هشاشة العظام

قد تعتقدين أن عظامكِ صلبة ولا يمكن أن يتغير تكوينها ولكن في الحقيقة             إن العظام نسيج حي معقد. تتأثر العظام بطعامكِ والتدريبات الرياضية التي تمارسينها ومستوى هرمونات جسمكِ وتاريخ عائلتك المرضي وطريقة        وأسلوب حياتكِ.

على مدى العمر تتعرض عظامنا وباستمرار لما يسمى (إعادة تشكيل).           وحتى سن 35 عاماً تنتج أجسامناً عظاماً جديدة وتتخلص من القديمة.                          وتقوم خلايا متخصصة تسمى "هادمة العظم" بتفتيت نسيج العظام القديمة وتقوم خلايا أخرى متخصصة تسمى "بانية العظم" ببناء نسيج عظمي جيد يحل محل النسيج العظمي المتهالك. هذه العملية المتواصلة من الإحلال الدائم للخلايا القديمة تصبح مشكلة صعبة في سن اليأس من المحيض.                           فكلما تقدمت في العمر يصبح معدل الهدم أكبر من معدل البناء في النسيج العظمي  ويحدث ما يسمى بفقد العظم أو فقد النسيج العظمي، الذي يؤدي نقص كثافته إلى أن تصبح العظام هشة وسهلة الكسر. وتسرع تلك العملية وتتفاقم تلك المشكلة مع دخولكِ إلى منتصف مرحلة تغيرات سن اليأس من المحيض حين يتوقف المبيضان عن إنتاج هرمون الإستروجين ، وهو الهرمون المسئول عن تكثيف النسيج العظمي؛ أو المحافظة عليه لأنه يساعد على إمتصاص الكالسيوم.

وكلما تقدم بك العمر فإذا لم يكن بقدرتك تعويض ما يفقد من مادة العظام وتخزين ما يكفي منها، فإن الكتلة العظمية في داخل عظامكِ تتناقص تدريجياً وتصبحين عرضة لما يسمى هشاشة العظام أو "مسامية العظام" وهو ذلك المرض الذي يضعف هيكلكِ العظمي كله بشكل متزايد، وهي تلك الحالة التي تحول العظم القوي الصلب إلى عظام ضعيفة خفيفة سهلة الكسر تدريجياً على مر الأيام (خاصة في منطقة عظام الوركين والعمود الفقري والساعدين).

الحقيقة المرة حول ضعف العظام

ببلوغ سن 60 عاماً، نجد أن واحدة من كل أربع نساء تكون قد أصيبت بهشاشة العظام، وببلوغ سن 65 فإن واحدة من كل إثنتين من النساء تنكسر إحدى عظامها بسبب هذا المرض.                                                                                     حالياًً يتأثر ويصاب بهذا المرض حوالي ۲۸ مليون من البشر ولكن الأطباء يتوقعون زيادة هذا العدد عندما تتقدم في السن النساء الصغيرات المرفهات.           وإذا لم تتناول النساء أية وسائل لمجابهة هشاشة العظام فإن عدد المصابات سيرتفع إلى 41 مليون عام  ۲۰۱5 .

إن فقدان بعض من النسيج العظمي شيء طبيعي يصيب النساء أكثر من الرجال. وبعض النساء قد يفقدن ما يصل إلى ۳۰ بالمائة من كثافة العظام عند بلوغ سن ۷۰ سنة بينما يفقد الرجال حوالي 10 بالمائة فقط.                                             الخبراء يفسرون ذلك بأن النساء أخف وأنحف عظاماً من الرجال وكذلك بسبب التغيرات الهرمونية في سن اليأس من المحيض التي تسرع من معدل تناقص كتلة العظام.                                                                                                              في الرجال تكون هشاشة العظام غير شائعة إلى ما بعد سن السبعين عاماً.

إنه مرض ماكر. قد تضعف عظامكِ تدريجياً كل عام بدون أن تبدو عليكِ أية أعراض، وفجأة وبدون إنذار إذا بإحدى عظامك تتكسر على إثر سعال شديد          أو أثناء إرتطام بإحدى قطع الأثاث في منزلك !                                                      وأسهل وسيلة للإطمئنان على صحة عظامك هي قياس طولك سنوياً بطريقة سليمة، ويجب أن يفعل ذلك طبيبكِ أخصائي النساء.

