الإجهاض

 الإجهاض هو فقد حياة الجنين أو الطفل تلقائياً. وإذا وقع بعد الأسبوع العشرين من الحمل يطلق عليه "وفاة الطفل داخل الرحم". والإجهاض أو ما يعرف طبياً باسم "الإجهاض التلقائي" هو أمر شائع ويقع لحوالي 20٪ من حالات الحمل ويشيع حدوثه خلال الأسابيع الأولى من الحمل. (إن نسبة تصل إلى 45 % من حالات الحمل يحدث لها الإجهاض لدرجة أن كثيرات من هؤلاء النساء                      لا يدركن متی حملن إلا عند حدوث الإجهاض).

في كثير من الأحيان لا يعرف سبب الإجهاض. وتزداد المشكلة إنتشاراً بعد سن ال 35 عاماً. إن حدوث إجهاض واحد لا يزيد قابلية حدوث إجهاض للحمل التالي، وكذلك إذا حدث إجهاضان فهذا لا يزيد تلك القابلية أكثر، ولكن إذا حدثت ثلاثة إجهاضات أو أكثر دون الحصول على مولود حي واحد فهذا فقط يعني أن خطر حدوث الإجهاض في المرات التالية يتزايد بشكل ملحوظ.         وحتى في هذه الحالة فإن حوالي نصف أولئك النساء يرزقن ولو بطفل حي واحد.

ما بين 35 و50% من حالات الإجهاض خلال الشهرين الأولين من الحمل تحدث بسبب عيوب جينية (وراثية شديدة) في الجنين. والأسباب الأخرى تشمل :

* مشکلات في الرحم أو عنق الرحم.

*اضطرابات هرمونية.

*و حالات عدوى فيروسية أو بكتيرية.

* تناول العقاقير المخدرة.

*التعرض لسميات البيئة مثل الرصاص والزرنيخ والفورمالدهید.

وأياًً كانت الأسباب فإن الإجهاض قد يسبب أضراراً نفسية بالغة.                            ومن الأخبار السعيدة أن معظم السيدات اللاتي يصادفن إجهاضات يحملن بطريقة طبيعية بعد ذلك. حتی النساء اللاتي تعرضن لأربعة إجهاضات متتالية فمازال لديهن فرصة بنسبة 60 / للحمل بصورة طبيعية للمرة الخامسة.

كوني على اتصال بطبيبكِ إذا صادفكِ أو لاحظتِ أياً من الأعراض الآتية خلال المرحلة الأولى من الحمل (حتی ۱۲ أو ۱۳ أسبوعاً من الحمل)، والتي            قد تكون من أعراض الإجهاض :

*نزيف (شديد): في بعض الأحيان يأتي النزيف بعد نزول إفراز بني اللون.

* ألم في أسفل الظهر.

* إختفاء أعراض الصباح المصاحبة للحمل واختفاء تضخم الثديين وبقية علامات الحمل.

ورغم أن حدوث تلك الأعراض قد ينبئك باحتمال الإجهاض، إلا أن مجرد حدوثها لا يعني بالضرورة أنك سوف تتعرضين للإجهاض؛ فالكثيرات من النساء يمضين في حملهن بطريقة طبيعية رغم كل هذه الأحداث ولهن أطفال أصحاء.

النزيف المهبلي على وجه الخصوص لا يعني دائماً أن الإجهاض على وشك الحدوث.

فإذا تشككتِ في أنك على وشك الإجهاض إتصلي بطبيبك. وتوقفي عن ممارسة العلاقة الزوجية والأنشطة المرهقة. فإذا ما توقف الدم والألم فمن المحتمل عودتك إلى طريق الحمل الطبيعي العادي.

وإذا لم يسعفك العلاج الطبي في إيقاف إجهاض وشيك الحدوث، فقد تحتاجين إلى عملية توسيع وكحت لتنظيف الرحم مما بقي فيه من أنسجة إذا كان الإجهاض غير كامل. وسينصحك طبيبك بالتريث والانتظار قبل الدخول في حمل جدید (عادة لمدة دورتين أو ثلاث دورات شهرية).

