كيف تُصنع أوتار شد مضارب التنيس؟

لربما كان المدافعون عن حقوق الحيوان في كل أنحاء العالم احتجوا بشدة لو أن أوتار شد مضارب التنيس صنعت فعلاً من أمعاء الهررة (Catgut).  

ورغم أن المصريين القدامى، والبابليين، واليونان والرومان لاحقاً، كانوا أول من صنع تلك الأوتار الشديدة، إلا أنه من غير المحتمل أن تكون مصدرها هي الأخرى أمعاء الهررة. وعلى أي حال، فإن أمعاء الهررة استبدلت هذه الأيام بأمعاء الخراف.

ويتم ذلك اولاً عن طريق غسيل أمعاء الخراف ثم تقطيعها إلى شرائط. وبعد نزع غشاء العضل عنها تغطس هذه الشرائط بمحلول قلوي لمدة ساعات ثم تمدد على ألواح لقليل من الوقت، قبل أخذها وهي مبللة لتوزيعها بحسب أحجامها ثم لويها على شكل أوتار. وأخيراً، يتم تنعيمها وتلميعها.

ورغم أن هذه الأوتار تستبدل اليوم باخری مصنوعة من مادة النيلون أو المعدة من قبل مصانع مضارب التنيس، إلا أنها لا تزال المصدر الاساسي لأوتار الكمان، والتشيلو، والقيثارة وآلات موسيقية أخرى، إذ أن قساوتها وهي الأقسي بين بقية الألياف الطبيعية ومرونتها تجعلها الأمثل لإصدار الأنغام الدافئة والمطربة، وكانت أفضل الأوتار المخصصة للألات الموسيقية تصنع ـ تقليدياً ـ في إيطاليا واليوم فإن عائلة بيرازي، المشهورة بهذه الصناعة، انتقلت إلى شمال مدينة أوفنباخ في المانيا، حيث ما زالت تصنع أشهر الأوتار في العالم، وهي نفسها التي كان يستعملها المؤلف المشهور باغانيني.

وكذلك الأمر، فإن الأوتار المصنوعة من الأمعاء استعمالات طبية وجراحية، إذ أن أكثر من 50 بالمئة من عمليات تقطيب الجروح تتم بواسطة هذه الأوتار. فبرغم قسوة هذه الأوتار إلا أنها تذوب تدريجياً في الجسم بعد أن يشفي الجرح.

وأخيراً، لا بد للواحد منا أن يكون قد أكل مثل هذه الأغشية المصرية في يوم من الأيام. وذلك نظراً لأنها المصدر الأول لتغليف الفائق. وربما هذا ما يرفع ثمنها بالنسبة لأوتار الألات الموسيقية أو مضارب التنيس.