العلاج التعويضي الهرموني: نعم أم لا؟

يتفق أغلب الخبراء على أن مرحلة انقطاع الطمث لا تعد مرضاً يحتاج إلى علاج. ولكنها مرحلة إنتقالية طبيعية، صارت للأسف الشديد، مرتبطة في أذهان كثير من الناس بمفاهيم وأفكار خاطئة ورموز سلبية. ولكن إذا كان واضحاً أنك تدخلين بالفعل إلى تلك المرحلة بمعاناة حقيقية من أعراض مزعجة مؤرقة فقد حان الوقت لتقرري ما سوف تفعلينه بشأنها.

والهدف من العلاج التعويضي هو تعويض الإستروجين الذي يفتقده الجسم خلال رحلة إنقطاع الطمث، وتخفيف الأعراض التي تعانيها المرأة في تلك المرحلة مثل الهبات الساخنة، وحماية المرأة من المحاذير والأضرار الصحية المرتبطة بإنخفاض مستويات الهرمون بما فيها أمراض القلب وهشاشة العظام. ولكن من الصحيح أيضاًً أن العلاج التعويضي الهرموني يسبب النزيف المفاجئ خاصة عند توقفه ويسبب آلاماً بالثديين ويمكن أن يسبب أمراضاً أخرى أكثر خطورة مثل سرطان الثدي.

ويوجد بالفعل ۲۰۰ نوع من الإستروجين وهي عائلة من الهرمونات التي توجد في البشر وفي الحيوانات، وحتى النباتات. وتوجد ثلاثة أنواع شائعة من الإستروجينات البشرية وهي:

* إسترادیول Estradiol

* إسترون Estrone

* إستريول Estriol

والإستراديول هو أقواها جميعاً. وينتج أغلبه في المبيضين ثم يسري مع تيار الدم. وقد كان يعتقد سابقاًً أن الإستروجين يؤثر فقط على الجنس والإنجاب. ولكن العلماء يعرفون اليوم أن الإستروجين يؤثر على خلايا المخ والعظام والجهاز القلبي الوعائي بكامله.

ما هو نوع العلاج التعويضي الهرموني المناسب لكِ؟

عندما تصلين إلى سن اليأس من المحيض، فإن تعویض الإستروجين وحده يعرضكِ إلى خطر الإصابة بسرطان الرحم الذي يرتبط بالإستروجين.                  ولهذا السبب ففي حالة عدم إجراء إستئصال لرحمكِ ، فإن العلاج التعويضي الهرموني يجب أن يتضمن إعطاء هرمون البروجستيرون الذي يحمي رحمكِ من الآثار الضارة للإستروجين.

والآن، إذا قررت تناول العلاج التعويضي الهرموني (HRT) فإن السؤال التالي هو: ما نوع العلاج المطلوب؟ ... من المعتقد أن البريمارين هو من أفضل الأنواع المعروفة من الإستروجين. وهو يستخرج بصورة نقية من بول إناث الخيل الحوامل، ويعطي في جرعات من 0 , 6۲۰ ملجم و ۱٫۲۰ ملجم، ويحتوي على إستروجينات عديدة. ولكن توجد إعتراضات من بعض النساء على إستعمال هذا المستحضر بزعم أن طريقة تحضيرة تشوبها القسوة على الحيوان ! بينما تعتقد نساء أخريات أن مثل ذلك المستحضر يعتبر غير طبيعي(وبالتالي غير مناسب للإنسان) وهناك بعض الدراسات التي تفترض أن البريمارين ربما يقي من مرض ألزهايمر (ولا ينطبق ذلك على الإسترادیول).

وإن أكثر أنواع الإستروجينات البشرية شيوعا (۱۷-بیتا- إسترادیول). هو النوع الوحيد الذي تم تخليقه في صورة فعالة بدرجة كافية للعلاج التعويضي. ويتم إنتاجه من نباتات اليام، ويباع تحت اسم إستريس.

