وهذا الأسلوب يعتبر أفضل أسلوب يمكن اتباعه لإسكات الغضب الناتج عن إحساس الشخص باستهانة الآخرين به وتغاضيهم عنه وتهميشه . ومشكلة هذا الشخص في الأساس هي أنه يريد من يوليه الاهتمام، وهو على استعداد لفعل أي شيء للوصول إلى هذا، وعدم الاهتمام بمثل هذا الشخص يحطم الأنا لديه ويجعله يشعر بعدم أهميته للأخرين وعدم حاجة الآخرين له .

ولو تتذكر فقد قلنا من قبل إن الرغبة في الشعور بالأهمية هي رغبة تسيطر على كل شخص منا ، ولذلك فإن أفضل وسيلة للتعامل مع شخص يشعر بتهميش الآخرين له وعدم اكتراثهم به في أن تستخدم سلطتك المحدودة على الآخرين لتجعله يشعر بأهميته من خلال إيلائه مزيدا من الأهمية ، ومن أفضل الطرق لفعل هذا أن تساله المساعدة وأن تطلب منه رأيه ونصيحته ، ومثل هذا الإجراء سيبدد غضب الشخص في الحال، ويغير موقفه تماما من موقف سلبي إلى موقف إيجابي. ودعني الآن أعطك مثالا واقعية لاستخدام هذا الأسلوب .

لي صديق يدعی هارولد میلر ، مشرف عمال بأحد الأقسام ، وكان لدى هارولد موظف يعاني من انخفاض روحه المعنوية وقد أخبرني بذلك قائلا : جاك موظف ممتاز جدا ، ولا أريد أن أخسره ، ولكن مشكلة جاك هي أنه تم تجاوزه في الترقية المنصب مشرف منذ شهرين مضيا، ومنذ ذلك الحين وهو متبرم من هذا ، وعلى الرغم من أنه موظف ممتاز في موقعه، ولكنه وصل إلى غاية جهده: فهلا أعطيتني بعض الأفكار، أستطيع من خلالها التعامل مع جيم؟

فأجبته قائلا : أوكل إليه مهمة بحيث يلاحظه الآخرون، وبذلك يمكنه أن يستعيد شعوره بأهميته، حتى لو كانت هذه المهمة مؤقتة أو يقضي فيها بعض وقت العمل وليس الوقت كله . وعلى سبيل المثال اجعله مسؤولا عن مراجعة قواعد الأمان أو إجراءات الجرد الخاصة بقسمك ، أخبره أنك تريد نصائحه لأنك تقدر أراءه كثيرا نظرة لخدمته المخلصة للشركة والتي دامت لفترة طويلة ، ادفع له مزيدا من المال مقابل القيام بهذه المهمة إذا كان ذلك بالإمكان.

وإذا لم يكن هذا ملائما حاول أن تجد له مشروعا خاصا يتضمن مسؤوليات إضافية ويكون ملحوظة من قبل الآخرين ، وأفضل شيء بالنسبة له أن يتولى تلك الأعمال التي تتطلب إصلاح عيب أو تقويم خلل . وما عليك إلا أن تتأكد من أن العمل الذي يتولاه يجعله يشعر بأهميته وأن يكون ملحوظا من قبل الموظفين الآخرين أيضا .

هل استفاد هارولد ميكر من هذا الأسلوب؟ بالطبع استفاد ، فعندما شعر جاك بأهميته، وهو ما كان يحتاج إليه كثيرا ، سكت عنه غضبه وعادت الأمور إلى نصابها الصحيح في الحال . وبمجرد أن تم علاج كبرياء جاك المجروحة نسي كل ما يتعلق بمنصب المشرف الذي ضاع منه.

وأنت أيضا يمكنك أن تستفيد من هذا الأسلوب أيضا ، وما عليك إلا أن تولى اهتماما بالشخص الغاضب الذي يشعر بالاستخفاف به وتهميشه . إشعار الشخص بأهميته هي لعبة قوة لا تخطيء أبدا ، فهي تنجح في كل الأوقات ومع جميع الأشخاص دون استثناء.