هناك مصادر طبيعية عديدة منبثة في مساحات واسعة في أنحاء المنطقة المتجمدة الشمالية، وأغلبها ضروري للحياة الحديثة التي نحياها.

ويصدق هذا بخاصة على مقاطعة «ألاسكا، التي تملكها الولايات المتحدة. والتي تقع ثلث مساحتها المتسعة الأرجاء فعلا داخل الدائرة المتجمدة الشمالية، وهي مع ذلك بكر لم يفكر أحد في استخلاص ثروتها الكامنة فيها، في سنة 1876 اشترت الولايات المتحدة مقاطعة ألاسكا من روسيا نظير سبعة ملايين ومائتي ألف دولار أي بواقع ۲ سنت لكل فدان، وتعتبر هذه أعظم صفقة تجارية في تاريخ الولايات المتحدة.

ومنذ ذلك اليوم قد أنتجت مناجم الذهب في ألاسكا ذهبا يزيد ثمنه خمسين ضعفاً من القيمة الأساسية التي اشتريت بها المقاطعة، وتزيد حصيلة ثمن ما يستخرج من نحاسها اليوم عن قيمة الذهب المستخرج منها.

ولقد نبع زيت البترول منذ مائة عام بالقرب من (بونيت برو)، الواقعة في أقصى الشمال على ساحل ألاسكا.

وكان النقص الخطير في الوقود عام 1943 حافزاً على مضاعفة الجهد في استخراج الزيت، وهي عملية لا تزال قائمة حتى اليوم في تلك الأصقاع. ويرشح زيت البترول في أماكن متعددة تقع على امتداد الساحل المطل على المحيط المتجمد الشمالى ويني ذلك بوجود بحيرات جوفية ممتلئة به تنتظر دور استخراجه.

ولقد اتجهت الرغبة في السنوات القليلة الماضية إلى التنقيب في المساحات التي تقع فيها سلسلة جبال بروكس والتي تمر في أواسط أصقاع ألاسكا الواقعة داخل المنطقة المتجمدة.

ولقد وجدت هذه الأراضي عينات من معادن نادرة وآثار رشح زيت البترول.

وبادرت الحكومة بتخصيص قروض للمعاونة المنقبين الذين سيخلصون في عملهم ويرفعون تقارير بنتيجة بحوهم.

ولقد أقيمت في منطقة جبال بروكس سنة ۱۹۲۳ قاعدة للمخزن رقم 4الزيت الخاص بالأسطول، على مساحة قدرها 37 ألف ميل مربع تقع شمالالدائرة المتجمدة حيث تتم فيه جميع ضروب الاستكشاف في هذه القاعدة.

وتوجد في ألاسكا عروق من الفحم لم تستغل بعد، وتبالغ في اتساعها مناجم بنسلفانيا الأصلية.

وليس بمستبعد أن يأتي يوم تشتهر فيه ألاسكا باستخراج فحم مناجمها في الوقت الذي تكون فيه كل من بنسلفانيا وكنتوكي والينوا قد وصلت إلى آخر طبقة فحمية تبطن قاع مناجمها.

وتوجد أيضاً مقادير قيمة من خامات التنجسين والبزموت والأنتيمون والجبس والقصدير والرصاص والفضة في ألاسكا، وإذا رجعنا للواقع نجد أن كل البلاتين الذي يستخرج في أمريكا توجد مناجمه في قطاع صغير يقع في شمال شرق ألاسكا.

ويعتبر كشف الطبقات الغنية باليشب في منطقة شنجناك الواقعة في المنطقة المتجمدة أحد الكشوف الحديثة السارة.

وكان المظنون أولا أن الصين الجنوبية دون سواها قد اختصت باستخراج اليشب، ولكن اتضح أن اليشب المستخرج من ألاسكا يمتاز بالجودة،

ويستعمل كمحاور في الطائرات أو في صناعة الحلى على حد سواء.

ولقد عثرت شركة «الاستكشاف في الدائرة المتجمدة الشمالية، المسئولة عن الكشف عن طبقات اليشب على مقادير كبيرة من الحرير الصخري التريموليتي، والذي يستعمل كوسيلة لترشيح بلازما الدم، وقد تم العثور عليه عندما كان ما تمتلكه الولايات المتحدة منه قد قارب النفاد.