أكثر أماكن الكسور إرتباط بهشاشة العظام هي عظام الورك والفقرات والرسغ والضلوع، مع أن المرض يمكن أن يصيب أية عظام أخرى في الجسم. معدل كسور الورك يرتفع إلى ضعف أو ثلاثة أضعافه في النساء أكثر من الرجال.

إن كسور الورك (عنق عظمة الفخذ أو مفصل الفخذ) في النساء المسنات          

صعبة الإلتئام وقد تحتاج إلى إستبدال للجزء العلوي من عظمة الفخذ (بمفصل صناعي) . وتتمثل خطورتها على النساء المتقدمات في السن في الفترة التي يقضينها في الفراش بسبب الكسور والتي تؤدي إلى حدوث جلطات دموية          وإلى الإلتهاب الرئوي. وتتصاعد خطورته عندما نرى أن حوالي ثلث النساء المتقدمات في العمر المصابات بكسور في الورك يتوفین خلال ستة أشهر بعد الحادث وأن ما يصل إلى 50 بالمائة يتوفين خلال عام.

غير رسمي

النساء اللاتي إتبعن نظاما غذانیا نباتياً لمدة لا تقل عن ۲۰ عاماً يفقدن ۱۸% : فقط من الكثافة المعدنية للعظام، بينما النساء اللاتي لم يتبعن هذا النظام فقدن30 %  في المتوسط عندما وصلن إلى سن ۸۰ عاماً.

 

 

ما الذي يسبب هشاشة العظام؟

مجموعة أو مزيج من العوامل الوراثية والغذائية والهرمونية وما له علاقة بالعمر وأسلوب الحياة كلها تؤدي إلى هذه الحالة. الأبحاث التي تبين سبب فقدان الكالسيوم مازالت تتقدم.                                                                                                  

 

 

 

ولكن العلماء يعرفون الآن عدة أشياء تؤدي إلى مرض هشاشة العظام:

*نمط حياة بطاطس الأريكة: (ويقصد بها الحياة الرخوة الخاملة متمثلة في الجلوس على المقاعد الوثيرة وأكل  الشيبسي والمأكولات السريعة بدون أدنى حركة ومشاهدة التلفاز ) فكلما قل نشاطكِ الرياضي إزداد ضعف عظامكِ مع تقدم العمر.

*سن اليأس من المحيض : يحافظ هرمون الإستروجين على عظامكِ (أي كثافتها) بإعاقة عمل الخلايا هادمة العظم. عندما يتوقف مبيض عن العمل تنطلق تلك الخلايا التي تضر بكثافة العظام في عملها دون عائق. ولا يعاني الرجال هشاشة العظام بنفس الدرجة لأن هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة) يقوي العظام كما أن الرجال لديهم كتلة عظمية أكبر من النساء. وفي نفس الوقت فإن النساء يعشن عمراً أطول، وعظامهن أقل كثافة، ويعانين نقص في هرمون الإستروجين الأنثوي بدءاً من عقد الثلاثينات من العمر.

* النظام الغذائي: النظام الغذائي السيئ (خاصة الذي يقل فيه الكالسيوم ويزيد فيه البروتين) يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام.                                                           عدة دراسات أظهرت أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين (خاصة البروتين الحيواني)، تطلق العنان لفقد الكالسيوم في البول.

* الحرمان من ضوء الشمس: ضوء الشمس يساعد الجسم على توظيف فيتامين (د) وإستخدامه وهو بالتالي الذي يدفع الجسم إلى إمتصاص الكالسيوم. وينخفض مستوى فيتامين (د) في الشتاء عندما يقل تعرض الجسم لضوء الشمس مما يدفع الجسم إلى الحصول على الكالسيوم من العظام كمصدر بديل عن الكالسيوم الذي كان سيأخذه عبر ضوء الشمس.

* التدخين وتناول بعض العقاقير: يسبب نقص في الكالسيوم وغيره من العناصر الغذائية الحيوية.

* الإسراف في تناول المشروبات الغنية بالكافيين (مثل الشاي والقهوة) يحتمل أن يكون أحد العوامل التي تساعد على فقد الكالسيوم من الجسم وذلك بناء على بعض الأبحاث التي أجريت في هذا المجال.                                                            وكذلك الإسراف في تناول بعض الأغذية النباتية الغنية بأملاح الفوسفات وحمض الفيتيك (النباتيك) مثل النخالة (الردة)  لأنها ترسب الكالسيوم               (وغيره من معادن مهمة) الذي يتم تناوله في الغذاء فلا يستفيد الجسم به.         ولنفس السبب، فإن الإسراف في تناول بعض المشروبات الغازية مثل ماء الصودا ومشروبات الكولا وغيرها تسبب نفس المشكلة، فتلك المشروبات يضاف إليها حمض الأرثوفوسفوريك وهو يتفاعل مع الكالسيوم فلا يستفيد الجسم به.

