حتى يكون الاستماع تواصلاً حقيقياً يجب أن يكون استماعك بكل ما تعنيه الكلمة

إننا نلجأ إلى تكرار عادات الاستماع التي علمنا إياها آباؤنا لأننا لم نجد أحداً يعلمنا أسلوباً في الاستماع يساعد على زيادة التفاهم، فيما بين الناس.

تقول زينا ميدفيد موظفة بشركة بترول بمدينة هوستون «قد ينظر إليك أبي بشكل مباشر إلا أن شيئاً يجعلك تشعر أنه لا يعيرك أي اهتمام أما أمي فهی تتظاهر بالإنصات ولكنها في الحقيقة تفكر فيما ستقوله عندما تسنح لها أول فرصة لمقاطعتي في الكلام».

وهذه العادات وغيرها من عادات الاستماع السيئة تدفع بعض المغرورين إلى: تعريف المحادثة بأنها تدريب تنافسي يكون أول من يلتقط نفسه فيه هو المستمع.

وهناك أعراض للإنصات السيئ مثل أن تتجول بناظريك في المكان أثناء الاستماع، أو أن تقوم بتحريك أصابعك بملل، مقاطعة المستمع، وطرح الأسئلة الكثيرة. فإذا كان لديك أي من هذه الأعراض فمن فضلك أستمر في قراءة هذا الكتاب. ومثل هذه الأعراض من المؤكد أنها سبب في عدم قدرتك على بناء علاقات تكون بمثابة أساس للسلطة الشخصية.

أفضل أربع طرق للاستماع الجيد

عندما تصل لمرحلة تتحول فيها الطرق الأربعة الآتية إلى سلوك يومي في تعاملاتك مع الآخرين فسوف يؤدي ذلك بك إلى الاستماع للآخرين بطريقة تحثهم وتحفزهم على الإفصاح عما بداخلهم.

  1. يجب أن تركز بشكل مكثف على الشخص الآخر. انقل إلى الشخص الآخر هذا التركيز من خلال التواصل بالعين والاستمرار على هذا خلال60-70%من وقت اللقاء مل ناجية الشخص الآخر وأظهر على وجهك علامات التركيز، لا تحرك رأسك ولا جسمك وألزمهما الاسترخاء وليكن أسلوبك في إدارة دفة الحور من خلال عدم التلفظ بشيء.
  2. يجب أن يكون تركيزك على ما يقولون وليس على التفكير في الرد على ما يقولون. لا تقاطع. ولا تقفز إلى استنتاجات ولا نتكلم حتى نتأكد من أن الشخص الآخر قد أنهى كل ما لديه.
  3. يجب ألا تطرح كثيراً من الأسئلة. الأسئلة المتكررة تعوق سير الحوار وإلى جانب هذا فليس هناك ما يدعو إلى هذه الأسئلة طالما أن تركيزك الأساسي على فهم ما يقال لا على محاولة الرد على ما يقال.
  4. كن على وعي بالإشارات ولغة الجسد. إن مثل هذه الإشارات والتلميحات التي سوف ندرسها في الوصفة العملية التالية هي التي توضح صدق المتكلم أو عدم صدقه فيما يقول. وهذا يجعل ردود أفعالك سليمة وقائمة على معرفة.

والإنصات السليم يمكنك من فهم الناس سريعاً بحيث تتمكن من إعطائهم ما يريدون الحقائق، الموضوع بأكمله، ومشاعرك وآراؤك بالإضافة إلى التوضيحات والأمثلة أو مزايا وعيوب موقف ما.

استمع بعينك وتصرف بناءً على ما ترى

منذ أن قوى الشيطان حواء بكلامه ثبت أن الكلام ما هو إلا قناع لإخفاء الحقائق. أما لغة الجسد فهي لا تكذب.

وفي معرض قراءتك للكتاب سوف تجد أننا خصصنا فصلاً للحديث عن موضوع لغة الجسد لأهميته الكبرى وإليك ملخصاً لما ورد في ذلك الفصل.

من الحقائق العلمية الثابتة أن تعبيرات الوجه ودرجة الصوت والتلميحات ووضع الجسم كل هذه قنوات للتعبير الصادق عن حقيقة ما يدور بداخل الشخص ويقول دكتور ديتروا أستاذ علم النفس «أرى أن أكثر تواصل البشر مع بعضهم البعض يحدث من خلال لغة الجسد أكثر مما يحدث من خلال الكلام.

وربما يكون ما يقرب من 60٪ أو ۷۰٪ من الفهم يحدث من خلال البصر. وكما تعرف فإننا دائماً ما نتعلم بعض الحركات الجسدية ونتناقلها فيما بيننا وغالباً ما يكون هذا دون وعي».

أجل فحركات الجسم أكثر دوياً من الكلمات. وعندما تحدد أعراض الاستماع السيئ وتتعلم كيف تستمع بعينك وتتصرف بناء على ما تري فسوف يساعدك هذا على أن تسمع المزيد والمزيد حتى الأشياء التي يود الناس إخفاءها.