وفاة الطفل داخل الرحم

وفاة الطفل بعد الأسبوع العشرين (الشهر الخامس) وحتى موعد الولادة يسمى وفاة الطفل داخل الرحم ولا يسمى إجهاضاً، ووفقا للإحصاءات فإن هناك ۷٫۳ وفيات داخل الرحم مقابل كل ألف طفل يولدون أحياء، وذلك ما قررته مراكز السيطرة على الأمراض. ومن المحزن أن السبب في ذلك غير معروف في نصف عدد هذه الحالات من الوفيات.                                                                                           أما البقية الباقية من وفيات الأطفال داخل الرحم فلها علاقة بالجينات الوراثية أو العيوب الخلقية أو العدوى الميكروبية أو مشاكل تخص المشيمة أو الحبل

السري.

الحبل السُري هو حبل الحياة بالنسبة للجنين فعن طريقه يستمد الطفل الغذاء والأكسجين ونادراً ما تحدث أية مشكلات خطيرة من الحبل السري.                     ولكن إذا زادت حركة الجنين بشدة قرب المشيمة فقد يتسبب ذلك في ثني الحبل السري أو حدوث عقدة به، والتي تتعارض مع سريان الأكسجين والعناصر الغذائية من خلاله. أو قد لا تحدث مشكلة بالحبل السري إلى أن يبدأ الطفل في النزول إلى أسفل في قناة الولادة وعندها يتعرض الحبل السري للعصروالإنضغاط أو أن يلتف حول رقبة الطفل فيسبب إختناق الطفل.                                            "الحبل السري المتدلي"أو تدلي الحبل يحدث عندما يتدلى الحبل في المهبل قبل نزول الرأس والطفل فيتسبب في غلق مسار الأوكسجين والدم "تدلي الحبل حادثة من حوادث الحمل التي لا تتكرر غالباً في أي حمل قادم".

وقد يكون سبب وفاة الطفل في الرحم بسبب مشاكل في المشيمة إما انفصال المشيمة وإما تقدم المشيمة السفلية وغلقها لقناة الولادة.                                                            في الحقيقة إن موضع إستقرار المشيمة يعتبر أمراً خاضعاً للمصادفة.                        أما العوامل الخاصة بالأم مثل عامل السن والتدخين وضغط الدم العالي ومكان الجراحة السابقة في الرحم، فهي عوامل خطورة تزيد قابلية حدوث حالات انفصال المشيمة ، والمشيمة السفلية. كما أن حدوث حالات انفصال المشيمة        أو المشيمة السفلية في وقت سابق يزيد فرصة وقوعها مرة ثانية في الحمل التالي خاصة إذا ظلت عوامل الخطورة موجودة.

هناك العديد من الأعراض التي تدل على أن هناك شيئاً خطأ في هذا الحمل. فمن الممكن أن تلاحظى نزيفاً مهبلياً أو تقلصات وآلاماً وخزية في الحوض،        أو ألماً في أسفل الظهر أو البطن ومن الممكن أن تعتقدي أن طفلك لم يتحرك خلال أكثر من 24 ساعة.                                                                                         ولكنكِ عندما تنقلين قلقكِ هذا إلى طبيبك سيقوم بإستطلاع هذا الموضوع ويتأكد من حركة الجنين ودقات قلبه.

ومهما كان السبب فإن وفاة الطفل في الرحم تُعتبر من أصعب التجارب النفسية التي يمكن أن تمري بها خاصة إذا مضيتِ في حملك دون أن تدركي أن لديكِ مشكلة. ونعود فنقول إنه لمن الأخبار السعيدة أن أغلب السيدات اللاتي حدثت لهن وفاة للطفل في الرحم يمكنهن أن يحملن ويلدن مرة أخرى بصورة طبيعية.

