مجموعات الدعم لمرضى سرطان البروستاتا حول العالم

ما تقوم به مجموعات الدعم

يقوم بإنشاء هذه المجموعات مدمنو المخدرات ، ومدمنو الكحوليات الذين يرغبون في الإقلاع عن هذه العادات السيئة، والأشخاص الذين يفرطون في تناول الطعام الذين يرغبون في الاعتدال، وحاليا تنتشر مجموعات دعم مرضى سرطان البروستاتا بشكل سريع في كل أنحاء البلاد ، وهو ما يعد أمرا جيدا.

تخدم هذه المجموعات الرجال ممن أصيبوا بسرطان البروستاتا، أوخضعوا لعمليات لاستئصاله، أو في انتظار إجرائها، أو في انتظار معرفة نتائج الاختبارات.

ومعظم هذه المجموعات يقودها رجال أو سيدات عاديون يقومون بتجميع مجموعات من الأشخاص المعنيين بالأمر معا للتواصل والحديث عن المشكلات المشتركة، وأنواع وطرق العلاج التي يتبعونها، وكيفية التعايش مع سرطان البروستاتا . كما يقوم بعضهم بتوجيه الدعوة الآخرين ممن يعانون أنواع أخرى من السرطان خلاف سرطان البروستاتا.

ونحن نعرف طبيبين يقودان مثل هذه المجموعات ، أحدهما هو د. "روی إی ، بیرجر"من" سميث تاون " بمدينة نيويورك . أما الآخر فهو د. " آی . باركين " من " سان دييجو ".

قصة بداية إحدى مجموعات الدعم

أوضح د. "آی. باركين" كيف بدأ تكوين مجموعته، فقد سمع عن مجموعات أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد وقرر أن الوقت قد حان للشروع في تكوين مجموعته في سان دييجو.

قام د. " باركين " بتصوير نسخ من بعض النشرات الإعلانية ووضعها في مكتبات المدينة، وتوزيعها على مرضاه ، كما سعى لنشر دعوته.

وفي يوم الاجتماع، حضر خمسة عشر رجلاً وقد عقد الاجتماع الأول يوم السبت التالى لإحدى المناسبات الدينية التي توافق يوم الجمعة، وقال إن ذلك قد يكون له دلالة خاصة.

لبدء الاجتماع الأول طلب د. "باركين" من الحضور إخراج التقويم الخاص بهم ووضع علامة على يوم السبت التالى لهذه المناسبة بعد عشر سنوات من اليوم، حيث سيجتمعون معا في ذلك اليوم من عام 2000 وقد كان جميع الرجال الموجودين بالقاعة ما بين الخامسة والستين والثمانين من العمر.

أثارت الفكرة جميع الحاضرين؛ فقفزوا من مقاعدهم وقالوا: "سوف أكون هناك، أعد بأنني سوف أكون هناك". وتعاهدوا جميعًا على اللقاء في هذا المكان بعد عشرة أعوام في اليوم المحدد.

وفي إطار سير الاجتماع، وقف كل رجل على حدة وأخبر الآخرين بنوع السرطان الذي يعانيه، والعلاج الذي يتبعه، والشعور الذي يراوده في هذا الوقت. كما شاهدوا شريط فيديو بعنوان " الحب والمعجزات والطب " للدكتور "برنارد سیجل "وتناقشوا حوله، بعد ذلك قرروا عقد اجتماع كل شهرين بدلا من كل ثلاثة أشهر.

في أثناء الاجتماع الثانی، قاموا جميعا بتقديم أنفسهم مرة أخرى وتحدثوا عن نوع السرطان الذي يعانونه حتى يتسنى للجميع التعارف بشكل أفضل. في هذه الجلسة، قررت المجموعة عمل قائمة بالموضوعات والمشكلات التي سيتحدثون عنها في الاجتماعات القليلة القادمة.

وقد تطوع أحد الرجال للمساعدة في استخراج الإشعارات البريدية لكل اجتماع وكذلك متابعة القوائم وعمل كل ما يلزم لاستمرار المجموعة.

كان نصف الرجال في المجموعة تقريبا من مرضی د. " باركين " أما النصف الآخر فلم يكن كذلك . وقد قرروا التحدث عن مشکلات معينة يسببها لهم سرطان البروستاتا ، مثل اختلال الوظائف الجنسية وسلس البول .

وقد قادهم هذا إلى التفكير في ضرورة تحديد هدف للمجموعة. ترى ماذا كان هدفهم وما الذي كانوا يريدون تحقيقه ؟ كان أحد الأهداف التي قاموا بوضعها إكساب العامة ثقافة عن سرطان البروستاتا وكيفية الكشف عنه .

قررت المجموعة توجيه الدعوة إلى زوجات الرجال لحضور الاجتماعات، بما أنهن يتأثرن بالمرض . كما اقترح أحدهم عمل قائمة بالأرقام الهاتفية التي يستطيع مريض السرطان الاتصال بها للتحدث مع غيره من المرضى عندما يحين له الوقت لتقرير نوع العلاج الذي يريده .

 

 

وقد قال د. " باركين " إن الاجتماعات حققت نجاحا باهرا حتی تلك اللحظة . فقد كان الرجال يمكثون في الرواق عقب الاجتماع للتحدث مع بعضهم البعض وتبادل المعلومات والخبرات. وكانت إحدى النتائج المثيرة أيضا أن الرجال قد بدءوا في إحضار قصاصات من الصحف والمجلات عن طرق علاج سرطان البروستاتا لمعرفة رأی د." باركين " فيها .

كذلك قررت المجموعة تشكيل لجنة للتحرك السياسي حتى يتسنى لهم إرسال خطابات إلى الجهات الحكومية المسئولة بشأن المشكلات المختلفة والمتعددة التي يواجهها مريض السرطان في التعامل مع التأمين الصحي ، فقد قالوا - على سبيل المثال - إن التأمين الصحي لا يغطى تكاليف اختبار الموجات فوق الصوتية للمستقيم ، أحد اختبارات السرطان شائعة الاستخدام.

وقد صرح د. " باركين " بأن الاجتماعين الأولين أثبتا فائدة كبيرة للمشاركين . فقد كان لفكرة تبادل المشكلات والحلول وطرق التحايل على الإحباطات وخيبة الأمل أثر إيجابی قوى على الأعضاء .

كما قال إن الاجتماعات لم تكن جلسات بكاء وعويل . فقد خرج الحاضرون منها في حالة نفسية جيدة . وذكر د." باركين " أن أعضاء المجموعة اتفقوا على استضافة متحدثين في بعض الاجتماعات ، وفي اجتماعات أخرى يتبادلون الآراء ويتحدثون ويتواصلون ويمارسون بعض العلاج النفسي المفيد .

وقال د. " باركين " إنه كان سعيدا بجلسات المجموعة ويخطط لاستئنافها ، كما أشار إلى أنها كانت تعد مكانا جيدا يستطيع فيه الرجال التنفيس عن مشاعرهم والتحدث عن مرضهم مع أشخاص آخرين يستطيعون فهمهم .