وفي حين أن جميع صور اللصقات والكريمات الإستروجينية تحمي العظام،

فإن أقراص البريمارين والإستريس تعتبر الأكثر فعالية في الوقاية من أمراض القلب لأنها بعد إمتصاصها من الأمعاء تمر على الكبد ليتم التعامل معها، والكبد هو بالذات المكان الذي يتم فيه التحكم في نسب الكوليسترول (أما اللصقات والكريمات الجلدية فلا تمر مكوناتها الفعالة على الكبد).

أما الإسترون فهو صورة من الإستروجين ويشتق من النوع الأولي من الهرمون الذي ينتجه المبيضان بعد سن انقطاع الطمث، ويمكنه تخفيض الأعراض وحماية العظام من الإصابة بالهشاشة، ولكن الإسترادیول له فعالية في الجسم تزيد عن فعالية الإسترون مائة مرة إذا وضعنا اختلاف الجرعات في الاعتبار. هذا ويجب إعطاء جرعات مختلفة من الإستروجينات المختلفة للحصول على نفس التأثير على العظام. وإن جرعة من نوع معين من الإستروجين التي تقي عظام الرسغ من الهشاشة قد لا تقي عظام الورك، وجرعة أقل من نوع مختلف من الإستروجين قد تقي الورك ولا تقي الرسغ.. وهكذا.

أما الإستروجينات النباتية التي توجد في فول الصويا وبعض الأعشاب فلم يتم تقييمها بشكل كامل حتى الآن.

البروجستينات البروجستين هو عائلة من المواد التي لها تأثيرات بروجستينية. وهي أقل تنوعاً من عائلة الإستروجين. ومن أشهر الأسماء التجارية المعروفة دواء بوفيرا Provera وهناك الى "إيجستين Aygestin. ومعظم البروجستينات توجد في الوسائل الفمية التنظيم النسل (أي الحبوب) مضافة إلى أحد الإستروجينات الذي يكون أقوى من البريمارين 6-8 مرات.

والبروجستيرون الطبيعي ليس جيد الامتصاص إذا أعطي عن طريق الفم، وفي هذه الحالة يعطي بجرعات من 100 إلى ۲۰۰ ملجم يومياً. والبروجستينات التخليقية مثل البروفيرا تعطی بجرعات من ۲٫5 إلى 5 مجم يومياً. ولا تعطي تلك البروجستينات التخليقية عن طريق المهبل. ويمكن إعطاء بعض البروجستينات الطبيعية عن طريق المهبل أو المستقيم مرتين يومياً وإن كان لها بعض العيوب. ويوجد حالياً شكل جديد في الإستروجين: يعطى على شكل حلقة تسمى (إيسترنج) يتم دخالها إلى المهبل حتى سقفه العلوي، وهي تطلق المادة الهرمونية لفترة تستمر حتى ثلاثة شهور. ويمكن إزالتها بسهولة عند الضرورة.

معدلات مستقبلات الإستروجين الإختيارية

وهي من أحدث أنواع العلاج التعويضي الهرموني التي تعطي بعضا من الحماية        من هشاشة العظام التي يعطيها الإستروجين  وربما بدون زيادة قابلية أو خطر الإصابة بسرطان الثدي التي قد  يسببها الإستروجين. وفي الحقيقة فإن رالوكسيفين واسمه التجاري أيفستا قد قلل قابلية الإصابة بسرطان الثدي           (لدی  للاتي أجريت عليهن دراسات عن هشاشة العظام) بأكثر من 50  بالمائة. وهذا ما أظهرته إحدى الدراسات الحديثة.

وتقوم تلك العوامل بتعديل مستقبلات الإستروجين  المتخصصة. والرالوكسيفين لا ينبه مستقبلات في الثدي وبطانة  الرحم وبالتالي فهو لا يسبب نمو خلاياهما (أي لا يسبب  سرطان الثدي). ومن ناحية أخرى فإن تاموکسيفين ينبه  مستقبلات في بطانة الرحم ولكن ليس الثدي.

