متى تكون جراحة تضخم البروستاتا الحميد ضرورية ؟
والآن ، لنلق نظرة على مشكلة جديدة . إنك المريض الجديد وتبلغ من العمر ثلاثة وستين عاما . لقد ظللت متعایشا مع تضخم البروستاتا الحميد الذي تعانيه على مدى خمسة أعوام ، والحالة تتدهور ببطء . بعد ذلك وفي الأسبوع الماضي ظننت أنك على وشك الموت ، إذ لم تستطع إفراغ مثانتك من البول . لقد كنت تعرف العلامات التي يجب مراقبتها ، ومن ثم قمت بزيارة سريعة الطبيب المسالك البولية الخاص بك الذي كان يتابع حالتك على مدار السنوات الخمس الماضية .
ماذا بعد ؟
إن طبيبك قلق إزاء احتمال تلف كليتيك جراء الضغط العكسي عليهما . ولذا يقترح إجراء اختبارين . في البداية سوف يقوم على الأرجح بإجراء بعض الاختبارات والفحوص ليرى ما إذا كان إفراغ المثانة يتم بشكل كافي لتجنب الضغط العكسي على الكليتين . وسوف يستخدم بعض أطباء المسالك البولية دراسة فوق صوتية للكليتين إلى جانب مسح للكليتين والمثانة ، كما يجرى بعضهم أشعة سينية خاصة على الكليتين والمثانة .
سوف تتوصل الفحوص والاختبارات التي تجريها إلى دليل كاف للكشف عن وجود ضغط عکسی شدید بلا شك، ووجود تلف بالكلى قد يكون على وشك الحدوث، ومن ثم ضرورة إجراء جراحة. وفي هذه الحالة فإن عملية بسيطة لإزالة الانسداد الموجود بمجرى البول قد تحل المشكلة، وإذا كنت مريضا منذ فترة طويلة، فقد يكون لدى الطبيب معلومات كافية لمساعدتك على اختيار الجراحة الصحيحة. ومعظم جراحات تضخم البروستاتا الحميد التي تجرى هذه الأيام، أو حوالي خمسة وتسعين بالمائة منها، هي جراحات استئصال جزئي للبروستاتا عبر مجرى البول ، تلك الجراحة المغلقة التي تجرى عبر مجرى البول .
أما بالنسبة للمريض حديث العهد بطبيب المسالك البولية، فهناك اختبارات وفحوص أخرى قد يود الطبيب إجراءها. من بين هذه الاختبارات اختبار معدل ذروة التدفق، والذي يقيس تدفق البول عند أعلى معدل أثناء عملية الإفراغ. 
فإذا جاء هذا المعدل أقل من عشرة ملليلترات في الثانية، فإن المشكلة حينئذ لا تكمن في مجرى البول .
أما الفحص الآخر الذي يجريه بعض أطباء المسالك البولية فهو الفحص المنظاري للمثانة، وهو يجري داخل مجرى البول. 
يتيح هذا الفحص للطبيب الحكم بما إذا كان هناك أي تلف أو أورام بالمثانة ، ويساعده على تحديد ما إذا كانت جراحة الاستئصال الجزئي للبروستاتا عبر مجرى البول هي أفضل وسيلة لحل المشكلة بالنسبة للمريض .
إن معظم المرضى سوف يقاومون فكرة إدخال شیء عبر القضيب في هذا الأنبوب الصغير الذي يحمل البول ، وهذا رد فعل طبیعی ، ولكن حين يتم عمل هذا الإجراء بشكل صحيح ، فإنه لا يسبب سوى القليل من الألم ، ولعل التفكير في الخضوع لهذا الفحص هو أسوأ جزء من هذا الإجراء عن الفحص ذاته بالنسبة لمعظم الرجال .
عند إدخال أية أداة طبية أو قسطرة في مجرى البول، لابد من استخدام مخدر، وغالبا ما يكون هذا المخدر عبارة عن مادة هلامية مخدرة يتم رشها داخل فتحة مجرى البول عند نهاية القضيب ودفعها على طول الأنبوب، ويقول بعض الرجال إن هذا هو أشد أجزاء العملية إيلاما . بعد ذلك تبدأ المادة المخدرة في أداء وظيفتها التي تتمثل في تخدير النهايات العصبية، وهنا ينتهي الألم .
حين يسري مفعول التخدير ويقوم بعمله، يتم وضع أداة داخل فتحة مجرى البول من عند نهاية القضيب، ثم الضغط عليها برفق وبطء إلى الداخل عبر القضيب مرورا بالبروستاتا لينتهي بها المطاف داخل فتحة المثانة .
