كيف تعمل الكلى في جسم الإنسان؟

إذا وقف شخص وذراعاه إلى جانبه وتخيلنا خطا يمر بعرض الجسم من المرفق إلى المرفق فإنه يمر بالكليتين اللتين تقعان واحدة في كل ناحية من العمود الفقري في مستوى مرتفع على الجدار الخلى للبطن تحت الحجاب الحاجز ويحميهما الضلعان الأخيران، أي الضلعان الطافيان . كما يحمي الكليتين وجود كل منهما داخل كتلة من الشحم تثبتها في موضعها من الجسم.

وتبدو الكلية مثل حبة فاصوليا كبيرة ، وقد يكون من الأدق أن نعكس القول بأن نصف حبوب بعض البقول بأنها تشبه كل صغيرة ، ولذلك يطلق عليها اسم البقول الكلوية . ويبلغ طول الكلية في الشخص البالغ حوالى عشرة سنتيمترات وعرضها حوالي خمسة سنتيميرات وسمكها حوالي ثلاثة سنتيمترات.

ووظيفة الكلى هامة جدا، ومن العجيب أننا نستطيع الحياة في صحة جيدة بكلية واحدة ، والأعجب من هذا أن العلماء قد اكتشفوا أننا نستطيع ذلك بنصف كلية واحدة مادام ذلك النصف سليماً.

وتعتبر الكليتان إلى حد ما جزءاً من الدورة الدموية ، إلا أن العادة جرت على وصفهما كجهاز مستقل يسمى الجهاز البولى .

رأينا أن الجسم يحتاج إلى أكسجين وغذاء وماء لكي يعيش . ويستعمل الجسم هذه المواد الإنتاج طاقته الحيوية والبناء خلايا جديدة . وينتج في هذه العملية نفايات لا يحتاج إليها الجسم . فهناك نفايات الغذاء التي تخرج يوميا عن طريق الجهاز الهضمي ، وهناك ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج مع هواء الزفير ، كما أن هناك نفايات بحملها الدم ، يضر بعضها الجسم إذا بقي فيه زمناً طويلا . فهناك مثلا مادة تسمى البولينا تنتج من أيض البروتينات ، وهذه نفاية لابد من التخلص منها.

وحمض البوليك نفاية أخرى لابد من تخلص الدم منها . وقد يبدو من الغريب أن الجسم لابد له من التخلص من الماء ، حيث إنه في حاجة دائمة إلى الماء . ولذلك أسباب كثيرة :

فأولاً: إن بعض الماء الذي تشربه يستعمل في إذابة بعض النفايات مثل البولينا وحمض البوليك حتى يسهل خروجهما من الجسم.

وثانياً : يحتوي الجسم على ما يزيد على حاجته من الماء الذي يجب التخلص منه حتى لا يكون في الدم سوائل أكثر من اللازم .

وظيفة الكلى الأساسية : 

وعلى ذلك فوظيفة الكلى هي تخليص الدم من النفايات مثل البولينا وحمض البوليك مذابة في الماء . وزيادة على ذلك ، فإن الكلى تستخلص من الجسم ما يزيد على حاجته من مياه ، كما تحافظ على التوازن الكيموي للدم .

كيف تقوم الكلية بوظيفتها : 

ومن شدة أهمية هذه الوظيفة أن الدم يمر بالكليتين كل بضع دقائق ولزيادة الأمان والحرص نرى أن للكلية احتياطياً كبيراً ، حيث إن سدس الكلية فقط هو الذي يعمل في أي وقت من الأوقات .

وتوجد ثلاث أنابيب في جانب كل كلية: إحداها شريان كبير بحمل الدم المراد تنقيته ، والثانية وريد كبير يحمل الدم الذي تمت تنقيته ، والثالثة تسمى الحالب تحمل البول إلى المثانة.

وينقسم الشريان في الكلية إلى فروع تنتشر في الكلية وتتفرع إلى فروع أصغر فأصغر حتى تصير إلى أصغر نوع من الأوعية الدموية ؛ أي الشعيرات .

وإذا فحصنا هذه الشعيرات بالمجهر لرأينا أنها لا تنتشر على هيئة شبكة ما هي العادة ، بل نرى أن نحو خمسين من هذه الشعيرات تتجمع بعضها مع بعض على هيئة كرة مصمتة حولها حويصلة تتدلى منها أنبوبة دقيقة على هيئة « خية » . وكل هذه الأجزاء : الكرة والحويصلة والأنبوبة الدقيقة تشكل الوحدة.

الكلوية وتسمى "نفرون"، ويبلغ عددها في كل كلية أكثر من المليون. وفي أثناء مرور الدم في النفرون ، يستخلص منه الماء الذائب فيه النفايات مارا إلى الحويصلة ثم إلى القناة الملتوية حيث يزداد تركيزه ، ومن ثم يسمى البول.

ويمر البول بعد ذلك إلى أنابيب أكبر تصب في جزء مجوف في الكلية ومنه إلى أنبوبة تسمى الحالب إلى المثانة.

والمثانة عبارة عن كيس تتكون جدرانه من نسيج عضلي مطاط ، في قاعه فتحة تكون في العادة مقفلة تماما بعضلة دائرية تسمى عضلة المثانة العاصرة .

وعندما ترتخي هذه العضلة وتفتح ، يمر البول إلى أنبوبة تسمى قناة مجرى البول ، وبذلك يترك الجسم .

وقد يكون من العسير على الصبي الصغير التحكم في هذه العضلة الدائرية التي على باب المثانة ، أما الأطفال فلا يستطيعون ذلك على الإطلاق، ولذلك فإنه حالما تتجمع فيها كمية كبيرة من البول فإنه يتسرب إلى الخارج ، و بذلك تبتل ملابس الطفل ويتبوأ قمة كل كلية من الكليتين عضو صغير عجيب يشبه القبعة يبلغ طوله حوالي 3 سم ويسمي غدة الكظر.

ويتكون الكظر من جزأين: القشرة ومعناها الغطاء الذي يشبه لحاء الشجر، والنخاع ومعناه الجزء الأوسط .

ويفرز نخاع الكظر مادة تسمى هرمون الأدرينالين التي تؤثر في الجهاز العصبي وفي الدم.

أما القشرة فتفرز هرمون الكورتيزون. ومما يذكر أن الكورتيزون، وهو من أهم عقاقيرنا الحديثة، قد استخلص في مبدأ الأمر من قشرة كظر بعض الحيوانات. ولكنه يصنع الآن في المعامل الكيموية .