وتموج المياه الثلجية بألاسكا بالأسماك، ويعتبر صيد السمك وإعداده وتعبئته في العلب، الحرفة الأساسية في هذه الأصقاع، وتبلغ قيمة ما يصدر من هذه المستخرجات للأسواق نحو مائة مليون ريال، ويعتبر هذا عماد ثروة ألاسكا.

وهناك خمسة أنواع السمك السالمون الباسفيكي، وأكبرها حجما هو وسالمون الملك، الذي يطلق عليه اسم والشنوك». وقد يبلغ وزن السمكة الواحدة منه عشرين رطلا، وتبلغ قيمة سما السالمون المصيد من خليج برستول وحده خلال موسم الصيد الصغير ۱۲ مليوناً من الدولارات في المتوسط كل عام.

ولا يقتصر الصيد على سمك السالمون فقط، فهناك أنواع أخرى مثل الكد (البكلاه) والرنجة والقفندر «الهاليبت.

وهناك نواح من ألاسكا تنبت فيها الأشجار الجميلة بكثرة تغطي صفحة الأرض، وهناك ترى الأشجار الشامخة للتنوب وستكاسبر وس» والتامول وبرش» وشجر القطن الأسود الأرز وسبدار، والشوكران «هملك، والحور آشين، واللاديس الأرش»..

وفي أماكن متعددة، كلما سرت ميلا بعد ميل، يطرق سمعك رنين صوت ارتطام البلطة بخشب الأشجار، وتغطي هذه الغابات العظيمة نحو 60 % من مساحة الأرض في هذه الأصقاع.

وينتظر أن تزودنا أشجار تلك الغابات بلب الشجر اللازم لصناعة ورق الصحف في كل أنحاء الولايات المتحدة في السنوات القادمة. وكلما قادك السير شمالا في ألاسكا فإنك لن تجد خطأ واضح المعالم يحدد نهاية الأماكن التي ينمو فيها الشجر وبدء المنطقة المتجمدة بالمعنى المفهوم،

ذلك لأنه في بعض المنحنيات الظليلة للأنهار تنمو أشجار باسقة وسيمة في أماكن متعددة بعداً شاسعاً عن المكان الطبيعي لنمو الشجر، فأشجار خشب القطن والتنوب الأبيض تنمو في الشمال الأقصى بعيدة عن الأشجار الكبيرة الأخرى، وبعد ذلك لن تجد أي نوع من الشجر ما لم تعبر الحوض القطبي وتصل إلى الأماكن ذات المناخ المناظر في الجانب الواقع في سيبيريا.

وتلك الأشجار في ألاسكا هي التي تصنع من أخشابها مستعمرات المستوطنين في الشمال الأقصى.

وهذه المستعمرات قد تتألف من نحو ستة منازل بدائية متجمعة في غير نظام. وقد تكون أكثر من ذلك بعدة مرات. ومهما كان حجمها فهي المأوى الذي يلوذ به الاسكيمو والقناص لبيع منتجاتهم من الجلود وليشتري كل زاده ومنونته من المخزن العام.

وهي المكان الذي يذهب فيه الرجال والنساء إلى الكنيسة، والصبيان إلى المدرسة، وهي مكان الجهاز الإداري الذي يشرف على الأراضي. وهي المكان الذي يتيح للطبيب، وطبيب الأسنان، والمبشر، أن يلتمسوا فيه الراحة لفترة قصيرة من عناء سعيهم في تلك البقعة الموحشة.

وأصقاع ألاسكا اليوم في حاجة ملحة إلى مستوطنين أكثر من حاجتها إلى أي شيء آخر، مستوطنين من الرجال الأشداء المدفوعين بصادق الرغبة في العمل المثمر والإقامة الدائمة. وللمستوطن الحق في أن يطلب أرضاً قد تصل مساحتها إلى 100 فداناً لتدر عليه الرزق في مدة ثلاث سنوات، ويشترط أن يقيم منزلا وأن يعد للزراعة بل من مساحة الأرض على الأقل بعد سنتين والمساحة الكلية في نهاية السنوات الثلاث.