 

شرب اللبن

إن أفضل أوقات العمر لتخزين الكالسيوم هي مرحلة الطفولة وبدون تأخير عن مرحلة المراهقة. ومن المعتقد أن تناول الكالسيوم في الغذاء يكون أهم ما يمكن بالنسبة لصغار البالغين، فتزداد أهميته في تلك السن المبكرة لإعداد العدة لبناء عظام قوية قبل أن تأتي المرحلة الصعبة في سن الشيخوخة.                                             إن توجيه العناية لإعطاء الجسم حاجته من الكالسيوم ولكثافة العظام يجب أن يبدأ قبل سن اليأس من المحيض بعدة عقود من السنين.

وطالما أن الآباء يمكنهم التحكم في كميات اللبن التي يجب أن يتناولها الأطفال الصغار فسيحصل الصغار على كفايتهم من الكالسيوم. وفور دخول هؤلاء الأطفال إلى مرحلة المراهقة يفتقد آباؤهم السيطرة على مدى ما يتناولونه من الكالسيوم. وفي الحقيقة أن المراهق يحتاج إلى كوب من اللبن سعة ۲۲۰ جم             يومياً تقريباً، وأن نصف عدد الفتيات المراهقات لا يشربن شيئاً من اللبن بتاتاً،             وبدلاًً من ذلك يشرب المراهقون (الفتيات والأولاد) من الصودا ضعف ما يشربون من اللبن.

إن صحة إبنتك على طول مدى حياتها وسلامة عظامها تتحدد بقدر ما تتناوله من اللبن فيما بين ۹ و ۱۸ سنة من عمرها. ولكي نتأكد من حصول العظام على ما يكفيها من الكالسيوم يجب أن تشرب الفتيات 4 أكواب من حجم ثمانية أوقيات من اللبن يومياً (بما يساوي مجموعه ۱۳۰۰ مجم كالسيوم يومياً).

إذا كنت ممن لا يتحملون سكر اللبن (اللاكتون أو لا ترغبين في شرب كل هذه الكمية من اللبن فعليكِ بمصدر آخر للكالسيوم : جربي تومس Tums : هو نوع من الأقراص المحتوية على مادة الكالسيوم (۳۰۰ مجم کربونات كالسيوم) وليكن ذلك إعتباراً من سن السادسة على أن تكون الجرعة خمسة أقراص من تومس كل يوم. تومس غني بالكالسيوم وسعرات الحرارية قليلة وسعره ورخيص وينتج بأنواع مختلفة من الطعم والرائحة.                                            أما الأطعمة الأخرى الغنية بالكالسيوم فتشمل الخضراوات مثل البروکولی وأوراق اللفت والكرنب. وكذلك معلبات الأسماك مثل السالمون والسردين حيث تحتوي عظامها على كميات كبيرة من الكالسيوم. وجربي أيضاً عصيدة فول الصويا وخبز الذرة والبيض وبالطبع عصير الفواكه المدعم بالأملاح المعدنية والفيتامينات.

هل أنتِ في خطر

 بعض الناس معرضون للإصابة بهشاشة العظام أكثر من غيرهم. لتحصلي على إجابة لهذا السؤال إهتمي بعوامل الخطورة التالية وتبيني إلى أي مدى تنطبق عليك :

* تاريخ هشاشة العظام في عائلتك.

* مشاكل الغدة الدرقية.

* نحافتك أو صغر هيكلك .

* الجنس (القوقازيون واللاتينيون والآسيويون هم الأكثر تعرض لمرض هشاشة العظام، أما الأمريكيون ذوو الأصل الأفريقي فعظامهم أكثر كثافة).

* التدخين

* الحرمان من الرياضة البدنية.

* تقصير في تناول الكالسيوم على مدى العمر.

* إنقطاع الحيض (سن اليأس من المحيض) مبكراً قبل سن 45 سنة.

*إنکسار إحدى العظام من إصابة بسيطة.

* إستخدام هرمونات الغدة فوق الكلوية أو أدوية الصرع.

*إنقطاع الحيض لمدة ثلاثة أشهر (دون أن يكون الحمل سببا في ذلك).

*إضطرابات التغذية (فقد الشهية العصبي أو الشراهة في الطعام).

* نقص وزن الجسم.