يعتبر "أبو القنبلة الذرية"، ألبرت اينشتاين وماكس بلانك هما المسؤولان أيضًا عن تطوير اختراع أبواب المصاعد التي تفتح تلقائياً عندما يحاول أي شخص أن يدخل المصعد في الوقت الذي يغلق فيه الباب، إذ إن هذين العالمين شرحا كيف أن الضوء الساقط على بعض الأجسام يغيرها من حالة ضعف إيصال الكهرباء إلى قوة إيصالها.

وقد أدت الأبحاث في مجال طبيعة الكهرباء، والتي تلت حديث إينشتاین وپلانك عن الفعل الضوئي الكهربائي، إلى اختراع الخلية الضوئية (التي تسمح لمحرك باب المصعد بأن يتشرع مجدداً إذا ما حاول أني إنسان دخوله والباب في طور الانغلاق).

ولا بد أن البعض قد لاحظوا، وهم يدخلون المصاعد الأوتوماتيكية، شعاع ضوء كهربائي ضعیف بعلو ساق الإنسان، يمتد من جهة إلى الأخرى، باتجاه عين كهربائية منطقية للضوء في جهة اليمين. فإذا ما وضع الإنسان يده أو جسمه أمام الضوء، ليحول دون وصوله إلى الضفة الأخرى، فإن باب المصعد لن يغلق أبداً، ويكون الجهاز المتلقي الضوء عموماً ممنوعاً من نوع من المعدن يعرف به "ناقل الكهرباء الجزئي"، ويتألف من السيليكون، والكاديوم (وهو عنصر أبيض يشبه القصدير، والزرنيخ، والجرمانيوم). وهذه المواد تنقل التيار الكهربائي في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تمتنع عن ذلك، بحسم به تواتر الضوء الذي ينص عليها.

ومن المعلوم أن الكهرباء في عملية تدفق الالكترونات بحرية. ويشبه العلماء الإلكترون على أنه جزيئة صغيرة تدور حول ذرة معينة، تماماً كما يدور القمر في فلك الأرض. ولكن نواة ذرات بعض المعادن تنجذب نحو بعضها بشدة، وفق خط نظامي يعرف بالكريستال، فيما تتحرك الإلكترونات الحرة عشوائياً بداخل الهيكلية كلها.

ويعد الحديد والنحاس من بين هذه المواد التي تنقل الكهرباء بشكل جيد، ذلك أن الكتروناتها السابحة عبر شبكة الكريستال تصطدم بسهولة ببعضها، مما جعلها تنتقل من نقطة لأخرى (في سلك على سبيل المثال).

لكن معادن أخرى تختلف من هذا النمط. إذ عندما تتحول إلى نمط الكريستال، فإنها لا تترك الكتروناً وأحداً شارداً، بل تبقيهم في مدارات نواه بعض الذرات المعينة. ولهذا تعتبر هذه المعادن ناقلاً سيئاً للكهرباء طالما أنها لا تترك الحرية لالكتروناتها لكي تثقل نفق التيار.

ويعد معدل الجرمانيوم من بين هذه المعادن في الظروف العادية، ولكن إذا ما أصابه ضوء متواتر معين، فإن ذلك يؤدي إلى دفع الكتروناته للانطلاق بحرية بواسطة قوة الطاقة، وبالتالي يحوله إلى معدن ناقل للكهرباء.

ويؤكد اكتشاف بلانك، الذي أكده أينشتاين لاحقاً، أن الضوء يتألف من جزيئات طاقة تعرف بالفوتون، وهي تتذبذب على موجات مختلفة. ويضيف بلانك أنه كلما كان علو تواتر الفوتون أو سرعة ذبذبته كلما زادت قدرته على دفع الالكترون بعيداً عن نواته.

وعلى هذا الأساس فإن الحاجة تختلف بين عنصر واخر لدفعات الطاقة المكانية لهذه العملية، وكل ما هو دون الدفعة المطلوبة يبقي عاجزاً عن تحريك الالكترونات.

وتستجيب الأجهزة الحساسة في المصعد الكهربائي الأوتوماتيكي عموماً إلى التوترات القريبة من الضوء المنظور، وهي تعمل وفق الترتيب التالي: عندما يكون المصعد في حالة الانتظار، تكون الأبواب مغلقة، وهي تتطلب دوران المحرك الكهربائي من اجل فتحها. ويعمل التيار الكهربائي الموصول بعملية فتح أبواب المصعد عن طريق كس كهربائي تقليدي، ينطفي طالما أن الكهرباء لا تصل الأبواب.

ولا يعمل هذا الكيس إلا بواسطة ميكانيكيتين مختلفتين: الأولى ترتكز على ساعة توقيت تبدأ بالعمل عند فتح الأبواب لمدة ثوان کلا توقف المصعد عند طبق معين؛ والثانية ترتبط بجهاز الأمان المرتكز على مبدأ الخلايا الضوئية.

ويتألف هذا الجهاز الأخير من كبس كهربائي موصول بكبس ثان: ويتولى هذا الكيس مهمة فتح أبواب المصعد، إلا عند إطفائه عن طريق كهرومغناطيسي يسمی بـ "المرحل"، والذي يمر عبر کریستال الجرمانيوم في متلقي الخلايا الضوئية في الضفة اليمني من الباب، وطالما أن الضوء يصل المتلقي، ويبقي إلكتروناته في حالة الهيجان بحيث يحافظ على مرور التيار الكهربائي، فإن المرحله يبقي الأبواب في حالة الانغلاق، أو في حالة انتظار الانغلاق ما أن تسمح ساعة التوقيت بذلك، ولكن عندما ينقطع الضوء بفعل دخول شخص ما المصعد، فإن إلكترونات الجرمانيوم تفقد طاقتها، وتعود لتلتحق ببنية الكريستال، مما يؤدي إلى خسارة الجرمانيوم فجأة لطبيعة الموصلة للكهرباء، وقطع التيار. وبالتالي فإن الكهرومغناطيسي يكف عن العمل، ويفتح المجال أمام محرك ابواب المصعد الكهربائي للعمل، وفتح الأبواب، والحؤول دون أنغلاقها في وجه الشخص الداخل إلى المصعد.