العلاج الهرموني التعويضي

 لأن الإستروجين هام جداً للحفاظ على كثافة العظام في النساء ، فإن الأطباء يصفونه كعلاج هرموني تعويضي عندما يبدأ سن اليأس من المحيض أي يتوقف الحيض لدى النساء.                                                                                                    والعلاج الهرموني التعويضي هو نوع من أنواع العلاج الهرموني البديل والذي يشمل الإستروجين والبروجيسترون (وأحياناً قد يحتوي علی تستوستيرون) ويعطي للنساء اللاتي لم يجر لهن استئصال للرحم. إضافة البروجيسترون إلى الإستروجين في العلاج ضروري لهؤلاء النساء (أي اللاتي لم يجر لهن إستئصال الرحم) إذ إنه يمنع خطر الإستروجين على بطانة الرحم.                                                

أما النساء اللاتي استؤصلت أرحامهن فلا خطر عليهن من إستخدام الإستروجين وحده ولذلك يمكنهن تناول الإستروجين بدون البروجستيرون             أو الهرمونات الأخرى.

إن العلاج الهرموني التعويضي وسيلة من أفضل وسائل العلاج للسيدات اللاتي على وشك فقد جزء من نسيجهن العظمی عندما يدخلن في سن اليأس من المحيض وعندما يبدأ تناوله في الأعمار المتقدمة فإن الإستروجين يمنع كسور الورك.

وفي الحقيقة أنه بالإضافة إلى النظام الغذائي المناسب والتمارين الرياضية يمكن أن يمنع العلاج التعويضي ما بين 50 إلى 80٪ من كسور فقرات العمود الفقري و 20٪ بالمائة من الكسور في أماكن أخرى من الجسم إذا إستخدم لمدة خمسة أعوام. والعلاج الهرموني يمنع ترقق العظام فالنساء اللاتي يتناولن العلاج الهرموني التعويضي لا يحتجن إلى إجراء مسح الكثافة العظام حتى سن 65 عاماً.

وهناك فوائد أخرى للعلاج الهرموني التعويضي فالنساء اللاتي يتناولنه ينقص عدد الوفيات بينهن إلى النصف بسبب  أمراض القلب والسكتة الدماغية (وهي الأمراض المميتة في سن الإستروجين في اليأس من المحيض).                               وهناك دلائل حديثة على أن العلاج  الهرموني التعويضي يقلل من حدوث مرض (ألزهيمر) بمقدار الثلث تقريباً.

ولأن الإستروجين ينمي بطانة المهبل والمثانة البولية فإن تأثيره يمنع بعض حالات العدوى التناسلية وإلتهابات المثانة البولية ويخفف آلام المنطقة التناسلية.

وليست العلاجات الهرمونية التعويضية بلا أخطار  تصاحبها. إذ يفترض بعض من ۲۰۰ دراسة أجريت على العلاقة بين الهرمونات التعويضية وسرطان الثدي أن بعض أنواع الهرمون التعويضي تزيد قليلاً من خطر سرطان الثدي (تفترض الإحصاءات أن نسبة الخطر من سرطان الثدي تصل إلى 10  بالمائة وترتفع إلى 11 بالمائة مع إستخدام الإستروجين). ولذلك فمن الواجب على النساء اللاتي يتناولن علاجاً هرمونياً تعويضياً أن يعدن تقييم فوائد هذا العلاج الهرموني التعويضي في منع هشاشة العظام مقابل إحتمال حدوث سرطان الثدي.                  وأيضاً فإن  معظم النساء اللاتي يبدأن العلاج الهرموني يوقفنه خلال عام بعد ظهور بعض الآثار الجانبية المزعجة (مثل آلام بالثديين أو الصداع أو تجمع السوائل بالجسم أو النزيف).

ولأن الظروف  الشخصية لكل حالة تختلف عن الأخرى فمن الضروري مناقشة طبيبكِ في فوائد وعيوب العلاج الهرموني التعويضي لك.

 

فكرة ذكية

تم إعتماد إستخدام لصقة الإستروجين في ربيع عام 1999 للوقاية من هشاشة العظام وإستخدام اللصقة (من النوع الذي يستخدم مرة أسبوعياً)هو وسيلة سهلة لعلاج أعراض سن اليأس من المحيض ومنع ترفق العظام .ومع ذلك فإن تلك الوسيلة تتكلف أكثر من حبوب تنظيم النسل .ولأنها تتخطي القناة الهضمية والكبد فهناك بعض الإعتقاد أنها قد لاتعطي كل التأثيرات المفيدة للعلاج التعويضي الهرموني .

