحت ثروته الشخصية حوالي ۲۷٫5 مليار دولار، حيث إنه كان لا يستخدم الخيال فقط في ابتكار الأفكار، لكنه كان يستخدمه أيضا في الحصول على فريق العمل المناسب.

إليك هذه الفكرة...

مع وجود الهدف المحدد الذي تبغيه، دون أسماء الأشخاص الذين تعرف أنه يمكنهم بالفعل مساعدتك في تحقيق هدفك. قد يكونون من الخبراء في المجال الذي اخترت العمل به أو قد يكونون ممن أقاموا شركات ناجعة أو قد يساعدونك في الاعتناء بالأطفال بينما تقوم أنت بالدراسة، فكر في الطرق التي يمكنك من خلالها تقديم المساعدة إليهم أيضا، لكي تضيف بعض القيم إلى الآخرين أيضًا.