وقطاع ألاسكا الذي يقع ضمن المنطقة المتجمدة الشمالية يعتبر إحدى الجبهات القصية النهائية في العالم، وأشدها إثارة للنفس، ولكن كندا تسيطر على أكبر نسبة مئوية من أراضي المنطقة المتجمدة.

فأصقاع كندا الشمالية الغربية بمفردها يبلغ من ضخامة اتساعها أنها مقسمة إلى ثلاثة مراكر: أولها: ماكينزي، ويعتبر القلب النابض للإنتاج والذي يجتازه النهر الذي يحمل نفس الاسم،

وثانيها "كيراتين"، الذي يقع بين ماكينزي وخليج هدسن ويتكون أغلبه من التندرا غير المأهولةوثالثها فرانكلين، الذي يحتضن أغلب جزر الأرخبيل الواقع في المنطقة المتجمدة الشمالية. 

وتبلغ مساحة هذه الأراضى أكثر من مليون ونصف مليون من الأميال المربعة.

وتحصل كندا على أحسن فائدة وأكبر عائدة من هذه المساحات القطبية على هيئة موارد من النيكل، والرصاص، والفضة، والنحاس، والفحم، والحديد، واليورانيوم.

وتفاخر مدينة دبلونايف، الصغيرة التي بها مركز تعدين للذهب، بأن بها مطاره وأماكن للمبيت ومطاعم وكهربا، والذي يسر هذا كله هو المعدن النفيس الموسد في أعماق الثرى.

ولقد استخرج زيت البترول أول مرة سنة ۱۹۲۰ من آبار «نورمانز، وتمتد على مجرى النهر عشرات من الصهاريج الضخمة التي يختزن فيها هذا الوقود.

وفي أثناء الحرب العظمى الثانية مد خط من أنابيب البترول يمتد غربا حتى مدينة «هوايت هورس، ويبلغ طوله ستمائة ميل، وبهذه الطريقة أصبح ميسوراً أن تزود سيارات النقل الثقيلة التي تسلك طريق الاسكا الرئيسي بالجازولين كما تمون به الطائرات التي تقوم بالخدمة في ألاسكا ومطارات المواني المنشأة على شاطئ الباسفيك.

وفي مدينة «بورت راديوم، الواقعة على بحيرة الدب الأكبر يوجد مصدر من أعظم المصارد التي تمدنا بالمعادن ذات النشاط الإشعاعي الذاتي، ويعود الفضل في هذا الكشف الذي أدى بطبيعة الحال إلى هذا التطور لرجل يسمى وجلبرت لابين.

(ولابين)، هذا كان يعمل منذ الرابعة عشرة من عمره في مناجم مدينة "كوبلت"، في مقاطعة أونتاريو، وعندما بلغ الخامسة عشرة جازف بالمضاربة على صفقة كبيرة القيمة من الفضة لحسابه الخاص، وبعد سنوات بينما كان يحلق في إحدى رحلاته الجوية فوق إقليم بحيرة الدب الأكبر لمحت عينة الخبيرة وجود ألوان على صخرة مرتفعة تقع على حافة البحيرة توحي بوجود ثروة معدنية عظيمة.

وعاد ولابين، في الشتاء التالى إلى هذا الإقليم، وفي شغف أعمل معوله في واجهة الحائط الصخري الذي يتاخر البحيرة، وما كاد النهار ينهي حتى كان قد وجد ۳۸ معدناً واضحة المعالم من بينها الكوبلت، والبزموت، وعرق عريض من الفضة.

كما كان أحد هذه المعادن هو البتشبلند الذي يفوق في الأهمية باتي المعادن الأخرى مجتمعة، ذلك لأنه هو الخام الذي يستخلص منه عنصرا الراديوم واليورانيوم.

وكان ولابين، حينئذ، أحد الرجال القلائل في كندا الذين كان في مقدوره أن يعرفوا علام يدل اللون الرصاصي الأزرق للصخر، وكان هذا أول كشف لمادة الهورنبلند في نصف الكرة الغربي. وهكذا نبتت في يد ولابين، البوادر الأولى للقنبلة الذرية التي فجرت في بعد فوق مدينة وهيروشيها..

ويمكن القول بحق أن اليورانيوم الذي دخل في تركيب هذه القنبلة بالذات استخلص من صخرة ولابين، الواقعة على سواحل خليج الصدى. اكو، في بحيرة الدب الأكبر.

