قال روس بریسكر أحد سكان ادي باكما في واشنطن "هذا ما قالته، جي لين تعالو لقد قطعنا شوطاً طويلاً جداً معاً".

"إن كل ما فعلته هو أنني ألقيت طرفة بسيطة في التليفون، ولم يكن فيها أي إهانة أو خروج عن المألوف. ولكن مع توتر ليندا بسبب الحالة المرضية التي وصلت لها والدتها فقد أساءت فهمي واعتبرت أن هذا إساءة لمشاعرها. هل يعقل أن يصدر هذا مني أنا؟ لا أكاد أصدق هذا.

ولو كان أحداً غيرها قال هذا لكنت اعتبرته إهانة، ولكنها ليست كأي أحد. فهي التي غيرت مجرى حياتي منذ أن عرفتها؛ ولذلك فأنا لا أملك إلا أن أحبها. حسناً. إنني حقاً أحبها وهذه حقيقة لا أستطيع أن أنكرها. وربما لم أكن أشعر بهذا الحب الجارف عندما قابلتها ولكني أستطيع أن أتذكر كل تفاصيل هذه العلاقة من الآن وحتى اللقاء الأول فيما بيننا. وهكذا ساعدتنا الذكريات القديمة على الخروج من هذه الأزمة بسلام".

والمغزى من القصة أن من فضل الله علينا أن الانطباعات الأولى تدوم ولا تُنسی. فها هي الأعوام تمر العام تلو العام منذ أن تقابل روس وليندا للمرة الأولى ومع هذا تأبى ذكريات اللقاء الأول إلا أن تفرض نفسها وتخرج من اللاوعي إلى الوعي.

وقد كان لهذه الانطباعات الأولى أثر عاطفي كان له دوره في التغلب على الزوابع التي هبت على حياة روس وليندا. وقد لا يتذكر روس ما قيل في لقائه الأول مع ليندا ولكنه لن ينسى أبداً الانطباع الأول الذي تركته فيه ليندا.

وكون أن الانطباعات لها أثر ممتد ولا يقتصر على لحظة قد ينظر إليه البعض على أنه نوع من الفلسفة نحن في غنى عنه. ولكن الحقيقة هي أن في هذا تبسيط للأمور. وأنا أقول هذا لأنك إذا أردت أن تحقق أحلامك فما عليك إلا أن تحرص على ترك انطباعات جيدة عن نفسك لدى الآخرين.

وأنا أعرف أن كلامي قد ينظر إليه البعض على أنه هراء لا قائد فيه ولكنه ليس كذلك. لأن كلامي هذا هو الطريقة المثلى والوحيدة إذا أردت أن تزيد دائماً من قيمتك وأهميتك لدى الآخرين. ولذلك عليك لكي تصل إلى هذا أن تكون انطباعاتك الأولى إيجابية بالنسبة للآخرين ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف هذا؟

ما الذي يتطلبه ترك انطباع إيجابي لدى الآخرين

لكي أخبرك شروط ترك الانطباع الإيجابي لدى الآخرين أمامي خيارات فإما أن أحيلك على المكتبات المتخمة بالكتب التي تتناول هذا الموضوع، وإما أن أوفر عليك وقتاً ثميناً بأن أقول لك إن كل هذه الكتب تبعث برسالة واحدة أساسية. وخلاصة هذه الكتب يمكن أن نضعها في كلية من ثلاثة حروف هي أنت.

فالعالم يأخذ وجهة نظره عنك من وجهة النظر التي تراها في نفسك، ونظرتك في نفسك تقوم على قاعدة نفسية واضحة وضوح الشمس، وهي عندما تقابل الآخرين فإن ما تقوله وما لا تقوله وما يبدو منك وما لا يبدو يمهد الطريق لكل ما يأتي بعد ذلك.

فإذا كنت تعتقد أنك شخص خجول أو جبان أو تافه فهذا هو الانطباع الذي ستتركه لدى الآخرين. أما إذا نظرت في نفسك نظرة إيجابية فستنعكس نظرة الناس عليك من هذه النظرة وسينظر الناس إلى الجانب الإيجابي في شخصيتك.