كيف يمكن قياس حجم الكون؟

هناك جوابان لهذا السؤال، وكلاهما يتعلق بتعريف "الكون" وأول هذه الأجوبة يقول إن الكون هولاً محدود، أي يشمل كل شيء، المادة، والغبار، والكواكب، والنجوم، والطاقة والزمن، والفضاء.

وطالما أنه ليس هناك من شيء بعد حدود الـ "كل شيء"، فإنه يمكننا بدلالات بسيطة أن نستنتج أن الكون لا محدود.

ولكن ماذا لو كنا نعني بكلامنا الكون المرئياً، أي المادة والطاقة التي يمكننا أكتشافها طالما على مرأى منا؟ وكيف نعرف المدي الذي تنتشر فيه هذه المكونات؟

ولهذا السؤال جواب مثير. إذ يبلغ عمر الكون "المرئي" حوالي 40 بليون سنة ضوئية. وتقام السنة الضوئية بالمسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة، أي ما هو بحدود ستة تريليون ميل (سنة إلى يمينها 12 صفراً) أي بمجموع حوالي 240 بليون تريليون میل.

وبإمكاننا التكهن بحجم الكون المرئي، انطلاقاً من معرفتنا تاريخ بداية الكون. وقد إستطاع علماء الفلك من الاستنتاج بأن الكون هو في توسع مستمر من خلال مراقبة المجرات 4 إذ يشير العلماء إلى أن النجوم والكواكب، والمجرات تتحرك كلها مبتعدة عن بعضها.

وتقول إحدی النظريات الحديثة إن الكون بدأ بأنفجار هائل، أسمه «البيغ بانغ، (Big Bang)، وإننا نحن البشر نسكن على إحدى الشظايا المتطايرة عشوائياً، والتي تأتت عن هذا الانفجار.

ومن خلال قياس سرعة حركة المجرات، وتحديد النقطة التي انتشرت منها هذه المجرات، مكن لعلماء الفلك أن يتصوروا الزمن الذي يعود إليه الأنفجار الكبير، حتى وصلت المجرات التي انطلقتم منه إلى حيث هي اليوم. وبالتحديد، يقول العلماء إن هذا الأنفجار حصل قبل 20 بليون سنة تقريباً.

وبما أن الضوء يسافر أسرع من أي شيء آخر في الكون، فإن أبعد الشظايا الكونية هي بالضرورة عبارة عن نبضات حرارة الضوء التي نتجت عن الانفجار الكبير، وتبعثرت في كل اتجاه قبل 20 بليون سنة، وفي هذه اللحظة يكون الضوء قد سافر مسافة 20 بليون سنة ضوئية، أي أن النبضات الضوئية التي ابتعدت في اتجاهات متضادة عن الانفجار هي الآن على مسافة مضاعفة من بعضها عما هي عن نقطة الانفجار، وبمعنى آخر، فإن هذه النبضات هي على بعد 40 بليون سنة ضوئية عن بعضها، وهذا هو قطر الكون المرئي.