كواكب المجموعة الشمسية:

تضم مجموعة العائلة الشمسية تسعة كواكب هي:

عطارد، وهو أقربها من الشمس، ثم تأتي من بعده الزهرة، فالأرض، فالمريخ، فالمشتري، فزحل، فأورانوس، فنبتون، وأخيراً بلوتو.

وهناك في الفضاء الذي بين المريخ والمشتري أكثر من ألف كوكبة صغيرة تعرف في مجموعتها باسم الكوكبات؛ ومن المعتقد أنها بقايا كوكب انفجر أو تجزأ لسبب من الأسباب.

الكواكب الأرضية والكواكب العظمي:

يُقسم الفلكيون الكواكب إلى الكواكب الأرضية والكواكب العظمى، ويضم النوع الأول الكواكب الأربعة الأولى، وأطلق عليها هذا الاسم بسبب عظم شبهها بالأرض في كثير من الوجوه.

أما الأربعة الأخرى فهي أكبر بكثير من الأرض، إلا أن حجم بلوتو الذي يلوح أنه يشذ عن المجموعة، يقارب الأرض في: وإذا ما فحصنا هذه الكواكب كوكباً كوكباً مبتدئين بعطارد، نجد أن احتمال الحياة عليها ضئيل فيما عدا المريخ. ط

كوكب عطارد:

قلما يرى الناس عطارد لشدة ملازمته للشمس واختفاء معالمه وسط ضوئها الساطع. وأحيانا يظهر الكوكب منخفضا جدا جهة الغرب في أثناء الغسق، وقد يظهر منخفضاً جدّا جهة الشرق عند الشروق أحياناً أخرى.

وعطارد أصغر أفراد المجموعة حجماً، فهو لا يكبر قمر الأرض إلا قليلا، ويبلغ قطره 4828 كيلومتراً، ولا يبعد عن الشمس إلا بمسافة قدرها 140 مليوناً من الكيلومترات على وجه التقريب.

ويستغرق مدة قدرها ۸۸ يوماً ليكمل دورته حول الشمس، وخلال هذه المدة يكون قد أكمل دورة حول محوره أيضاً. ولهذا السبب يواجه عطارد الشمس بوجه ثابت دائما كما هو الحال مع القمر بالنسبة إلى الأرض.

ولهذا السبب أيضاً نجد أن عطارد هي أسخن الكواكب وأبردها. وتدل القياسات والأرصاد على أن النصف الذي يواجه أشعة الشمس تصل فيه درجة الحرارة إلى 410 درجة مئوية، وهي تكفي لصهر الرصاص والصفيح والقصدير.

أما النصف الثاني المظلم فتنخفض فيه درجة الحرارة إلى ۲۰۰ درجة تحت الصفر. ويلوح أن سطح الكوكب صحراء صخرية وهو ليس له جو. وكل هذه الظروف مجتمعة تجعل علماء الفلك يجزمون بعدم إمكان نشوء الحياة عليه. ولقد أوضحت الصور التي التقطها مسبار الفضاء الذي، أرسل في عام 1974 إلى الزهرة ماراً بعطارد أن بسطحه فوهات بركانية شبيهة بما في سطح القمر.

كوكب الزهرة:

 أما الزهرة فهى ألمع الكواكب وأكثرها جمالاً، وعندما تظهر جهة الغرب في أثناء الغروب يسميها الناس «نجمة المساء»، أما عندما تلمع في الشرق فإنهم يسمونها «نجمة الصباح». وحجمها قدر حجم الأرض تقريباً، إذ يبلغ قطرها ۱۲۳۹۰ كيلومتراً، وتبعد عن الشمس بمسافة متوسطها .۱۰۸ مليوناً من الكيلومترات على وجه التقريب، كما تستغرق ۲۲۰ يوماً من أيام الأرض لتتم دورة كاملة من حول الشمس، ولا تبعد الزهرة كثيراً عن الأرض بالنسبة لأبعاد الكواكب الأخرى، إذ لا يزيد بعدها عنا أكثر من 4 مليوناً من الكيلومترات.

