إن كنت منشغلاً بالحفاظ على كرامتك، وسلامتك الداخلية، فقد يهيا إليك أنك منفصل عن الآخرين، أي أنه ليس هناك مجال داخل نفسك للمشاعر الكبرة، حسناً، النبأ السار هو أن الأمور لا تسير على هذا النحو. لا باس بالمشاعر القوية. لا بأس أن تشعر بالغضب عندما يتطاول أحدهم عليك، لا باس أن تشعر بالحزم والأسى على فقدان عزيز. لا بأس في الشعور بالسعادة العارمة. لا باس بمشاعر الخوف، والقلق، والارتياح، والبهجة، والحماس، والذعر، وكل هذه الأشياء.

كلنا بشر، وكلنا نملك مشاعر، وهذا أمر طبيعي للغاية. من الطبيعي أن تعتريك كل هذه المشاعر العميقة، ولا باس أن تظهر هذه المشاعر. لا يجب أن تخجل من مشاعرك. لا بأس أن تبكي. فإن كتمان مشاعرك ليس شيئاً جيداً، فإنك تسحقها بهذه الطريقة. ومن الأفضل كثيراً أن تحررها، وتتعامل معها، وتمضي قدماً في حياتك.

إن كنا نواجه صدقة أو تجربة مُرّة أو موقفاً صعباً، فإننا نكتم مشاعرنا ونحبسها عن اللآخرين حتى لا يروا ضعفنا، وحتى لا نبدو فاقدي السيطرة، وهذا لن يكون مجدياً. أعلم أن هذا قد يبدو متناقضاً مع الحفاظ على الكرامة إلا إن عبرنا عنها بشكل غير ملائم في الوقت المناسب.

إن الشعور بالغضب في بعض الأحيان قد يكون مشروعاً تماماً ومناسباً للغاية، طالما ننجح في الإمساك بزمام أنفسنا، ولا نقدم على فعل أي شيء قد نندم عليه فيما بعد. إن إظهار الغضب يذكر الآخرين أننا لسنا عاجزين، وأنهم قد تعرضوا لنا بالأذى، أو

التعدي أو التهديد على نحو جاد وخطير، وأن أفعالهم قد تسببت في شعورنا بألم عميق بالغ. بالطبع يجب أن نغضب فقط عند اللزوم، أي الأمور بالغة الجدية، كما أنه أيضاً ليس من الجيد أن تغضب وتسقط غضبك على اشخاص أبرياء، إن لم يكن بوسعك أن تحرر غضبك بشكل مناسب فيجدر بك أن تعثر على طريقة لتحرير غضبك بدون إيذاء أي شخص آخر. ولكن عليك أن تحرر غضبك، لأن الغضب المكبوت سوف ينخر نفسك.

ليس الغضب وحده هو الذي يجب أن تحرره بشكل دائم. وإنما أيضاً الخوف والقلق والسعادةالمفرطة، وكل هذه المشاعر. إن المشاعر القوية لا تعني أنك قد افتقدت السيطرة. يمكنك أن تكون عاطفياً ومتحكماً في قدرتك على التعبير في نفس الوقت. أنت لن تكون إنساناً إن لم تعترك مثل هذه المشاعر، يجب أن تعبر عن مشاعرك. من الطبيعي أن تعبر عنها بل إنك لست مطالباً بالسعي لتكتمها. بالطبع يجب أن تتحرى الوقت والمكان المناسبين، ولكن هذا يبقى في نطاق سيطرتك. ولكن ثانية نؤكد أنك إن استجبت بشكل سيء فسوف يعتريك الشعور بالذنب في وقت لاحق، ولا باس في ذلك أيضاً.