عندما يشعل الإنسان الغاز ليغلي بعض الماء بغرض صنع القهوة، فإنه لا يعلم أنه الآن عند الطرف الآخر لشبكة من أنابيب الغاز الطويلة، التي قد يصل مداها إلى حوالي ألف میل.

ويتكون الغاز الطبيعي أساساً عن طريق تحلل المادة العضوية، قبل أن يحتجز في طبقات سفلية من الأرض، قد يصل عمقها لمئات الإقدام، ويصل الإنسان عادة على هذا الغاز من خلال أستخراجه من جيوبه عن طريق حفر الآبار في الأرض، قبل أن يرسله إلى خطوط نقل طويلة يبلغ عرضها 42 إنشاً.

ويتم ضخ هذا الغاز بدرجات ضغط عالية لمسافات طويلة عن طريق شبكة مذهلة من الأنابيب تكفي لتزويد البلد بالكامل. وعلى سبيل المثال، فإن الغاز الذي تتزود به مدينة نيويورك يصلها من مدينة لويزيانا البعيدة في ولاية تكساس؛ مما يعني أنه يقطع مسافة 15 ميلاً بالساعة، وعلى مدى خمسة أيام، لإنجاز رحلته.

وحالما يصل الغاز إلى هدفه النهائي من رحلته، فإن شركات أنابيب الغاز تحوله إلى محطات المراقبة التي تسيرها شركات الغاز المحلية. وهنا يتم تخفيف الضغط الذي يحتويه الغاز، كما يضاف إليه كيماوي لإضفاء الرائحة الخاصة التي تشتمها فيه. ويعود هذا الأمر إلى أن الغاز بطبيعته لا رائحة له، مما يهدد بكوارث فعلية إذا تسرب من دون أن يلاحظه أحد.

وتتولى بعد ذلك أنابيب معدنية أو بلاستيكية نقل الغاز تحت الأرض إلى منزلك. وتتواجد هذه الأنابيب على عمق 3 أقدام على الأقل تحت الأرض. فيما تتوزع على مسافات معينة نقاط فحص، تكون على شكل فتحات ضيقة في الأرض، وتشتمل على فيلتر خاص لتنقية الغاز من أية شوائب، وعلى ضوابط لزيادة الشيخ أو تخفيضه.

وتكون هذه الفتحات عادة على المسار نفسه الذي تسلكه الأنابيب، إلا أنه في بعض الأحيان تمر الأنابيب بمنأي عن الضوابط حتى لا يتوقف فسخ الغاز في حال انسدت هذه الأخيرة، وعلى هذا الأساس فإن المراقبة لضغط الغاز تحمل كذلك الأمر بواسطة نقاط مراقبة مركزية. وتتوزع الأنابيب عبر شبكة أخرى تكون متصلة بالمنازل والشقق السكنية على شكل أنابيب رفيعة وصمامات، تتصل هي الأخرى بالتجهيزات المنزلية مثل الأفران، ووسائل التدفئة والتبريد.

اما في حال إزداد الطلب على الغاز الطبيعي، كما حصل في الفصل الشتاء عادة، فإن بعض الشركات تلجأ إلى تخزين هذه المادة بداخل خزانات معدنية ضخمة، على شكل غاز طبيعي سائل (LNG). ويتم الحصول عليه عن طريق غاز الأنابيب، الذي يتم تخليته من الشوائب، وتبريده إلى درجة شديدة الانخفاض، تصل إلى حدود 260 ـ درجة فهرنهایت. وعند هذه الدرجة يتقلص الغاز إلى حدوده الدنيا، بحيث لا يشغل سوی 600/1 من المساحة التي يشغلها وهو على شكل بخار، مما يجعله سهلاً للتخزين والنقل.