هذا هي الوظيفة الأساسية للكلى في الجسم – الحفاظ على ثبات التركيب الدقيق للسائل خارج الخلايا، ويتغير تركيب الكلى يتغير الوظيفة المطلوبة منها . مثلا كلية الإنسان تستطيع تركيز البول إلى أربعة أمثال تركيز البلازما (تركيز البلازما300مللي أوزمول ويبلغ تركيز البول الأدمي إلى 1200مللي أزمول).                                      

وفي حالة الفأر (إلى 2200مللي أوزمول) ، أما جرذان الصحاري المحرومة 6000مللي أوزمول (في الجرذ الجربوع مثلا) وتتبول هذا الجرذان بولا يكاد يكون خاليا من الماء يشابه معجون الأسنان الخارج من الأنبوبة.

   وهناك وظائف ثانوية للكلى، أذكر منها وظيفتين. الوظيفة الأولى: تصنيع هرمون إريثروبوتين وهو الهرمون المنشط لتكاثر الدم الحمر في نخاع العظام . وتحدث زيادة في إنتاج هذا الهورمون في بعض أورام الكلى الخبيثة وفي حالات نادرة من مرض تعدد الكيسات ويحدث من جراء ذلك مرض "كثرة الحمر" ، ولكن يقل إنتاج هذا الهرمون في أمراض الكلى المختلفة التي تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن. ولهذا فإن فقر الدم هو أحد المظاهر الرئيسة في الفشل الكلوي ، وعلاج فقر الدم هذا لا يأتي إلا بتناول هذا الهرمون حقنا بالوريد أو تحت الجلد.

   الوظيفة الثانية هي تصنيع الخطوة النهائية اللازمة لتحويل فيتامين د إلى الصورة الفعالة . وفيتامين د- اللازم للعظام – يتناوله المرء في الغذاء مع الدهون الحيوانية أو يصنعه تحت الجلد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو أشعة الشمس ، ولكن هذا الفيتامين بصورته الأصلية غير فعال . ويحوله الكبد ثم الكلى إلى الصورة الفعالة. ثم يحمله الدم إلى الأمعاء حيث يحثها على امتصاص الكالسيوم من الغذاء ، وينقله إلى العظام فيحملها إلى ترسيب هذا الكالسيوم في حالات أمراض الكلى المزمنة التي يؤدي إلى الفشل الكلوي فتصير العظام هشة ، مخلخلة ولينة ، ولا يتحسن مرض العظام هذا بالعلاج التحفظي للفشل الكلوي ولا بالديلزة ، ولكنه يفشي تماما اذا تمت عملية غرس الكلى في المريض بنجاح                                   

وأخيرا – ولي أخيرا – فهناك مادة ثالثة تكونها الكلى في جدران الشرين الوارد الملاصق للكبيبة – هي مادة الرنين ، وهو يساعد على رفع ضغط الدم.

 تبدأ الكلى في العمل والفرد جنين في بطن أمه وتكاد تكتمل وظائفها في ساعة الولادة، ولكن توجد فروق أساسية بين عمل كلية الطفل والرضيع وكلية الشخص البالغ . يبلغ استخلاص الكرياتينين حوالي 20 مللي لتر / الدقيقة/ 1,73 م2 في الساعات الأولى بعد الولادة ، ويرتفع بعد 3أيام ليصير 50مللي لتر / الدقيقة/ 1,73م2 ، ويرتفع إلى 70مللي لتر بعد 3 شهور ولا يصل إلى رقم البالغين(120مللي لتر / الدقيقة/ 1,73م2) إلا بعد سنه . يكون الإفراز النبيبي منخفضا جدا بعد الولادة ولا يرتفع إلى معدل البالغين إلا بعد أسابيع. لا يستطيع الطفل الرضيع إفراز الماء بنفس كفاءة البالغ ولا يستطيع تخفيف تركيز البول، ولذا يجب الحرص من تزويده بكميات كبيرة من الماء كما لا يستطيع تركيز البول كالبالغ ولذا ينبغي عدم تعرضة  للعطش ونقص الماء ولا يستطيع الطفل إفراز الأحماض في البول في أيام الحياة الأولى .

     تبدأ وظائف الكلى في التدهور بعد سن الأربعين – مع بداية التقلص في حجمها ، ويبلوغ الإنسان سن الثمانين تكون الكلية قد ضمرت إلى ثلاثة أرباع وحجمها عند  اكتمال النمو في سن العشرين ، وتفقد الوظيفة المدخرة , لو أنها تستمر في أداء وظائفها المعتادة . من أهم ما يجب ملاحظته لدى المسنين أن إفراز العقاقير المختلفة يقل وينبغي على الطبيب أن يضع هذا في حسبانه تفاديا للجرعات الزائدة وحدوث الأعراض الجانبية والتسمم