سوف يستغرق طبيب المسالك البولية في هذا الفحص من ثلاث إلى خمس دقائق ، وسوف يفحص المثانة من الداخل للتأكد من عدم وجود مرض أو أية مشكلة أخرى بها ، ثم سيقوم بفحص الجزء الداخلي من مجرى البول لتحديد نطاق أو مساحة أي انسداد به .
عند الانتهاء من الفحص ، سوف يتحدث الطبيب والمريض معا مرة أخرى، فالطبيب الآن سيعرف بالتأكيد ما إذا كان المريض بحاجة إلى جراحة أم لا.
إذا كان هناك خطر ما من حدوث تلف بالكلی ، مثل ذلك الذي يحدث نتيجة احتباس البول في المثانة ، فسوف يتم إدخال قسطرة وتصريف البول ، وسوف تظل القسطرة لعدة أيام أو أسابيع لتحديد ما إذا كان يمكن للكلى استعادة وظائفها الطبيعية . فإذا لم يكن ذلك ممكنة ، فسوف تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية.
إن القرار على وشك أن يتخذ. فالأعراض حادة للغاية ، وتسبب لك ألما وتفرض نفسها على مجرى حياتك الطبيعة، اتخذ القرار . فالكثير من الرجال يقولون إنهم يشعرون بارتياح بمجرد تحديد موعد لإجراء الجراحة ، فها هي مشكلة ظلت تطاردهم لما يقرب من عشرة أعوام على وشك أن تتضاءل وتخف حدتها ، وقد تزول تماما !
إنك على وشك الدخول إلى المستشفى. والآن سيتم إجراء المزيد من الفحوص لتقييم صحتك وحالتك بشكل عام. سوف يكون هناك أشعة سينية على الصدر، ورسم قلب كهربائي، واختبارات بول ، وربما المزيد.
ويصل متوسط مدة الإقامة بالمستشفى بالنسبة لمعظم المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة هذه الأيام إلى ثمانية وأربعين ساعة، وهي مدة قصيرة لا تكفي حتى لتعرف اسم الممرضة القائمة على رعايتك !
سوف تتحدث مع إخصائي التخدير الخاص بك ، وقد تمنح حق اختيار الوسيلة التي سيتم بها تخديرك . ويفضل معظم أطباء المسالك البولية اليوم التخدير النخاعی. 
فهم يقولون إنه يتيح لعضلات الحوض وعضلات البطن مزيدا من الارتخاء. كذلك ليس له أي من المضاعفات التي عادة ما تنجم عن نمط التخدير " الذي يعتمد على تنويم المريض".
ومع التخدير النخاعی لن يشعر المريض بأي ألم أو إحساس في الجزء السفلي من جسده خلال مدة العملية التي تستغرق ما بين ساعة وساعتين، ولهذا السبب ، قد تتفق مع طبيبك على إجراء هذه الجراحة، وبعد انتهاء العملية سوف يتم تركيب قسطرة داخل مثانتك تخرج من القضيب .
وبواسطة تركيب قسطرة ثلاثية الاتجاه ، سوف يتم غسل موضع الجراحة بشكل متواصل بواسطة سائل ، وسوف يتم تصريف هذا السائل والدم عبر جزء آخر من الأنبوب ، والآن سوف تعمل كل هذه البقايا والفضلات على التئام القناة التي قام الطبيب بشقها عبر البروستاتا المتضخمة .
ويشعر المريض بقليل من الضيق أو الألم فقط بعد العملية مباشرة . ومعظم أطباء المسالك البولية يصرحون لمرضاهم بالعودة إلى منازلهم خلال يومين بعد إزالة القسطرة .
هناك سؤال عادة ما يطرح : ماذا يحدث للأنبوب الذي كان موجودا من قبل، أي مجرى البول؟ إنه يتلاشى، فهو ينتزع حين يقوم الطبيب ببتر النسيج البروستاتي المتضخم لشق القناة. ليس هناك خطر أو مشكلة ، فالبول يمر عبر هذه القناة كما كان يمر عبر الأنبوب من قبل. وبمجرد أن يلتئم نسيج القناة من حيث تم قطعه ، سوف يعمل بنفس الطريقة التي كان يعمل بها مجرى البول ، أما الفارق الوحيد فيتمثل في وجود مساحة أكبر الآن .
ثمة تحذير آخر. إن معظم أطباء المسالك البولية يرغبون في أن تلتئم القناة تماما وأن تتلاشى جميع قشور الجرح قبل حدوث أي اتصال جنسی، وغالبا ما تستغرق عملية الالتئام هذه حوالى ستة أسابيع. هناك تذکیر آخر، سوف يكون هناك تدفق عکسی للسائل المنوي داخل المثانة بدلا من أن يخرج من القضيب كما كان يحدث من قبل ، وفيما عدا ذلك لن يتغير أي شيء ، فسوف يظل الإقبال ، والنشاط ، والإحساس كما هو دون تغير .