إذا ما كنت تعتقد أن الأقوياء يعرفون شيئاً أنت لا تعرفه فأنت صائب في اعتقادك هذا فهم يعرفون كيف يستمعون إلى الآخرين.

لدي شعور أكيد بأنك قد لاحظت أن بعض الأشخاص الأقوياء في حياتك لديهم ملكة الاستماع إلى ما يقوله الآخرون. وبالرغم من أنهم قد لا يكونون موافقين على ما يقال، إلا أنهم يستمعون إلى كل كلمة تقال.

وأياً كان غرضك، وظيفة أفضل، أم زواج أفضل أم شعور أكبر بالرضا في الحياة، فإن الاستماع للآخرين يلعب دوراً حيوياً ومهماً في إيجاد مواقف تخرج منها جميع الأطراف فائزة. فالاستماع يفعل مالا يقدر على فعله أي شيء آخر. فكثير من الناس يتمنون لو يموتون ويقولون لك عما بداخله.

كل ما أطلبه منك هو أن تستمع للآخرين. فمعرفة رغبات الآخرين تساعدك في كشف جانبهم في المعادلة. ما الذي يمكنك أن تعطيه لهم ليشعروا بارتياح عن أنفسهم.

وأعني بالاستماع هنا هو أن تركز في كل كلمة يقولها الطرف الآخر، وليس كل ما يقال في صالحك وخدمتك بالتأكيد، ولكن بعضاً كذلك. ومن هنا، درب نفسك على الاستماع للآخرين وحاول التعود على ذلك. وسوف تجد الكثير والكثير في كلام الآخرين ما أنت في حاجة إليه.

ويقول ويل ديفندارفير - والذي يعمل في مجال الإدارة بولاية ألاسكا لقد أصبت باحتقان في الزور في ليلة اليوم الرابع لي مع ما رجو. وكان الألم شديداً ولم أكن أتمكن من الكلام - لذا اكتفيت بالاستماع. ووجدت هذا أمراً جميلاً جداً. فقد عرفت عن مارجو في هذه الليلة فقط ما لم أعرفه في ثلاثة أيام مجتمعة.

والاستماع الجيد للآخرين يحقق هدفين الأول أنه يساعدك في أن تمسك بكل ما يقال، والثاني، أنه يجعل الآخرين يرونك على أنك شخص تستوعب ما يقال.

أربع طرق لاستماع أفضل

  1. إذا ما كانت الحادثة وجهاً لوجه، فانظر إلى عين من تتحدث معه 60-70% من الوقت. وإذا ما كان الحديث على الهاتف، وضح له أنك متابع باهتمام ما يقوله بأن تقول «آه....»، «أفهم ذلك» - و «نعم.....».
  2. أظهر للطرف الآخر أنك سعيد بكلماته وذلك من خلال تعبيرات وجهك، وحاول ألا تظهر أي تململ من حديثه.
  3. لا تقاطع من يتحدث أو تقفز للنتائج فجأة، اسمح للطرف الآخر بأن يعبر عن كل ما بداخله وبحرية دون أي مقاطعة.
  4. داوم على طرح أسئلة كثيرة على الطرف الآخر ليكون أمامك فرصة أكبر للاستماع. فهذا أفضل من الدخول في مناظرات ومناقشات. وتذكر أن الآخرين قد لا يطيقون الانتظار - ليخبروك عن كل شيء تحتاجه لتجعلهم يشعرون بارتياح عن أنفسهم وكل ما عليك القيام به هو أن تستمع لهم بالطريقة التي ترى أنها مناسبة معهم.