وبشكل مشابه أو "مقلد" للإستروجين فإن الرالوكسيفين يعمل عن طريق الإتصال أو "الإلتصاق "بأحد مستقبلات الإستروجين مثلما يدخل المفتاح في القفل. وعندما تتم هذه العملية في الثدي والرحم فإن الرالوكسيفين يوقف مفعول الإستروجين أو يعطله عند تلك المواضع أو المستقبلات بأن يمنع الإستروجين من الإرتباط بتلك المستقبلات. وهذا هو سر خاصيته المميزة وقدرته على مكافحة السرطان (إذ إن أوراماً كثيرة في الثدي تم تنشيطها بالإستروجين).

إحترس

النساء اللاتي لديهن تاريخ سابق من الإصابة بجلطات الدم في الأوردة يجب ألا يتناولن الرالوكسفين أو الإستروجين أو التاموكسفين دون إستشارة الطبيب وهذا يتوقف علي وقت ومكان وسبب حدوث الجلطات .وقد ينصحك الطبيب بتجنب تلك الأدوية .وقد لا ينصحك بذلك .

 

 

وفي الوقت نفسه تفيد النتائج الأولية لدراسة أجريت على أكثر من ١٢ ألف امرأة أن الرالوکسیفن يزيد كثافة العظم بنسبة تصل إلى 3 بالمائة. ويبدو أيضاً أنه يقي من النوبات القلبية عن طريق خفض الكوليسترول الإجمالي. وخفض كل من الكولستيرول السيئ (LDL) ومولد الفيبرين. وفضلاً عن هذا فإن الرالوكسيفين لا يسبب ألماً بالثديين ولا تورماً بالجسم كما تفعل هرمونات أخرى.                           ولا يعرف الخبراء ما إذا كان الرالوكسيفين يقي من الإصابة بمرض ألزهايمر مثل البريمارين أم لا.

وقد تمت الموافقة على إستخدام الرالوكسيفين في علاج هشاشة العظم. ولكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن الرالوکسيفين ينشط الكوليسترول الجيد (HDL). ولا على أنه يخفف الهبات الساخنة أو غير ذلك من أعراض سن إنقطاع الطمث. بل إنه يزيد الهبات الساخنة سوءاً في 40٪ من  الحالات.                 وفوق ذلك يوجد إحتمال ملحوظ أن تحدث جلطات دموية مع إستخدام الرالوكسيفين.

وإن أسوأ الآثار الجانبية للرالوكسيفين هي زيادة قابلية  حدوث الجلطات الدموية في الأوردة بمقدار ۲٫5 مرة. وهذه الجلطات قد تتفتت وتتسرب مع تيار الدم إلى الرئتين. ومن الآثار الجانبية الأخرى الهبات الساخنة وتقلصات الساقين.

غير رسمي

تم الإعداد لدراسة جديدة تستمر سبع سنوات تسمي ""STARوهي إختصار لعبارة "Study of Tamoxifen and Raloxifen" أى دراسة التاموكسفين والرالوكسفين وهي أول دراسة كبيرة ومباشرة للمقارنة بين هذين الدوائين من حيث قدرتهما على الوقاية من سرطان الثدي .

 

 

الإستروجين بجرعات مخفضة

لحسن الحظ أن الأطباء اليوم قد توصلوا إلى إختيار جديد للنساء في مرحلة اليأس من المحيض اللاتي أصبن بالضرر من الآثار الجانبية للعلاج الهرموني التعويضي. وذلك بإنقاص جرعة الإستروجين بمقدار النصف وبإعطاء البروجستيرون مرتين فقط في السنة بدلاً من الجرعة الشهرية. وهذه الجرعات الهرمونية المخفضة لازالت تخفض أعراض سن اليأس من المحيض وهذا ما تظهره دراسة أجريت في مايو عام ۱۹۹۹. ولكن باحثين آخرين يشكون في درجة أمان الإكتفاء بإعطاء البروجستيرون مرتين فقط سنوياً، فالمعروف أن إعطاء البروجستيرون كل شهر في العلاج التعويضي التقليدي يفيد في حماية الرحم من الآثار المسببة للسرطان التي قد يحدثها الإستروجين.

