في الولايات المتحدة تقوم هيئة من سبعة أعضاء بتصنيف الأفلام في الولايات المتحدة، أو بالأسرى ستة أعضاء ورئيس الهيئة، بالتعاون مع إدارة تصنيف وترتيب الأفلام (CARA)، وبأشراف جمعية السينما الأميركية (MPAA)، ويعمل هؤلاء الأعضاء الستة بدوام كامل ومرتب ثابت في مقر الهيئة بهوليود، حيث لا يفعلون سوی مشاهدة الأفلام طوال النهار. ويتم إختيار الأعضاء، حسب قول رئيس الهيئة ريشارد. هیفنر، «وفق هدفين أساسيين: المرونة والثبات.

وعلى هذا الأساس، فإن إثنين من أعضاء الهيئة من الجيل القديم، ومطلعان تقريباً على كامل تاريخ السينما الأميركية. ومع ذلك، فإن أحد من أعضاء الهيئة لا يعتبر ثابتًا في مركزه.

وعلى سبيل المثال، فإن إثنين آخرين من أعضاء الهيئة متعاقدان لمدة سنة أو سنتين مع الهيئة، ويعودان بعدها إلى مزاولة مهنتهما الطبيعية، مثل الكتابة أو التأليف، أو غيره ...

ويعكس هؤلاء الأعضاء القيم الأخلاقية والمفاهيم المتغيرة للمجتمع الأميركي، وبخاصية الأهل. فيما العضوان الباقيان هما من الجيل الأصغر عموماً، ويتوقعان الحصول على عمل ما في صناعة السينما بعد انتهاء عقدهما مع الهيئة، ومدته حوالي الثلاث سنوات.

وكان جاك فالنتي، وهو رئيس الجمعية السينمائية الأميركية، أول من وضع قوانین نظام التصنيف للأفلام عام 1968، بالتعاون مع منظمتين أخرتين، هما الجمعية الوطنية لمالكي المسارح (NATO)، وجمعية مستوردي وموزعي الأفلام الدولية الأميركية (IFIDA}، ويتلخص هدف نظام التصنيف الأميركي بتقديم النصح إلى الأهلى مقدماً فيما يتوجب على أولادهم مشاهدته أم لا، ومساعدتهم في اتخاذ مثل تلك القرارات، ويتلخص غرض نظام الرقابة علي

الأفلام ايضاً في حماية الحرية الفنية، واتخاذ القرار بالنيابة عن أجهزة الرقابة الحكومية، والتي ستكون قاسية ومتصلبة لو ترك لها القرار.

وتأخذ الهيئة في عين الاعتبار عند تصنيف الأفلام الأمور التالية: اللغة، والموضوع، والتعري والجنس، والعنف. ولا تزال التصنيفات نفسها التي وضعت في العام 1968 سارية المفعول، ما عدا زيادة العمر المسموح به لمشاهدة الأفلام المصنفة تحت رمز "ر"  (R)أو أكس (X) من 16 سنة إلى 17. ونقسم الفئات إلي:

ج (G): "عموم المشاهدين": وتطبق الهيئة هذا التصنيف على كل الأفلام التي تخلو من أية مشاهد تضايق الأهل، والتي يمكن للأطفال من كل الأعمار مشاهدتها. وتقول الجمعية السينمائية الأميركية إن بعض الشواذات اللغوية قد تمر في تلك الأفلام، وقد لا تكون من نوع اللغة المهنية التي يفضلها الأمل، إلا أن مثل تلك الشواذات تصادف الإنسان كل يوم، أما بالنسبة لمشاهد العنف في مثل تلك الأفلام فهي عند حدها الأدني. وكذلك فإن مشاهد العري والجنس ليست موجودة على الإطلاق.

ب ج (PG): ضرورة توجيه الأهل لأطفالهم. قد تحتوي هذه الأفلام على بعض البذاءة في اللغة، وعلى بعض العنف، وقليل من العري، إلا أنها تخلو تماماً من مناظر الرعب القاسية أو الجنس المفضوح. ويعتبر هذا التصنيفة أنذاراً للأهل بموجب تولي مسؤولياتهم تجاه أطفالهم قبل مشاهدة الفيلم

ر(R): محظور على الأشخاص ما دون الـ 17 سنة، ويتطلب حضور الأهل أو مراقب معهم، وتكون لغة هذه الأفلام قاسية، وكذلك مشاهد العنف. وفيما أن مشاهد الجنس الفاضح والعري الكامل لا تكون متضمنة في الفيلم، إلا أنها لا تغيب عنه أيضاً، وعلى الأهل هنا مرافقة أولادهم خلال حضور الفيلم لتقديم الشروحات لهم بالنسبة لبعض المشاهد المؤثرة.