 

 

رالوكسيفين (إيفستا)

رالوكسيفين (إيفستا) هو الدواء الذي يحاكي تأثير الإستروجين وفوائده على كثافة العظام في النساء اللاتي يئسن من المحيض.                                                                     وله أيضاً فوائد تشبه فوائد الإستروجين على المواد الدهنية في الدم.                                                                      وعلى العكس من الإستروجين فإن رالوکسیفین ظهر أنه يقلل من قابلية حدوث سرطان الثدي وربما يقلل أيضاً قابلية حدوث سرطان الرحم.

هناك عدة أسباب تجعل شركات الأدوية تبحث عن بدائل لأدوية العلاج الهرموني التعويضي بالإستروجين. فبالرغم من أنه قد إستقر الأمر على أن العلاج الهرموني التعويضي يحمي من مخاطر ترقق العظام ونسب الكوليسترول العالية فإن واحدة فقط من كل خمس نساء في سن اليأس من المحيض هي التي تتناول الهرمونات التعويضية.

 وجزء من السبب هو أن الهرمونات التعويضية التي تحتوي على الإستروجين تنبه أنسجة الثدي والرحم بشكل مثير للآثار الجانبية المزعجة التي تشمل النزيف المهبلي وآلام وتضخم الثديين. كما أن الإستروجين بالفم يزيد من إحتمال الإصابة بسرطان الرحم وقد يزيد من إحتمال الإصابة بسرطان الثدي. (للتقليل من أخطار سرطان الرحم فإن العلاج الهرموني التعويضي يجب أن يحتوي على البروجيسترون إلى جانب الإستروجين).

رالوکسيفين هو نوع من الأدوية الموائمة للمستقبلات الإستروجين الإختيارية فله تأثير مشابه لتأثير الإستروجين على بعض أجزاء الجسم.                                       ولأن الإستروجين يقوي العظام فليس مفاجأة أن رالوکسيفين يخفض قابلية حدوث كسر بالعمود الفقري إلى النصف. وفي الوقت الذي نجد فيه تأثیر رالوکسیفين على العمود الفقري ليس بنفس قوة تأثير الإستروجين وأليندرونات فإن تأثيره على الورك وعلى بقية الجسم يمكن مقارنته بدرجة أكبر.                         وفوق ذلك فإنه أكثر أماناً من الإستروجين، ومع ذلك فإن للرلوکسيفين سوءتان أو عيبان إنه يجعل أعراض الهبات أو الفورات الساخنة التي تعانيها المرأة في( سن اليأس من المحيض) تزداد سوءاً، وليس له آثار إيجابية على الجلد والمهبل والرغبة الجنسية مثلما للإستروجين. ومازال لدى الخبراء رأي آخر وهو أن رالوکسیفين يغري النساء اللاتي يخشين من سرطان الثدي أو اللاتي لا يصلحن لتناول الإستروجين.

وفي الجسم يحاكي رالوکسیفين الآثار التي يفيد بها الإستروجين العظام والدم ولكنه لا يؤتي بالآثار المفيدة الأخرى. وقد ظل لفترة طويلة يطلق عليه "مضاد للإستروجين" لأنه كان يستخدم لمقاومة الآثار الجانبية للإستروجين         التي ينتج عنها سرطان الثدي. (تاموكسيفين الدواء الذي يحارب السرطان     يسمی أيضاً (مضاد الإستروجين). وهذه العقاقير في أماكن أخرى من الجسم تحاكي الإستروجين وتمدنا بحماية الإستروجين للعظام من هشاشة العظام.

ومثل الإستروجين فإن رالوكسيفين يعمل على الإلتصاق "بمستقبل إستروجين"، وهي خلية معينة في الجسم، مثل المفتاح والقفل.                                                              وعندما يلتحم الهرمون (المفتاح)، بالمستقبل "القفل" يتم إرسال إشارات إلى جينات معينة في هذه الخلية. بعض النتائج الأولية للدراسة أجريت على أكثر من ۱۲۰۰ سيدة تفترض أن رالوكسيفين يزيد كثافة العظام بنسبة تصل إلى 30 بالمائة. والشيء اللطيف في رالوکسیفين أنه لا يسبب النزيف المهبلي الرحمي، أو تورم الجسم أو آلام الثديين- وهي التأثيرات الجانبية التي تحول بين كثيرات من النساء وبين تناول العلاج الهرموني التعويضي.

وعلاوة على ذلك فإن الدراسات التي أجريت في الثلاث سنوات الماضية بطريقة مستفيضة بينت أنه لا خطر منه في حدوث سرطان الثدي أو الرحم. بينما تظل التأثيرات الجانبية وهي غير شائعة مثل الهبات الحارة أو جلطات الدم.