 أكثر قليلاًًً ... أم أقل قليلاًً

رغم أن كثيرات من النساء يعلمن أن تناول العلاج التعويضي الهرموني يمكن أن يمنع الإصابة بهشاشة العظام وقد يفيد القلب، إلا أن 80 بالمائة منهن يتوقفن عن إستخدامه بعد ثلاث سنوات بسبب المعاناة من الآثار الجانبية وأغلب النساء لا يعرفن الجرعة الصحيحة من الهرمونات مما يجعلهن يرجعن إلى الطبيب الممارس مرة تلو الأخرى. ويبدو أن المطلوب ليس فقط ضبط الجرعة ولكن أيضاً بإستخدام الوسيلة المناسبة من العلاج بالأقراص أو باللصقات أو الحقن... وهكذا، والهدف هو التوصل إلى أقل جرعة مؤثرة للسيطرة على أعراض مرحلة اليأس من المحيض والحماية من أمراض القلب وهشاشة العظام.

 

التستوستيرون ... نعم أم لا؟

 بالإضافة إلى الإستروجين والبروجستيرون فإن المبيضين يفرزان كمية قليلة من الهرمون الذكري (التستوستيرون) ويستمر في ذلك حتى عند إنخفاض إفراز الهرمونات الأنثوية. وعند الدخول في مرحلة اليأس من المحيض فإن مستويات الهرمون الذكري تنخفض بنسبة تصل إلى 50 بالمائة.

إذا كنت تتناولين الإستروجين ومع ذلك فلازلت تعانين بعض المتاعب من صعوبة النوم وتقلبات المزاج والهبات الساخنة وبصفة خاصة فقد الرغبة الجنسية فإن هذا يعني أن مستويات التستوستيرون قد تكون منخفضة جداً. فاستشيري طبيبك الممارس ليختبر تلك المستويات في الدم للتأكد من ذلك. وبعض النساء لا يحتجن إلى تناول التستوستيرون ولكن البعض الآخر يحتاج إلى ذلك لمعالجة أعراض سن اليأس من المحيض. ويمكن للتستوستيرون أن يحسن الرغبة الجنسية ويقلل القلق والإكتئاب كما يقلل آلام الثدي ويساعد على منع هشاشة العظام.

ويمكن تناول التستوستيرون على شكل إستراتست وهو يجمع بين الإستروجين والتسوستيرون ويعطي كل يوم. أو يمكنك تناول التستوستيرون بالتبادل مع الإستروجين (يوماً بعد يوم).

وبالطبع فلا يوجد علاج كامل مائة بالمائة، فالتستوستيرون له آثاره الجانبية. فقد تعاني بعض النساء قليلاً من حب  الشباب ، أو سقوط بعض الشعر من الرأس أو نمو بعض الشعر  على الوجه. ومع ذلك فحيث إن مستويات التستوستيرون في الإستراتست منخفضة جداً، فإن معظم النساء لا يعانين مظاهر الذكورة بشدة.

ولا يجوز إعطاء التستوستيرون للنساء اللاتي يمكن أن  يصبحن حوامل أثناء تناوله ولا للنساء اللاتي يعانين بالفعل من الإكتئاب الشديد ولا اللاتي يتناولن العقاقير المضادة للاكتئاب ولا للنساء اللاتي تكون مستويات التستوستيرون لديهن طبيعية. كما أن التستوستيرون لا يفيد النساء اللاتي يكون سبب نقص الرغبة الجنسية لديهن نفسياً.

إحترس

إن تناول النساء للمكملات المحتوية علي التستوستيرون علي المدي الطويل لم تتم دراسته حتي الآن ,ولذا فلا يعرف الأطباء الآثار المفيدة أو الضارة التي يمكن أن يسببها هذا الهرمون بعد عشرين أو ثلاثين سنه من استعمالة .

 

 

وفضلا عن هذا فبعض الأطباء لا يحبذون إعطاء التستوستيرون للنساء على إعتبار أنه من هرمونات الرجال ! ولكن إذا نقصت الرغبة الجنسية بشكل مفاجئ عند المرأة فعليها اللجوء للطبيب ليصف لها أحد أدوية التستوستيرون إذا إحتاجت لذلك.

إحترس

إن الفياجرا، وهو الدواء الذي يمكن كثير من الرجال من إستعادة القدرة على الإنتصاب للأعضاء التناسلية، لا يؤثر على الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.