اكس (X): محظورة على من هم دون الـ 17 عاماً، وقد تتضمن هذه الأفلام المخصصة للراشدين، فقط كمية كبيرة من الألفاظ الفظة والتعابير الجنسية القوية، بالإضافة إلى مناظر العري المتمادية والتي قد تنحو منحى العنف السادي. وعلى ما هو ظاهر فإن اغلبية مخرجي الأفلام العنيفة والجنسية لا يقدمون حتى افلامهم إلى الهيئة، بل يعمدون إلى تصنيفها بأنفسهم، آملين أن يجتذبوا بذلك كل الذين ينشدون الإثارة والتشويق. (هذه هي المرة الوحيدة التي يسمح بها للمنتجين بتصنيف أفلامهم).

ومن الجدير بالذكر هنا أن الأفلام لا تصنف بالمقارنة أو المشابهة. وتدعي الهيئة أنها تصنف کل فیلم من الأفلام المعروضة عليها بمنأى عن غيره، آخذة بعين الاعتبار العناصر المكونة له، والتمادي الذي نصل إليه، بحيث أن التصنيف، يتناول كامل الفيلم لبعض المشاهد المعينة فقط. والاستثناء الوحيد هنا يختص بالأفلام التي تتضمن كلمات نابية وجنسية، والتي تصنف فوراً من فئة "ر".

وخلاف لذلك فإنه ليست هناك من مجموعة قوانين محددة سلفاً. ويقول ريتشارد هفنر زرهو مؤرخ، وأستاذ، ومؤلف لكتابة والتاريخ الموثق للولايات المتحدة، إضافة إلى شغله منصب رئيس هيئة التصنيف .. إنه لا يمكن الادعاء بأن كل الأفلام ذات الطابع الراحل تصنف بالفئة نفسها.

ولو حصل ذلك فإنه يكون غير واقعي، ومغاير لطبيعة الأفلام المعاصرة وجمهور مشاهدها. ويقوم كل عضو في الهيئة كبداية بوضع تصنيف عام على الفيلم، ثم يعبأ قسيمة تصنيفه بضمنها الأسباب التي حلت به لاختيار هذا التصنيف من بين غيره. أما القرار الأخير للتصنيف فيتم اختياره بالاقتراع.

ونظراً لمرونة نظام التصنيف وغياب الاختيار المسبق، فإن جدلاً طويلاً يسبق كل قرار وهذا الجدل بالذات يدفع بعض منتجي الأفلام الغاضبين إلى الاحتجاج حول قرار تصنيف أحد أفلامه من فئة "ر" مثلاً بدل "ب ج"، الأمر الذي يفقده حوالي نصف جمهور مشاهديه، إلا أن مثل هذا التصنيف قد يدفع بالمنتج إلى معاودة مراجعة فيلمه قبل تقديمه إلى الهيئة مجدداً.

وإن كان هذا يعني من شيء، فهو أن أعضاء اللجنة يرغمون أحياناً أشاهد ثلاث أو أربع، أو حتى ثماني نسخ من الفيلم الواحد كل مرة. ولكن إذا استمر الخلاف حول التصنيف فان من حق المنتج أن يقدم أحتجاجه. إلى مجلس الشكوى على التصنيفا، وهو مؤلف من 24 عضواً، ينتمون إلى الجمعيات الثلاث آنفاً (MPAA, NATO, IFIDA)وهذا ما حصل بالنسبة لفیلم "کلاب" (Dogs)، الذي تم تصنيفه من فئة "ر"، رغم اعتراض منتجيه. ومع ذلك فقد أصر هيفنر على موقف الهيئة موافقاً عن قرارها بقوله:

.."  إن الهيئة تشعر بأن أغلبية الأهل سوف يعترضون على تصنيف الفيلم من فئة "ب ج" نظراً لمشاهده المتعددة التي تظهر كلباً شرساً وهو يهاجم الناس ويدميهم.

ولا نعتبر الكلاب من أصناف الحيوانات النادرة التي قليلاً ما يلتقيها الإنسان، والتي تعيش فقط في البراري والأشغال العميقة، بحيث لا يشاهدها الطفل الا في الخيال.

بل هي من الحيوانات الأليفة التي يربيها اغلبية الأميركيين في منازلهم، والتي يفضلها الأطفال الأميركيون عن غيرها. ولدى الهيئة ما يدفعها للاعتقاد أن المناظر الدموية في الفيلم هي من القسوة بشكل لا يجوز معه مشاهدة الأطفال لها من دون مرافقة أهلهم.

ونحن في اللجنة نقدر أن تخوفنا الذي بنينا عليه تصنيفنا للفيلم هو اساسي لجوهر الفيلم وهدفه. ونؤمن بأن الفيلم هو أبعد من أن يقبل به الأهل إذا ما تم تصنيفه بفئة "ب ج".