قد يبدو واضحاً وضوح الشمس وبالغ السهولة، ولكنك سوف تندهش إن عرفت كمْ الأشخاص الذين يضعون حدوداً لأحلامهم. إنها أحلامك أنت، بحق السماء. يجب ألا تكون هناك حدود لهذه الأحلام. الخطط هي التي يجب أن تكون منطقية، أما الأحلام فلا.

لقد عملت في مجال المضاربة لعدة سنوات، وكنت أجد نفسي دائماً متحيراً من أن " المضاربين" (أي الأشخاص الذي يجب أن نطلق عليهم في واقع الأمر اسم "عملاء") يعجزون دائماً عن رؤية الصورة، فهم دائماً يخسرون لأنهم لا يسعون للحد من خسارتهم، وإنما يسعون دائماً للحد من مكاسبهم. لا تسألني عن السبب. أعتقد أن مدمني المضاربة لا يجيدون الرؤية بالفعل. إنهم يُوْثِرُون الطريق السهل "سوف أخسر هذه المرة ثم أسعى لتعويض الخسارة المرة القادمة". والنتيجة هي: أنهم يخسرون هذه المرة بالفعل، ثم سوف يلهثون لتحرير شيكات على أنفسهم، ثم تحرير شيك ثانٍ، وشيك ثالث، وهكذا.

إن ما أريد قوله هو أن الشخص يسعى للحد من أحلامه كما يحد من مكاسبه. مع أن الأحلام مجردة من أي ضرر. لا تحد أحلامك! يحق لك أن تحلم كما تشاء، وكما تريد، بأقصى شكل، وبأروع شكل، وبأسخف شكل، وبأغرب شكل، بل بأكثر الأشكال بعداً عن الواقعية.

كما أنك يمكن أن تتمنى أي شيء كما يحلو لك أيضاً. إن الأحلام والأماني أمور شخصية. ليس هناك شرطة أماني، أو أطباء أحلام يجوبون الطرقات للقبض على أية مطالب غير واقعية. إنه أمر شخصي بينك وبين ... أجل هذا هو ما أقصده. بينك وبين لا أحد غيرك بالمرة.

إن الشيء الوحيد الذي يجب أن تتوخى منه الحرص في هذا الصدد هو – وأنا أتحدث من منطلق تجربة شخصية بحتة – أن تحترس من أن ما تتمناه، أو تحلم به يمكن أن يتحقق. وما الذي سيحدث عندها؟

يظن الكثير من الناس أن أحلامهم يجب أن تكون واقعية لكي تكون جديرة بأن يحلموا بها. ولكن هذه هي الخطط، وهو أمر مختلف تماماً. لدى خطط وسوف أتخذ خطوات محسوبة منطقية لكي أحقق هذه الأحلام. إن الأحلام يمكن أن تكون جامحة إلى حد يستحيل بلوغه أو تحقيقه. ولا تطلق لنفسك عنان التفكير بأنك لن تنجز شيئاً باستسلامك لأحلام اليقظة طوال اليوم، إن أكثر الأشخاص نجاحاً هم الذين كانوا يملكون جرأة الاستسلام للأحلام. إنها ليست مصادفة.