العيوب الخلقية

 العيوب الخلقية هي حالات غير عادية تتراوح ما بين عيوب خلقية بالقلب وتشوهات بالعظام إلى اضطراب كيمياء الجسم، ومن الممكن أن تكون بسيطة        أو خطيرة. بعضها قد يسبب أمراضاً مزمنة مميتة أو إعاقة بدنية أو ذهنية أو حتى الوفاة المبكرة. وتوجد حوالي 3٪ من كل حالات الحمل تتضمن نوعاً ما من العيوب الخلقية ولكن أغلبها حالات طفيفة (مثل الإصبع الزائد؛ السادس).

أما العيوب الخلقية الخطيرة، والتي تسبب موت الجنين أو الطفل، فتحدث بمعدل واحدة من كل ۷5 إلى ۱۰۰ ولادة.

أحيانا لا يوجد بيد أي إنسان ما يفعله لمنع العيوب الخلقية وحدوثه لأي مولود. فرغم أنكِ ملتزمة بمتابعة الحمل جيداً وتأكلين الطعام المناسب ولا تدخنين ولا تتناولين أدوية ضارة ولكنكِ تظلين معرضة لوجود طفل مصاب بعيب خلقي. العيوب الخلقية قد تكون وراثية أو بسبب مشكلة في الرحم (ناتجة عن حالة عدوي على سبيل المثال) وقد تكون البيئة سبباً فيها كأماكن تصنيع الكيماويات         أو غبار المصانع.                                                                                                               العلماء لا يعلمون سبب حدوث كثير من تلك ال3 آلاف من العيوب الخلقية المختلفة ولكنهم يعرفون كيف يمكن المساعدة على منعها أو إصلاح بعضها.

إذا اكتشفت بطفلك عيباً خلقياً فقد يصيبك صدمة عصبية وخوف وغضب وأسف شديد بداخلك. في هذه الحالة تحتاجين إلى التحدث إلى أحد زوجك            أو طبيبك المعالج أو رئيسك أو أي أحد يمكنك استشارته.                                  

وهناك آباء آخرون غيرك تقبلوا الوضع وتفهموه جيداً ويمكنهم مساعدتك.         

من البداية يجب أن تكوني متفتحة العقل في الحديث مع أصدقائك وجيرانك وأفراد أسرتك عن حالة طفلك. إن تحدثك بصراحة وبحب عن طفلك سوف يساعد الآخرين على أن يكونوا سلسين في تقبل حالته بصدر رحب.

وفي الوقت الذي لا يمكن فيه إصلاح بعض العيوب الخلقية تماماًً فهناك الكثير منها الذي يمكن إصلاحه إلى درجة كبيرة.

الجراحة لحديثي الولادة المصابين بعيوب خلقية أصبحت الآن موضع الإعتبار في إصلاح عيب الشفة الأرنبية وعيوب سقف الحلق وتشوهات القدم وعيوب القلب الخلقية وإنسداد الأمعاء وحالات أخرى كثيرة.                                            معادلة الكيماويات بواسطة الأدوية والهرمونات والفيتامينات والمكملات الغذائية أو الإقلال من بعض المواد الغذائية كل تلك الوسائل يمكن أن تكون فعالة.

وبالإضافة إلى العيوب الخلقية التي تعالج بعد الولادة فهناك مجال آخر للعلاج داخل الرحم للذين لم يولدوا بعد وتشمل :

*أدوية لعلاج هبوط قلب الجنين.

* نقل الدم لعلاج حالات أمراض الدم المتعلقة بعامل (Rh)  داخل الرحم .

*هرمونات وفيتامينات لعلاج المشاكل الناتجة عن سوء التغذية وسوء التمثيل الغذائي.

* جراحات داخل الرحم (ما زالت تحت التجربة) لعلاج العيوب الخلقية داخل الجنين.

إحترس

السيدات الحوامل المعرضات للتلوث بالمذيبات العضوية في أماكن العمل يكنّ بالتالي معرضات بدرجة أكبر بكثير لخطر ولادة أطفال مصابين بعيوب خلقية. وذلك وفقاً لما أورده باحثون بجامعة تورونتوكندا. وإعلمي أن رئيسك في العمل مكلف قانوناً بأن يزودك (عند الطلب) بقائمة تتضمن جميع المواد الكيميائية التي يمكن أن تتعرضي لها أثناء عملك.