أما في لابرادور فهناك ثروات كبيرة بكشف الغطاء عنها باستمرار.

وشبه جزيرة لابرادور تعتبر ثالث شبه جزيرة كبرى في العالم، فهي عبارة عن هضبة صخرية هائلة تحف بسواحلها الشرقية والجنوبية سلاسل من الجبال الشامخة، أما باقيها فهو أرض خشنة ذات أنهار ماؤها سريع التدفق، أو بقاع مرحلة طينها أسود كثيف، يضاف إلى ذلك وجود بحيرات كثيرة وعدد لا يحصى من الشلالات والأخاديد العميقة.

ومن جهة درجة الحرارة فإن الابرادور، يشملها كلها تقريباً طقس المنطقة المتجمدة الشمالية. وشهر يوليو هو الشهر الأوحد من شهور السنة الذي تخلو فيه لابرادور، من الصقيع، وهب الرياح الشمالية مزمجرة على السهول الوديان بسرعة تبلغ ستين ميلا في الساعة في أغلب الأحايين.

وفي باطن هذه الأراضي الموحشة ترقد كميات هائلة من خامات الحديد لم تمسها يد البشر منذ نصف بليون سنة.

ومستكشف لابرادور هو «جاك كارتييه، الفرنسي، ولقد ظلت أربعة قرون بعد كشفها وهي تقاوم كل الجهود التي بذلت في استخراج كنوزها ولم يبدأ التعرف على المدى الحقيقي لما تحتويه من ثروة معدنية إلا منذ الحرب العالمية الثانية..

وأحدث خط حديدي في كندا قد بلغ التمام في عام 1954، ويشق طريقه مخترقاً هضبة ولابرادور، المرتفعة لمسافة قدرها 369 ميلا، ويصل هذا الحط مواقع مناجم الحديد بالبحر.

ولقد صمم فحول المهندسين نفقا بخرق الحاجز الجرانيتي وسمكه ۳۰۰۰ قدم، والذي يحيط بجوف شبه الجزيرة.

 ولم يكن هناك من دافع إلى هذه المخاطرة الجريئة، سوى ما تدره مناجم حديد ولابرادور- انجافا» من أرباح ترتجي، ولقد بلغت التكاليف الكلية لهذا المشروع 235 مليون دولار.

وحرصاً على مد القائمين بإنشاء السكة الحديدية بما يطلبون، كانت تنقل المهمات ابتداء من المسامير حتى الجرارات بطريق الجو إلى مكان العمل، وعندما بلغ نشاط العمل قمته استخدم ۷۰ طياراً، وكانت الطائرات تقلع بمعدل واحدة كل خمس دقائق.

وفي مدينة رنب ليك، المنشأة حديثاً في الابرادور، تزدرد آلة الحفر ما زنته عشرة أطنان في كل دفعة من وجه الفتحة الحمراء المنجم الحديد، وتتدفق على المنحدرات عربات الديزل الكاملة الحمولة وهي تمضي في طريقها لترسل بخام الحديد الثمين إلى أولى مراتب رحلته إلى مصانع الصلب في الولايات المتحدة.

ويبلغ معدل حركة تصدير الخام ۱۰ ملايين من الأطنان كل عام، وعندما يكتمل إعداد الممر البحري بهر (سانت لورانس)، يحتمل أن يقفز هذا العدد إلى الضعف. وهناك رواسب غنية بالنحاس في دور التنقيب عنها بالقرب من شيمو، حيث كان المقر القديم لشركة وخليج هلسن» المطلة على خليج انجافا.

وبقي هناك مورد ثروة أخرى في لابرادور.

ان قسوة الجو تجعل نمو الشجر غاية في البطء. ويترتب على ذلكأن الحلقات التي تتكون في جذوع الأشجار تكون متلاصقة جدا لدرجة يصعب معها تمييز بعضها من بعض، ومهد هذا لإتاحة الفرصة إلى الحصول على فتاج ثانوي مذهل حقق رغبة صانعي الورق الذين طالما ارتفعت صيحاتهم ابتغاء العثور على ألياف طويلة من لب الخشب ليخرجوا منها صنفاً من الورق الفاخر.

