كل شخص أحرز نجاحاً كبيراً يملك أنا حسنة التطوير وعالية الانضباط، ولكن هناك عاملا ثالثا يتعلق بالأنا ويحدد قدرتها على الخير أو الشر، ألا وهو التحكم الضروري في الذات لتمكين المرء من توجيه قواه نحو أية غاية منشودة.

     ونقطة البداية لكل الإنجازات الفردية تكون عبارة عن خطة ما يمكن أن تلهم أنا المرء بـ "وعي بالنجاح". ولا يستطيع المرء النجاح دون تطوير الأنا الخاصة   به على نحو صحيح، والتأثير فيها بالهدف من الغاية، وتخليصها من كل أشكال القيود ، والخوف، والشك، التي تؤدي إلى تشتيت قوة الأنا.

    والإيحاء الذاتي ( أو التنويم الذاتي) هو الوسط الذي يمكن للمرء به مواءمة الأنا الخاصة به مع أي معدل مرغوب من الذبذبات وشحنه لتحقيق أية غاية منشودة.

وإذا لم تفهم الأهمية الكاملة لمبدأ الإيحاء الذاتي، فسوف تغفل عن أهم جزء في هذا التحليل، لأن قوة الأنا تحشد بالكامل من خلال تطبيق الإيحاء الذاتي.

وعندما يبلغ هذا الإيحاء الذاتي حالة الإيمان، تصبح قوة الأنا بلا حدود.

وتبقى الأنا حية ونشطة، وتمنح القوة من خلال تغذيتها باستمرار. وكما هي حان الجسد المادي، لا يمكن للأنا أن تحيا بدون غذاء.

وتجنب تغذيتها بغاية محددة.

وتجب تغذيتها بمبادرة شخصية.

وتجب تغذيتها بالعمل المستمر، وذلك من خلال خطط متقنة التنظيم.

وتجب دعمها بالحماس

وتجب تغذيتها بالرعاية المنضبطة، والموجهة نحو غاية محددة.

ويجب التحكم فيها وتوجيهها من خلال الانضباط الذاتي.

ويجب دعمها بتفكير دقيق.

ولا يمكن لأحد أن يتقن أي شيء أو يصبح سيداً على أي أحد ما لم يصبح سيداً على الأنا الخاصة به.

  ولا يمكن لأي أحد التعبير عن نفسه بلغة الرخاء بينما قوة الفكر الخاصة به مكرسة لبقاء "وعي بالفقر". ورغم ذلك، يجب على المرء ألا يغفل حقيقة أن   عديداً من الأثرياء بدءوا حياتهم فقراء، وهي حقيقة توحي بأن الفقر وكل المخاوف الأخرى يمكن التغلب عليها وإقصاؤها عن التدخل في شئون الأنا.

    وباختصار، يمكن أن توجد "الأنا" في الآثار المركبة لكل مبادئ الإنجاز الفردي الموصوفة في هذه الفلسفة، ومنسقة في وحدة واحدة من وحدات القوة والتي يمكن توجيهها إلى أية غاية منشودة لأي فرد متول السيادة العامة على الأنا الخاصة به.

      وأنا أعدك لتقبل حقيقة أن أهم قوة متوافرة لك - والقوة التي ستحدد ما إذا كنت ستنجح أم تفشل في حياتك - هي التي يمثلها الأنا الخاصة بك.

وأعدك أيضاً لتنحي ذلك المعتقد البالي الذي يربط الأنا بممارسة حب الذات، والغرور، والابتذال، وأن تدرك حقيقة أن الأنا أهم من الجزء الخارجي من المرء  ذي المواد الكيميائية التي تساوي بضعة دولارات، والتي يتكون منها الجسد المادي.

     والجنس قوة إبداعية عظيمة لدى جميع البشر. وهو مرتبط بلا شك بالأنا، ويعد جزءاً مهماً منها. وقد اكتسب كل من الجنس والأنا سمعة سيئة لأن كليهما قابل للتطبيق الهدام كقابليتهما للتطبيق البناء، وقد أساء استخدامهما الجاهلون منذ بداية التاريخ. والأنانيون الذين جعلوا أنفسهم يبدون عدوانيين خلال تعبيرهم عن الأنا الخاصة بهم هم من لم يكتشفوا كيفية الاتصال بهذه الأنا بأسلوب يجعل استخدامها بناءً

قانون قوة العادة الكونية

   والتطبيق البناء للأنا يجري من خلال تعبيرات عن آمال المرء، ورغباته، وأهدافه، وطموحاته، وخططه، لا من خلال التفاخر أو ممارسة حب الذات. وشعار من يحكم السيطرة على الأنا الخاصة به هو" الأفعال، لا الأقوال".

   والرغبة في أن تصبح عظيماً، ومعروفاً، ومتمتعاً بقوة شخصية تعد رغبة صحية، ولكن التعبير الصريح عن اعتقاد المرء بعظمته يعد علامة على أنه لم يحكم السيطرة على الأنا الخاصة به، وأنه سمح للأنا بتولي السيطرة عليه، وكن واثقاً بأن أي ادعاء للعظمة ما هو إلا قناع يخفي به المرء بعض المخاوف أو عقدة نقص لديه.