يجب أن تكون لديك خطة. الخطة هي الخريطة، وهي المرشد، وهي الهدف، وهي نقطة التركيز، وهي الطريق، وهي الوجهة والاتجاه والاستراتيجية. إنها المؤشر الذي سوف تفعله، والمكان الذي سوف تتواجد فيه لفترة من الوقت. إن سمحت لحياتك بأن تتخلص من كل هو بال فسوف تنطلق مع التيار بأقصى سرعة. حسناً، لا أدعي أن كل الخطط سوف تنجح، وأن كل الخرائط سوف تقود إلى الكنز. ولكنك على الأقل سوف تحظى بفرصة أفضل إن كنت تملك خريطة وأداة بحث بدلاً من أن تبحث بشكل عشوائي، أولا تبحث على الإطلاق كما يفعل معظم الناس.

إن الخطة تشير إلى أنك تملك قدراً من التفكير بشأن الحياة، وأنك لا تكتفي بانتظار حدوث شيء ما. أو ثانية – كما يفعل معظم الناس – لا تفكر حتى بما يجري، وإنما تفاجأ دائماً بما يطرأ عليك. يجب أن تفكر فيما تريد، وتخطط له، وتعد خطوات لإنجاز هدفك، وتنطلق في الطريق الصحيح. إن لم تضع خطتك، فسوف تبقى حلماً.

إذن ما الذي سيحدث إن لم تكن لديك خطة؟ حسناً، سوف يزداد لديك الشعور بأنك لا تملك زمام نفسك، وما إن تملك خطة، فسوف توضع كل الأمور في نصابها الصحيح. وبمجرد أن تملك خطة، فسوف تصبح الخطوات المنطقية لتنفيبذها متوفرة، وقابلة للتحقق. إن الخطة ليست حلماً – إنها شيء تعزم على أدائه ولا ترغب في أدائه. كما أن امتلاك خطة يعني أنك قد فكرت ملياً فيما يجب عليك عمله.

إن مجرد اقتناء خطة لا يعني بالطبع أنك يجب أن تلتزم بها، وتتبعها، وتطيعها حرفياً بغض النظر عن كل المجريات. إن الخطة تبقى دائماً خاضعة للمراجعة والتحسين والتغيير كلما اقتضت الضرورة، أو رغبت أنت في ذلك. إن الخطة لا يجب أن تكون صارمة. إن الظروف تتغير وأنت تتغير، والخطة تتغير، وتفاصيل الخطة لا تهم. وإنما امتلاك خطة هو الذي يهم.

إن امتلاك خطة سوف يمنحك نقطة رجوع تلجأ إليها. عندما تصبح الحياة محمومة – وكم يحدث ذلك – سوف يسهل أن ننسي ما جئنا ممن أجله. إن امتلاك خطة يعني أنه عندما تنقض عليك الحياة بمصاعبها سوف تستطيع أن تتذكر دائماً "الآن ما الذي كنت أفعل؟ أجل نعم، تذكرت، لقد كانت خطتي هي أن ..." وهكذا سوف تجد نفسك تعود إلى نقطة الرجوع في الطريق الذي رسمته لنفسك.