وقد تحملك هذه الحقيقة على الاعتقاد بأن اهتمام العلماء الزائد بالمريخ أمر لا مسوغ له، وأن الزهرة تجي في المرتبة الأولى، إلا أن دراسات الزهرة أشد غموضاً وأكثر تعقيداً، إذ تحجب سطحها عنا سحب سميكة تحول دون إمكان رؤية أي شيء على السطح لدرجة أنه تعذر على الفلكيين رصد المدة التي يتم فيها الكوكب دورة كاملة حول محوره، والمعتقد أن هذه المدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

ولقد أرسل مسباراة الفضاء اللذان أرسلا إلى الزهرة في عام ۱۹۷۵ صورة تليفزيونية لسطح الزهرة، فتبين أنه صخري وأن جوها يتكون أساساً من ثاني أكسيد الكربونه

وليس من السهل أن نفسر لك طبيعة أو سر تكوين تلك السحب ما دام جو الزهرة لا يحتوي على بخار الماء، وتدعي إحدى النظريات بأن أشعة الشمس فوق البنفسجية عملت على اتحاد بخار الماء مع ثاني أكسيد الكربون وتكوين الفورمالديهايد.

وتستخدم هذه المادة على الأرض في صناعة البلاستيك، ولهذا فنحن إذا ما سلمنا بصحة هذه النظرية نصل إلى أن سحب الزهرة من مادة البلاستيك!

أما من حيث درجات الحرارة على سطح الكوكب فإن جمهرة الفلكيين يعتقدون بأنها أعلى من درجة غليان الماء، أي لا تستقيم معها الحياة بحال.

الأرض والمريخ والمشترى:

وقبل أن نصل إلى عمالقة الكواكب نمر بالأرض (الكوكب الثالث في المجموعة) ثم بالمريخ (الكوكب الرابع)، ثم يأتي المشتري، وهو الأخ الأكبر في المجموعة كلها؛ إذ يبلغ قطره نحو 139500 كيلومتر، ويبدو المشتري خلال المناظير الفلكية جميلا رائعاً، كقرص من الذهب علية خطوط أو أحزمة مضيئة وغير مضيئة.

فحزام المنطقة الاستوائية من المناطق المضيئة، التي يتدرج لونها من الأصفر الباهت إلى الأحمر الغامق، ويحيط بها من الشمال ومن الجنوب أحزمة مظلمة نسبيا يتدرج لونها من البني المحمر إلى الأزرق المعتم وهكذا...

ويختلف منظر هذه الأحزمة من عام إلى آخر، كما قد تظهر على سطح الكوكب بعض الظواهر الخاصة من آن إلى آخر. ففي عام ۱۸۷۸ ظهرت بقعة حمراء عظمي أخذت تتلاشى على التدريج إلا أنه يمكن تمييزها حتى وقتنا هذا باستخدام المناظير الفلكية الكبيرة، ويجزم الفلكيون بأن المشتري يختلف تماماً عن الأرض وباقي الكواكب الأرضية.

ففي وسط الكوكب مادة صخرية في صورة كرة قطرها 14 ألف كيلو متر، تغطيها طبقات من الجليد سمكها ۳۲ ألف كيلو متر، ولا تزيد درجة حرارتها على ۱۲۸ درجة مئوية تحت الصفر.

وينتشر فوق طبقة الجليد هذه غاز الأيدروجين، مكوناً جزءاً من جو المشتري تسبح فيه سحب النوشادر (أمونيا) و(الميثين) أو غاز المستنقعات، ونحن نستطيع أن نرصد الأجزاء العليا لهذه السحب. ويذهب الفلكيون أيضاً إلى أن ظروف زحل وأورانوس ونبتون لا تختلف عن ذلك كثيراً.

ولقد أرسل صاروخ مسبار فضائي إلى المشتري في عام ۱۹۷۳ فبلغه بعد رحلة استمرت ثمانية عشر شهراً، وأرسل صورة تليفزيونية لسطحه الذي بدا ككرة ضخمة مزينة بأشرطة صفراء برتقالية وزرقاء رمادية، وبه بقعة برتقالية حمراء ساطعة تسع عدة كرات أرضية وأكدت الصور أن للمشتري أحزمة إشعاعية شديدة تفوق في شدتها حزام (فان ألن) الأرضى بآلافي المرات.

كوكب بلوتو:

أما بلوتو الصغير فهو أبعد أفراد المجموعة الشمسية عن الشمس، ولبعده عنا لا تعرف عنه إلا النذر اليسير، ولكن الشيء الذي لا شك فيه أنه لا تصله من طاقة الشمس المقادير الكافية لرفع درجة حرارته، ولذلك فهو قطعاً أبرد من أن تعيش عليه الأحياء