كالسيتونين: في الأنف أيضاًً

 كالسيتونين هو الدواء الذي يلائم النساء اللاتي لا يستطعن أو لا يرغبن في تناول الإستروجين. ففي النساء اللاتي تعدين خمس سنوات بعد توقف المحيض نجد أن كالسيتونين يبطئ من فقدان النسيج العظمي ويزيد من كثافة العظم في العمود الفقري وطبقاً لبعض التقارير المبشرة فإنه يزيل آلام العظام المصاحبة للكسور. ومن الممكن أن يخفض كالسيتونين من إحتمال کسر الفقرات والورك أيضاً، ولكن الدراسات على خفض إحتمالات الكسور مازالت تحت البحث.                           ولأن كالسيتونين عبارة عن مادة بروتينية فإنه لا يمكنه العمل عن طريق الفم فلابد من هضمه أولاً قبل أن يؤدي عمله. ولذلك فإن كالسيتونين متوفر على شكل حقن عضلية ورذاذ أنفي.

وقد أدخلت عبوات الرذاذ الأنفي عام 1995، وتبين أنها تقلل إحتمال کسور العمود الفقري بما يقرب من 40 بالمائة بسبب بساطة إستعمالها کرذاذ أنفي مرة واحدة يومياً. ومع ذلك فإنها لا تأتي بنفس الآثار على بقية العظام. وهذا المخلق الصناعي الدوائي لهرمون السالون هو الدواء الوحيد الذي يخفض الآلام المزمنة المصاحبة لكسور العمود الفقري. وله بعض الآثار الجانبية مثل نزيف الأنف وتهيجه.

الوقاية خير من العلاج

هشاشة العظام مرض يمكن الوقاية منه. والوقاية من فقد الكتلة العظمية أسهل وأفضل إلى حد بعيد لصحتك من محاول بناء العظام بعدما أصبحت هشة بالفعل. ابدئي من اليوم في الوقاية من هشاشة العظام:

* إتبعي نظاماً غذائياًصحياً غنياً بالكالسيوم وفيتامين (د)

* لا تدخني

* مارسي الكثير من تمرینات تثبیت وزن الجسم مثل المشي والقفز البسيط ... إلخ)

* تناولي ۱۵۰۰ مجم كالسيوم (مقسمة على جرعات) كل يوم مدى حياتك .

*إفحصي كثافة عظامكِ وتناولي العلاج المناسب في الوقت المناسب.

وعلى عكس مما يعتقد الناس فإن مرض هشاشة العظام ليس مرض كبار السن فإذا لم تتخذي مبادرتكِ بخطوات جدية للوقاية منه ومنع ظهوره، فقد يبدأ فقدان العظم في سن مبكرة قبل أن تبدأ أعراض المرض في الظهور بوضوح.

إحترس

إن تناول ما يصل إلى ۲۰۰۰ مجم من الكالسيوم يومياً يبدو آمناً لمعظم الأشخاص أما المستويات الأعلى من ذلك فيمكن أن يسبب مشاكل بالمعدة والأمعاء.

 

 

إبدئي مبكرة

من الممكن منع الإصابة بهشاشة العظام في سن متأخرة من الحياة لو بدأ ذلك مبكراً في مرحلة الطفولة وخاصة إذا بدأ الصغار في ممارسة الرياضة البدنية منذ الصغر، وهذا ما تقوله الأبحاث أجريت على أثر الرياضة على الأطفال في سن المرحلة الإبتدائية. فبعد سبعة أشهر من ممارسة الرياضة البدنية تبين أن الأطفال الذين مارسوا القفز لمدة 15 دقيقة بعدد ۱۰۰ قفزة ثلاثة أيام أسبوعية لديهم 5 بالمائة زيادة في الكتلة العظمية وهذا يمكن ترجمته إلى ما يساوي 30 بالمائة أقل تعرضاً للخطر من کسر الحوض في مرحلة البلوغ، بالمقارنة إلى الأطفال الملازمین الحجرات الدراسية ولا يمارسون أي نوع من التمارين الرياضية.

في سن ۲۰ عاماًً تحصل المرأة متوسطة الحجم على ۹۸ بالمائة من كتلة الهيكل العظمي. إن بناء عظام قوية خلال مرحلة الطفولة والمراهقة هو أقوى وسائل الدفاع ضد مرض هشاشة العظام.

فكرة ذكية

أغلب النساء اللاتي تجرى لهن إختبارات كثافة العظام لا يتم لهن ذلك إلا في وقت متأخر جدا بما لا يسمح لهن بالحصول على أفضل فرصة لمنع هشاشة العظام. والنساء اللاتي لديهن عوامل للإصابة بهشاشة العظام يجب أن يتلقین إختبار DEXA الأساسي بین سن 21، ۳۰ عاماً.