وفي أراضي لابرادور الصخرية توجد أفدنة متسعة مزروعة بأشجار التنوب التي ينتظر أن يجتنى محصولها للغرض السالف.

ومن المنتظر الحصول يوماً ما على طاقة قدرها ۱۲ مليون قوة حبان، من العدد الذي لا يحصى من البحيرات والأنهار في شبه الجزيرة، وهذه الطاقة تبلغ خمسة أضعاف ما يتولد من سدر كولي العظيم..

ويقدر ما تنتجه الشلالات الكبرى الواقعة على نهر هاملتون بأربعة ملاين قوة حصان عندما يتم استخدامها.

وتستخرج بلاد النرويج من مناجم بتسبرجن - وهي جزيرة تقع داخل دائرة المنطقة المتجمدة - مقادير كبيرة من الفجر الذي يعتبر من أجود الأصناف.

ويعود الفضل إلى تيار الخليج في أن يظل الساحل الجنوبي لهذه الجزيرة خاليةمن الثلج لمدة طويلة خلال العام، ومعنى هذا أنه يصبح من الميسور شحن الفحم بالمراكب لتصديره في أثناء أربعة شهور أو خمسة تتميز بجو معتدل..

ويعيش الثلاثة الآلاف العامل المسئولون عن استخراج الفحم في أقسى الظروف التي اشتهرت بها المنطقة المتجمدة، إنهم ليعيشون فيها يشبه العزلة التامة متحملين ظلمة الشتاء لأربعة شهور تنخفض درجة الحرارة فيها إلى 40 تحت الصفر.

وتعتبر جرينلند صورة حقيقية للظروف المختلفة التي تمثل المنطقة المتجمدة الشمالية، فطرفها الثاني من جهة الشمال «بيرى لاند، يعتبر أقرب أجزاء اليابسة من القطب الشمالى، على حين أن أبعد مكان في جنوبها وكيب فيرول، يقع على خط العرض المار بمدينة أوسلوه في النرويج... ويقع إلى الجنوب الغربي لجرينلند المكان الأوحد في العالم الذي تستخرج من مناجمه مادة الكريوليت بكميات ذات أهمية عملية.

والكريوليت معين نادر وضروري في إنتاج الألومنيوم. ولم يعرف سوى مصدرين آخرين للكربوليت: أحدهما «بيكس بيك، في كلورادو والآخر في د مياس، الواقعة في جبال الأورال.

والمعدن الموجود في كل من هذين المكانين كميته قليلة وصنفه رديء، من آن لآخر تنساب من خلف الستار الحديدي إشاعات عن وجود منجر روسي للكريوليت يقع في سيبيريا الشرقية يقوم العمل فيه على قدم وساق، وليس لدينا ما يثبت ما إذا كان هذا أمراً حقيقياً أم حديث خرافة.

ويعتبر الكريوليت من أهم ممتلكات الدولة في جرينلند، وأغلب الأرباح التي يدرها تذهب مبارة للإدارة الحاكمة في الجزيرة فتخصص للتجارة والخدمة الاجتماعية والعناية الطبية وتعليم السكان الوطنيين.

وتشترى كندا والولايات المتحدة ثلث هذا المعدن النفيس.

وأخيراً وليس آخرا فإن حيوان المأموت الذي انقرض الآن له أهمية بالغة في المنطقة المتجمدة الشمالية، والمأموت نوع من الفيلة ذات الأنياب الهائلة المثنية للداخل والخلد الخشن، كانت تجوب المتاهات طولا وعرضا في سيبيريا وأوروبا وشمال أمريكا، ولقد مهدت رسومات الكهوف القديمة إلى حد ما للعلماء المحدثين كشف أنياب وهياكل الفيلة، بل وجثث كاملة لها محفوظة في تربة الشمال المتجددة.

والعاج المعتبر من الحفريات له قيمة كبرى لدى سكان ألاسكا الأصليين حينا يعثرون عليه، إذ أنهم يشكلون منه جملة أشياء تفوق الحصر.

والإسكيمو قوم فنانون مهرة، وتعتبر منتجاتهم من العاج المنحوت فنا شعبياً رفيعاً. فلا غرو إذا اعتبرت الأقطار المتجمدة الشمالية إحدى خزائن كنوز العالم حفاً