إن الغاية المحددة وعادة بذل المزيد من الجهد تشكلان قوة تثير خيال الناس   حتى الأكثر تخيلاً من بينهم، رغم أنهما مجرد مبدأين من المبادئ السبعة عشر للإنجاز الفردي.

   وقد ذكرت هذين المبدأين معاً لغاية واحدة هي: الإشارة إلى أن مبادئ تلك الفلسفة متصلة ببعضها كحلقات السلسلة، وأن مجموع هذه المبادئ يؤدي إلى اكتساب قوة هائلة لا يمكن الحصول عليها بتطبيق أي مبدأ منها على حدة.

     وسوف نقوم الآن بتحليل قوة الغاية المحددة والمبادئ النفسية التي اشتقت منها هذه القوة

الافتراض الأول

  نقطة البداية لكل الإنجازات الفردية هي تبنى غاية محددة وخطة محددة لتحقيقها.

الافتراض الثاني

كل الإنجازات هي نتاج حافز واحد أو مجموعة من الحوافز، وهناك تسعة حوافز رئيسية تتحكم في كل الأفعال التطوعية (وقد تم توضيح هذه الحوافز آنفاً في الفصل الثاني).

الافتراض الثالث

إن أية فكرة، أو خطة، أو غاية مهيمنة ترسخت في العقل - وذلك من خلال تكرار التفكير فيها، وإضفاء العاطفة عليها من خلال رغبة متأججة في تحقيقها - يتولاها العقل الباطن ويعمل من منطلقها، ومن ثم يتم إكمالها إلى ذروتها المنطقية بأية وسائل طبيعية متاحة.

الافتراض الرابع

أية فكرة، أو خطة، أو غاية مهيمنة ترسخت في العقل الواعي ودعمت بإيمان مطلق في واقعيتها، يتولاها العقل الباطن على الفور ويعمل من منطلقها. ولا يوجد سجل يبين أن هذا النوع من الرغبات سبق له أن ترك دون تلبية.

الافتراضي الخامس

قوة التفكير هي الشيء الوحيد الذي يستطيع أي امرئ التحكم فيه تحكما تاماً لا نزاع فيه - وهي حقيقة قد توحي لبعض الناس بأن هناك حاجة لوجود علاقة وطيدة بين عقولهم وبين الذكاء المطلق، ويكون الرابط بينهما هو الإيمان.

الافتراض السادس

يمكن بلوغ العقل الباطن من خلال الإيمان والتعليمات المقدمة، وذلك كما لو أنه شخص أو كيان تام في ذاته.

الافتراض السابع

الغابة المحددة، المدعومة بالإيمان المطلق، تعد شكلاً من أشكال الحكمة، وتفعيل الحكمة يحقق نتائج إيجابية.

المزايا الكبرى للغاية المحددة

 إن الغاية المحددة تُكسب المرء الاعتماد على الذات، والمبادرة الشخصية، والخيال، والحماس، والانضباط الذاتي، وتركيز الجهود. وكل هذه الأشياء متطلبات أساسية لتحقيق النجاح المادي.

   وهي تحث المرء على تنظيم وقته، وتخطيط كل المساعي اليومية كي تقوده إلى تحقيق غايته المحددة في الحياة.

   وهي تجعل المرء أكثر انتباهاً للفرص المتصلة بالهدف من غايته الكبرى، وتلهمه التشجيع الضروري للعمل على اغتنام الفرص متى ظهرت.

   وتلهمه التعاون مع الآخرين.

   وتمهد الطريق لممارسة الحالة العقلية المعروفة بالإيمان ممارسة تامة، وذلك يجعل العقل إيجابياً وتحريره من قيود الخوف، والشك، والتردد.

   وتقدم للمرء وعياً بالنجاح، والذي لا يمكن لأحد بدونه أن يحقق النجاح الدائم في أي مسعى.

   وتقضي على عادة التسويف الهدامة.

    وأخيراً، تؤدي مباشرة إلى اكتساب أول ثروة من الثروات الاثنتي عشرة، ألا وهي التوجه العقلي الإيجابي، والمحافظة عليها.

   وتلك هي الخصائص الرئيسية للغاية المحددة، رغم أن لها العديد من الخصائص والاستخدامات الأخرى، وهي متصلة مباشرة بالثروات الاثنتي عشرة؛ لأنها لا تكتسب إلا من خلال تحديد الغاية.

  ولتقارن مبدأ الغاية المحددة بالثروات الاثنتي عشرة، الواحدة تلو الأخرى، ولتلاحظ مدى ضرورته لنيل كل واحدة منها، ثم أعد قائمة بأسماء أصحاب الإنجازات البارزة الذين أنجبتهم هذه البلدة، ولتلاحظ كيف أكد كل واحد منهم   على بعض الغايات الكبرى كأهداف لمساعيهم.

   فركز "هنري فورد" على إنشاء أول شركة لصناعة سيارات موثوق بها وقليلة الثمن. وكرس "توماس إديسون" جهوده للاختراعات العلمية، وكرس " أندرو كارنيجي جهوده لتصنيع الصليب وبيعة. وركز "إف. دبليو. وولورث" جهوده   على إنشاء متاجر عامة واسعة النطاق، أما "فيليب أرمور" فقد انصبت جهوده

على تعبئة اللحوم وتوزيعها. وركز "وليام راندولف هيرست" على الصحف، أما "ألكسندر جراهام بيل" فركز على اختراع أول هاتف.

   وفي عصرنا الحالي، يتدرب كل مشارك في الألعاب الأوليمبية لغاية كبرى واحدة يضعها نصب عينيه.

   وفي ماضينا التاريخي، اعتمدت أمتنا على الغايات الكبرى لكل من "جيفرسون"، و"لينكولن"، و"واشنطن"، و"باتريك هنري"، و"توماس بين"، الذين كرسوا حياتهم، وثرواتهم أحياناً، من أجل حرية بقينا.

   ويمكن زيادة هذه القائمة إلى أن تحوي أسماء كل القادة الأمريكيين العظماء الذين أسهموا في تأسيس أسلوب الحياة الأمريكي على النحو الذي نعهده الآن وننتفع به.